الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب : جيش وشرطة.. درع واحد في معركة الوطن

في زمن تتلاشى فيه الحدود بين التهديدات الخارجية والداخلية، وتتصاعد فيه تحديات الأمن والتنمية معًا، يثبت التاريخ أن الدول لا تنهض إلا بوحدة مؤسساتها، ولا تحيا إلا حينما تكون سواعدها متشابكة نحو هدف واحد، حماية الوطن وصون كرامته.
ولعل المشهد الذي جمع بين الفريق أول عبد المجيد صقر، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، واللواء محمود توفيق وزير الداخلية، لم يكن مجرد مناسبة احتفالية بذكرى انتصارات أكتوبر، بل كان تأكيدًا على أن الأمن في مصر لا يُنجز إلا بتكامل جناحيه،القوات المسلحة والشرطة.
كان اللقاء، الذي حضره الفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة، واللواء محمود أبو عمرة مساعد أول وزير الداخلية للأمن العام ورئيس المجلس الأعلى للشرطة والقيادات العليا للوزارتين ،ترجمة حية لوحدة الموقف، وتطابق الرؤية،ووحدة الرسالة،سنحمي هذا الوطن ما حيينا.
في ذكرى الانتصار، تتجدد معاني التضحية والإخلاص، القوات المسلحة التي فجّرت نصر أكتوبر من رحم اليأس، لا تزال تقف في مواجهة كل عدو يتربص بمصر، والشرطة التي خاضت حربها ضد الإرهاب والجريمة لعقود، لا تزال تكتب بدماء رجالها سطور البطولة اليومية.
اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، تحدث بكلمات نابعة من القلب، مؤكداً أن نصر أكتوبر ليس فقط معركة عسكرية، بل عقيدة مصرية متوارثة، وأن رجال الشرطة يتشاركون هذه الروح القتالية والوطنية مع إخوانهم في القوات المسلحة، في خندق واحد، وغاية واحدة.
الفريق أول عبد المجيد صقر، فكانت رسالته واضحة وقوية، أن الأمن لا يُجزأ، وأن المؤسسة العسكرية تُقدّر تمامًا تضحيات رجال الشرطة في الداخل، كما تثق في قدرتهم على حفظ الجبهة الداخلية بكل انضباط وكفاءة، وهو ما يجعل من لقاء اليوم مناسبة لتجديد العهد لا تبادل المجاملة.
وفي مشهد يحمل دلالات وطنية خالصة، قام وزير الداخلية بإهداء درع هيئة الشرطة للفريق أول عبد المجيد صقر والفريق أحمد خليفة، فيما قدم القائد العام للقوات المسلحة درع الجيش المصري لوزير الداخلية، في تبادل رمزي يعكس عمق العلاقة، وثباتها في وجه الزمن والتحديات.
الرئيس السيسي.. صانع التحول وحارس الدولة
وفي قلب هذه الصورة، يقف الرئيس عبد الفتاح السيسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، كعنوان للاستقرار، وضمانة حقيقية لوحدة الصف الوطني، الرئيس السيسى ، بخلفيته العسكرية، لم يكن فقط شاهدًا على بطولات الجيش، بل صانعًا لتحولات كبرى أعادت للجيش والشرطة هيبتهما ومكانتهما داخل الدولة والمجتمع.
منذ توليه المسؤولية، لم يفصل الرئيس السيسي بين معركة البندقية ومعركة التنمية، بل وضع خططًا متكاملة تعزز قدرات الدولة في كل الاتجاهات، وهو دائم التأكيد في خطاباته أن رجال القوات المسلحة والشرطة هم درع الأمة وسيفها، وأن مصر ستبقى بخير ما دام أبناؤها مخلصين، متجردين من كل هدف سوى الوطن.
لقد وفر الرئيس دعماً غير مسبوق للمؤسستين، ليس فقط على مستوى التجهيز والتحديث، بل على مستوى الرؤية الاستراتيجية ، جعل من الأمن الشامل محورًا للنهضة، وجعل من الجيش والشرطة شركاء في حماية المشروع الوطني الكبير، من مواجهة الإرهاب، إلى تأمين مشروعات الدولة العملاقة، إلى ضبط الشارع وحماية المواطن.
الأهم من كل ذلك، أن الرئيس أعاد بناء العلاقة بين المواطن ورجل الأمن، على أسس من الاحترام المتبادل، والثقة، والمكاشفة، وهو ما نشهده اليوم من التقدير الشعبي الواسع لرجال الجيش والشرطة، ووعي الناس بتضحياتهم، واعتزازهم بما يقدمونه يوميًا من دون انتظار شكر أو مجد.
تحية لكل من يرتدي الزي الوطني
في هذه اللحظة، وبينما يتبادل قادة الجيش والشرطة التهاني والدرع، هناك جنود مجهولون يقفون في مواقعهم، لا يطلبون إلا رضى الله وحب هذا الوطن.
هناك ضابط في مأمورية، وجندي على الحدود، وصف ضابط يتابع كاميرا، ومجند يفتش عربة، وقيادة ترسم الخطة وتتحمل المسؤولية، هؤلاء هم من يصنعون "الواقع الآمن" الذي نعيشه كل يوم.
نقولها بكل صدق ... مصر بأمان برجالها
إن لقاء اليوم ليس مشهداً عادياً، بل وثيقة عهد تتجدد في كل مناسبة وطنية، بأن تظل مصر في حماية رجالها الأوفياء، ومع وجود قيادة وطنية واعية مثل الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومؤسسات أمنية على أعلى درجات الانضباط والجاهزية، فإن الوطن سيبقى حصينًا، لا تنكسر له راية، ولا يُرفع عليه سلاح إلا لردع المعتدي التحية لرجال الجيش، والتحية لرجال الشرطة، والتحية لكل من جعل من خدمته لهذا الوطن شرفًا لا يُضاهى.
كاتب المقال الكاتب الصحفى صالح شلبى - رئيس تحرير بوابة الدولة الأخبارية ورئيس مجلس الادارة ونائب رئيس شعبه محررين البرلمانيين .