جنوب أفريقيا تستقطب استثمارات صينية وهندية لتعزيز قطاع صناعة السيارات

جحت جنوب إفريقيا في تأمين التزامات استثمارية من شركات سيارات صينية وهندية، تهدف إلى تطوير خطوط التجميع الجزئي الحالية و تحويلها إلى مصانع إنتاج كاملة، في خطوة استراتيجية لدعم القطاع الصناعي في البلاد.
وقال وزير التجارة الجنوب أفريقي، باركس تاو، خلال مؤتمر سنوي لصناعة السيارات، نقلته شبكة سي إن بي سي أفريكا، إن شركات عاملة بالفعل داخل البلاد مثل، تويوتا وفورد باتت في مفاوضات جدية مع الحكومة لوضع رؤية طويلة الأمد تحمي الصناعة من التراجع.
ويأتي ذلك وسط تحديات مد أبرزها انخفاض حجم الإنتاج، والغموض المرتبط بالرسوم الجمركية، إضافة إلى التكلفة الباهظة للتحول إلى المركبات الكهربائية.
وأكد قادة القطاع خلال المؤتمر أن عدم اتخاذ إجراءات لحماية السوق المحلية من الواردات سيؤدي إلى "تفكيك صناعي" يهدد مكانة جنوب إفريقيا التاريخية كأكبر منتج للسيارات في القارة الإفريقية.
وخلال لقائه الأخير مع مستثمرين في بكين ونيودلهي، أوضح الوزير "تاو" أن الشركات التي تدير عمليات تجميع جزئي في جنوب إفريقيا التزمت بالانتقال التدريجي الى التصنيع الكامل.
فعلى سبيل المثال، تدير شركة بايك الصينية (BAIC) خطا لتجميع سياراتها من طراز Beijing X55 في ميناء كيبيرا، وهو خط مصمم للتحول مستقبلا إلى إنتاج كامل.
أما شركة ماهيندرا الهندية فتجمع شاحنات نصف مجمعة في مدينة ديربان، وقد دخلت مؤخرا في شراكة مع "مؤسسة التنمية الصناعية" لدراسة جدوى إنشاء مصنع متكامل.
وأشار الوزير إلى أن الحكومة ستلعب دورا داعما في هذه التحولات، بما يسهم في ترسيخ قاعدة صناعية قوية ويؤهل جنوب إفريقيا لتصبح مركزا إقليميا لصناعة السيارات في القارة.
كما كشف أن محادثات أخرى مع مستثمرين هنود وصينيين أظهرت اهتماما إما بالشراكة مع المصنعين الحاليين للاستفادة من الطاقة الإنتاجية الفائضة أو بإنشاء مصانع جديدة داخل البلاد.
ورغم أن جنوب إفريقيا احتفظت بمكانتها كأكبر منتج للسيارات في القارة لأكثر من قرن، إلا أن خبراء الصناعة يحذرون من فقدان هذا المركز في المستقبل القريب.
واعتبر رئيس "فورد إفريقيا"، نيل هيل، أن السباق على "زعامة السيارات" الإفريقية لم يعد مضمونا، ما لم تتخذ البلاد خطوات أكثر جرأة لحماية صناعتها.