في ذكرى ميلاده الـ87… جميل شفيق صائد الأخشاب الذي حوّل هدايا البحر إلى فن خالد

تحل اليوم، 10 أغسطس، الذكرى الـ87 لميلاد النحات والرسام الصحفي الراحل جميل شفيق (1938-2016)، المبدع الذي امتلك تجربة فنية فريدة جمعت بين النحت والرسم والتصوير.
منحوتات من هدايا البحر
تميز جميل شفيق بين جيله بطرح أعمال نحتية مغايرة، مستوحاة مما يسميه "حدف البحر" — الأخشاب التي تقذفها الأمواج على الشاطئ — ليحوّلها إلى إبداعات تحمل عبق الطبيعة وعطايا البحر التي لا تنضب.
صائد الأخشاب
كان شفيق يصطاد من البحر أخشاباً متبقية من السفن والقوارب القديمة، ليعيد تدويرها بطرق بسيطة، ثم يرسم عليها، محوّلاً إياها إلى أعمال فنية آسرة. وكثيراً ما كان يترك القطع الخشبية على حالها تقريباً، مكتفياً بما نحتته الطبيعة نفسها، محتفظة برائحة البحر وأثر أمواجه.
ثيمات ورموز فنية
ارتكزت أعماله على ثيمات رمزية مثل السمكة كرمز للخير، والمرأة كرمز للخصوبة، والحصان كرمز للجمال والقوة، إلى جانب عناصر أخرى مثل القطط والطيور. كما تميزت منحوتاته الخشبية ولوحاته بحس أصيل وألوان دافئة يغلب عليها البني، إضافة إلى أعمال بالقلم الرصاص أو الحبر الشيني، تجسد عالماً مفعماً بالسحر والجمال والخيال.
صداقات ثقافية
ارتبط شفيق بعلاقات وطيدة مع كبار الفنانين والمثقفين، من بينهم الأديب العالمي نجيب محفوظ، والفنان أحمد مظهر، والكاتب توفيق صالح، والشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، الذين حرصوا على حضور معارضه.
سيرة ومسيرة
وُلد جميل شفيق بدوي في محافظة الغربية، وتخرج في كلية الفنون الجميلة قسم التصوير عام 1962. كان عضواً في نقابتي التشكيليين والصحفيين وعدة جمعيات فنية، وعمل رساماً صحفياً وخبيراً بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) بين عامي 1979 و1984. أقام عشرات المعارض الفردية والجماعية في مصر والخارج، ونال جوائز عدة، من بينها جائزة لجنة التحكيم (رسم) في بينالي الإسكندرية الثامن عشر لدول حوض البحر المتوسط. اقتنت أعماله جهات عديدة، منها متحف الفن المصري الحديث.