هياتم فى ذكرى ميلادها 22 يوليو من راقصة الإسكندرية التي غزت السينما وتركت بصمتها في القلوب
في مثل هذا اليوم 22 يوليو عام 1949 وُلدت الفنانة هياتم في مدينة الإسكندرية ، التى خطفت الاضواء لتبدأ رحلة فنية مدهشة تجاوزت الرقص والتمثيل وامتدت لتصبح جزءاً من الذاكرة الذهبية للفن المصري اسمها الحقيقي كان سهير حسن أحمد لكنها اختارت لنفسها اسماً فنياً بات محفوراً في وجدان جمهورها: هياتم
من شارع فؤاد إلى أضواء المسرح
بدأت هياتم حياتها الفنية راقصة شرقية في حفلات الإسكندرية الشعبية ثم انتقلت إلى القاهرة في أوائل السبعينات لتسطع في سماء الرقص الشرقي وتُعرف على مسرح “أضواء المسرح” الشهير وكانت أولى رقصاتها الكبيرة في حفل أمام عبد الحليم حافظ على أنغام أغنية "زي الهوا" التي صادفت رواجاً آنذاك
من الرقص إلى التمثيل بداية جديدة
لم يطل بها المقام على خشبة الرقص فسرعان ما انتقلت إلى عالم السينما حيث ظهرت لأول مرة في فيلم "ثم تشرق الشمس" عام 1971 ومنه انطلقت في مسيرة حافلة بالأدوار الجريئة والمعقدة جسدت هياتم شخصيات متعددة تركت أثراً واسعاً خاصة في أفلام مثل
المتسول
غريب في بيتي
انتحار مدرس ثانوي
الأقوياء
الملعوب
البنات عايزة إيه
الحضور التليفزيوني نجمة على الشاشة الصغيرة
لم تقتصر شهرة هياتم على السينما فقد تألقت كذلك في الدراما التليفزيونية وشاركت في أعمال جماهيرية لاقت نجاحًا واسعًا من بينها
المال والبنون
زمن عماد الدين
العمدة هانم
عيون ورماد
زهرة وأزواجها الخمسة
ساحرة الجنوب
حياة شخصية مثيرة ومواقف لا تُنسى
رغم شهرتها الواسعة فإن حياة هياتم الخاصة كانت مليئة بالغموض والأسرار تزوجت ثلاث مرات إحداها من لاعب كرة قدم شهير في نادي الزمالك إلا أن الزيجات لم تدم طويلاً ولم تُرزق بأي أبناء كانت تؤمن أن الفن يحتاج لتفرغ كامل وصرّحت في لقاءات صحفية بأنها فضّلت النجاح على الإنجاب كما اشتهرت بشروطها الحاسمة في الزواج والتي تضمنت الكفاءة المالية والصدق والذكاء
دخلت في مشكلات داخل الوسط الفني أبرزها خلاف عنيف مع الفنانة ماجدة الخطيب أثناء عرض مسرحية "يا أنا يا إنت" ما أدى إلى واقعة ضرب وتشابك بالأيدي وحكم عليها بالسجن بضعة أيام قبل أن يتم الصلح وتعود المياه إلى مجاريها
قصة فيلم جمع هياتم مع رشدى أباظة توفى قبل استكماله
وفى لقاء سابق للفنانة هياتم مع الفنانة والإعلامية إسعاد يونس في برنامج "صاحبة السعادة" الذى يذاع على قناة DMC، عن فيلم "الأقوياء" وهو الفيلم الوحيد الذى جمعها بالراحل رشدى أباظة قبل رحيله، حيث توفي أدون أن يستكمل باقى مشاهد الفيلم.
وقالت هياتم خلال برنامج "صاحبة السعادة": "الحمد لله لحقته كل مشاهدي في الفيلم كانت مع الفنان رشدي أباظة صورتها كلها قبل مايموت".
ويعتبر وفاة الفنان أثناء تصوير عمل فني من أصعب المواقف التي تمر على صناع العمل ويلجأ خلال هذا الأمر إلى الاكتفاء بالمشاهد التى قام بتقديمها هذا الممثل وتطوير السيناريو، أو حذف الدور، وربما الحل الأخير الذى يلجأون إليه، إعادة تصوير المشاهد التى تم تصويرها، ولكن هناك بفيلم الأقوياء لجأ صناع العمل إلى الاستعانة بممثل آخر لأستكمال نفس الدور، حيث استعان صناع العمل بالفنان صلاح نظمى لاستكمال دور الفنان الراحل رشدى أباظة ولكن ظهر فى المشاهد المتبقية بظهره وصوته فقط، وحاول المخرج ألا يظهر الفنان صلاح نظمى
وقام صناع العمل بكتابة تنويه فى تتر الفيلم وهو: "كانت وفاة الفنان الكبير رشدي أباظة أثناء إنتاج الفيلم وبعد أن قطع التصوير معظم مراحله حدثاً قهرياً أمكن التخفيف من آثاره الاستعانة بجهود الفنان الكبير صلاح نظمي في الحلول محله في أداء المشاهد القليلة المتبقية مما ساعد على عدم المساس بالسيناريو الأصلي".
رحيل جسد وبقاء أثر
رحلت هياتم عن عالمنا في 27 يوليو 2018 بعد صراع مرير مع سرطان القولون تاركة خلفها إرثًا فنيًا يتجاوز 35 فيلمًا وعددًا من المسلسلات التي ما زالت تُعرض حتى اليوم ويسترجعها الجمهور بمحبة وحنين
في ذكرى ميلادها السادسة والسبعين نتذكر هياتم ليس فقط كراقصة ذات جاذبية استثنائية بل كفنانة قوية فرضت حضورها على ساحة فنية مزدحمة بالمواهب ونجحت في التحوّل من راقصة إلى ممثلة محترفة رغم كل الصعاب
هكذا خُلِّدت هياتم.. امرأة لم تعرف الهزيمة وفنانة لا تغيب عن الذاكرة
