كيف نفذ الموساد عملية تخريب سرية داخل إيران خلال الهجمات؟

أفاد موقع "أكسيوس" الأمريكي، اليوم الجمعة، بأن إسرائيل نفذت عمليات تخريب سرية على مواقع صاروخية ودفاع جوي ضمن موجة الهجمات الضخمة التي شنّتها على إيران فجر اليوم الجمعة، حيث قصفت مواقع نووية وصاروخية، واستهدفت قادة عسكريين وعلماء نوويين.
وقال مراسل "أكسيوس" باراك رافيد، لشبكة "سي إن إن" الأمريكية: "أخبرني مسؤول إسرائيلي بارز أنه، بخلاف الغارات الجوية، نفّذ الموساد الإسرائيلي عدة عمليات داخل إيران استهدفت الدفاعات الجوية الإيرانية والصواريخ بعيدة المدى".
وعبر منصة "إكس"، وصف رافيد تلك العمليات بأنها "عمليات تخريب سرية في عمق إيران".
وشنّت إسرائيل، أكبر خصوم إيران، الهجمات بدون دعم واضح من الولايات المتحدة، التي سارعت إلى النأي بنفسها عن العملية، بحسب "أكسيوس". وقد أطلقت إيران بالفعل أكثر من مئة طائرة بدون طيار على إسرائيل ردًا على الهجمات الضخمة.
وعارض الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، علنًا هجومًا إسرائيليًا على المواقع النووية الإيرانية، أمس الخميس، معربًا عن اعتقاده بإمكانية التوصل إلى اتفاق نووي.
لكن بعد ذلك بساعات، بدأت إسرائيل استهداف المواقع النووية الإيرانية، فضلًا عن كبار القيادات العسكرية الإيرانية وكبار العلماء العاملين على البرنامج النووي.
من جانبه، قال المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي: "لقد أعدّ الكيان الصهيوني بهذا العمل الإجرامي مصيرًا مريرًا وأليمًا لنفسه، وسيناله حتمًا."
وأعلنت إسرائيل حالة الطوارئ، وقال وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، للإسرائيليين إن عليهم أن يتوقعوا هجمات بالطائرات بدون طيار، وأخرى صاروخية من إيران "في المستقبل القريب". وقد أُغلقت جميع المدارس وأماكن العمل، اليوم الجمعة.
واعتبر "أكسيوس" أن الغارات الإسرائيلية – التي يقول الجيش الإسرائيلي إنها تمّت بمشاركة أكثر من 200 طائرة مقاتلة – قد فتحت المجال أمام صراع عسكري جديد يشكّل خطرًا داهمًا على كلٍّ من إسرائيل وإيران.
هذا، وقد أعلنت وسائل إعلام إيرانية رسمية عن اغتيال القائد العام للحرس الثوري، حسين سلامي، ورئيس الأركان الإيراني، محمد باقري، والعالمين النوويين، فريدون عباسي، ومحمد مهدي طرانجي، وقائد مقر "خاتم الأنبياء" العسكري في الحرس الثوري، غلام علي رشيد، ورئيس كلية الهندسة النووية في جامعة بهشتي، عبد الحميد مينوتشهر، في الهجوم الإسرائيلي. كما أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية باغتيال علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني.
ونقلت إذاعة جيش الاحتلال عن مسؤول أمني قوله إن ضربة البداية استهدفت أهداف دفاع جوي وصواريخ أرض–أرض، واغتيالات لمسؤولين إيرانيين وعلماء نوويين كبار؛ فيما أوردت وكالة "رويترز" للأنباء أن احتمالية مقتل هيئة الأركان العامة الإيرانية جميعًا مرتفعة.
وسُمعت انفجارات في أنحاء إيران والعاصمة طهران، وأوردت وكالات إيرانية وقوع قتلى وجرحى في عدة مناطق جرّاء الهجمات الإسرائيلية.
وفي وقت سابق، أغلقت إيران مجالها الجوي حتى إشعار آخر، بينما أعلنت تل أبيب حالة الطوارئ تحسبًا للرد الإيراني، الذي يتوقعه المسؤولون الإسرائيليون "خلال ساعات"، بحسب موقع قناة "الشرق" الإخبارية السعودية.
وحذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من أن "الإسرائيليين قد يضطرون لقضاء فترات طويلة في الملاجئ"، تحسبًا للرد الإيراني المنتظر على هجمات تل أبيب.
وأضاف نتنياهو، في مقطع فيديو نشره مكتبه، أن الضربات الإسرائيلية طالت قادة إيرانيين كبار.
ووصف نتنياهو الهجمات التي شنّتها تل أبيب على إيران بأنها "ضربة افتتاحية ناجحة جدًا"، معتبرًا أن "إسرائيل ستحقق العديد من الإنجازات"، على حد تعبيره.