فاينانشيال تايمز: الاتحاد الأوروبي يقيد دخول الأجهزة الطبية الصينية في نزاع تجاري جديد

فرض الاتحاد الأوربي قيوداً على واردات الأجهزة الطبية الصينية، في تصعيد جديد ضد بكين بدعوى ممارسات الصين التمييزية تجاه المصنعين الأجانب الراغبين في التقدم بعروضهم للحصول على عقود عامة داخل الصين.
وأوضحت صحيفة "فاينانشيال تايمز" إن تصويت أعضاء الاتحاد الأوروبي، الذي ينتظر أن يتسبب في تصعيد التوتر بين قوتين اقتصاديتين كبريين على مستوى العالم، دعا السلطات العامة في الدول الأعضاء إلى استبعاد الشركات والعروض الصينية من الحصول على عقود تزيد قيمتها على 5 ملايين يورو خلال السنوات الخمس المقبلة.
كانت بروكسل أعلنت في يناير الماضي أن السياسات الصينية أرغمت المستشفيات المحلية على اختيار الموردين المحليين. واكتشف الاتحاد الأوروبي أن أكثر من 78 في العقود تضمن "تمييزاً مباشراً وغير مباشر"، بما في ذلك حظر استيراد أجهزة طبية.
وقد منحت سياسية "صنع في الصين" أولوية خاصة للإنتاج المحلي ووضعت جملة من الأهداف لاستخداماتها في الداخل الصيني.
ويعد قرار الاتحاد الأوروبي أول استخدام للتشريع الجديد للتكتل الأوروبي- أداة المشتريات الدولية- التي اعتمدت في عام 2022 بهدف المساعدة على فتح أسواق المشتريات الخارجية أمام الصناعات الأوروبية.
وأشارت الصحيفة إلى أن بلدان الاتحاد الأوروبي اشترت في عام 2024 أجهزة طبية صينية بقيمة 5.2 مليار يورو، وتنوعت بين أجهزة أشعة الرنين المغناطيسي وصولاً إلى الحقن البلاستيكية.
وقال المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي، ماروش شيفتشوفيتش، في وقت سابق إنه يرغب في التوصل إلى حل تفاوضي مع بكين.
ومن المقرر أن يجري محادثات مع وزير التجارة الصيني على هامش انعقاد اللقاء الوزاري لـ"منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية" (أويسيد) في باريس اليوم الثلاثاء.
وبينت الصحيفة أن لدى الجانبين قائمة متنامية من النزاعات التجارية التي يتعين نقاشها.
وفي أكتوبر الماضي، فرض الاتحاد الأوروبي رسوماً جمركية وصلت إلى 45 % على السيارات الكهربائية الصينية، كما أنها أقامت العديد من دعاوى مكافحة الإغراق وتحقيقات مكافحة الدعم ضد العديد من المنتجات الصينية من الأخشاب الرقائقية وصولاً إلى السيارات وإطارات الشاحنات.
من جانبها، فرضت الصين رسوماً لمكافحة الإغراق على أنواع من المشروبات الكحولية، كما فتحت تحقيقات بشأن لحوم الخنازير ومنتجات الألبان.
بيد أن حكومة بكين قررت أخيراً رفع العقوبات على أربعة مشرعين في الاتحاد الأوروبي في بادرة لتحسين العلاقات بين الجانبين.
ويواجه الجانبان الصيني والأوروبي رسوماً جمركية مرتفعة فرضتها الولايات المتحدة، لكن ليس هناك سوى القليل من المؤشرات حتى الآن على أن الاتحاد الأوروبي سوف يغير من سياسته لـ"إزالة المخاطر"، التي تسعى إلى تقليص الاعتماد على الصين في مسألة المعادن الحيوية والتكنولوجيا.
فقد تضاعفت واردات الاتحاد الأوروبي من الأجهزة الصينية خلال الفترة من 2015 إلى 2023، وفق بيانات المفوضية الأوروبية، التي كشفت أن الأجهزة الطبية عالية الأداء كانت بين 10 صناعات جوهرية في استراتيجية بكين "صنع في الصين 2025".
كما وضعت الصين أهدافاً بحصة من الأجهزة الطبية المنتجة محلية داخل مستشفيات الدولة تصل إلى 70 % وتزاد إلى 95 % بحلول عام 2030، وفق تقرير للمفوضية الأوروبية.
وكشف التقرير أن أقل من 10 في المائة من 380 ألف عطاء لشراء الأجهزة الطبية بين يناير 2017، ونهاية مايو 2024، كانت معايير التأهل فيها مفتوحة أمام التدقيق والفحص.