ندوة علمية لجمعية التشريع الضريبي تحذر من مخاطر الشائعات في زمن السوشيال ميديا

نظمت الجمعية العلمية للتشريع الضريبي ندوة علمية موسعة تحت عنوان مخاطر الشائعات في زمن السوشيال ميديا، بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين في القانون والفكر والأمن القومي.
وأكد الدكتور رابح رتيب، عميد كلية الحقوق ورئيس الجمعية العلمية للتشريع الضريبي، في كلمته خلال الندوة، أن الشائعات أصبحت تمثل خطرًا حقيقيًا على الأوطان، خصوصًا في ظل استغلالها من قبل الدول المعادية للنيل من استقرار الشعوب وبث الفتن والانقسامات الداخلية.
وقال رتيب الانتماء والولاء يجب أن يظل دائمًا للوطن، وأطلب من كل أم مصرية أن ترضع وليدها حب مصر، فهي الأمن والأمان، وهي الوطن الذي تحطمت عليه صخور المؤامرات، وتواجه اليوم حربًا شرسة بالشائعات والفتن".
وأشار رتيب إلى أن مصر تراهن على وحدتها وتماسكها الداخلي في مواجهة هذه الحملات التي تستهدف تقويض ثقة المواطن في دولته ومؤسساته.
من جانبه، أكد اللواء الدكتور سيد محمدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن الشائعات تمثل أخطر أدوات الحرب الحديثة، مشيرًا إلى أن العالم اليوم مقسوم إلى ثلاث شرائح: الأسياد، والعبيد، ومن هم بين الاثنين. وقال إن الجمعيات العلمية تمثل صمام الأمان ضد الشائعات، لما لها من دور توعوي وفكري مهم في تعزيز المناعة المجتمعية.
وأضاف محمدين الأمن القومي لا يتحقق إلا بتوافر خمسة مقومات أساسية، أولها وجود كتلة حرجة من الإمكانيات الاقتصادية؛ فبدون المال لا يمكن بناء أو حماية وطن، وثانيها امتلاك قدرة عسكرية قوية، وثالثها القدرة على مواجهة الحروب بالوكالة التي تستهدف تدمير الأخلاق والقيم من خلال المسلسلات الهابطة والأغاني الفاسدة، ورابعها بناء سياسة داخلية قائمة على مؤسسات قوية، وخامسها تفعيل قدرة السياسة الخارجية".
وركز اللواء الدكتور أشرف صابر، مساعد وزير الداخلية الأسبق، فى كلمتة على أهمية وعي الشعب المصري بخطورة ما يُحاك ضده، مشيرًا إلى أن المخططات المعادية للمنطقة العربية ليست وليدة اللحظة، بل تعود إلى عام 1907 حين وُضع أول تصور لتقسيم الشرق الأوسط.
وقال صابر الحرب الآن لم تعد حرب دبابات، بل حرب على العقول من خلال الشائعات والسوشيال ميديا، وهي حروب تنفذها دول كبرى بهدف زعزعة الاستقرار وهدم رموز الدولة وتشويه الإنجازات. يسألون لماذا توسعون قناة السويس؟ ولماذا تبنون شبكات الطرق؟ إنها محاولات مستمرة لإرباك الوعي العام".
وأشاد صابر بدور الرئيس عبد الفتاح السيسي في مواجهة هذه الحرب المعلوماتية من خلال إنشاء مركز لمواجهة الشائعات تابع لمجلس الوزراء، يعمل على تفنيد الأكاذيب وتوضيح الحقائق، مؤكدًا أن الإنسان يتأثر بنسبة 88% بما يسمعه ويراه، ما يجعلنا أمام مسؤولية جماعية في تعزيز الوعي المجتمعي وتحقيق الاستقرار الداخلي.
وأوضح الدكتور عرفان فوزي، الأمين العام للجمعية، أن المؤسسات المجتمعية عليها دور كبير في محاربة الفكر الإرهابي والشائعات التي تدمر السلم الاجتماعي، مشيرًا إلى أن الجمعية حريصة على التطرق إلى القضايا المحورية ذات البعد السياسي والاجتماعي، وأن هذه الندوة تأتي في إطار التصدي لمحاولات تغييب الوعي وهدم الثوابت الوطنية.
وشهدت الندوة حضور الدكتور محمد عباس، مستشار وزير المالية، وعدد من أساتذة الفكر والقانون، الذين أكدوا في كلماتهم أن الحرب الحالية لم تعد تقليدية، بل أصبحت حرب فكر وعقيدة، تستهدف تزييف وعي الشعوب عبر أدوات ناعمة مثل الفن والمحتوى الذى يظهر فية بعض المطربين بصورة تسئ للشعب المصرى ووسائل التواصل الاجتماعي.
وأشاروا إلى أن الشائعة تبدأ بكذبة، لكنها سرعان ما تتحول إلى حقيقة في أذهان العامة إذا لم تجد من يفندها ويرد عليها بالحجة والمنطق.
وشدد المشاركون على أن حماية الوطن من خطر الشائعات التى تتطلب تكاتف جميع مؤسسات الدولة، وتفعيل دور الإعلام الوطني، وتعزيز الوعي العام لدى المواطن، مؤكدين أن مصر قادرة على التصدي لتلك التحديات بفضل تماسك جبهتها الداخلية، ووعي شعبها، وقيادتها التي تضع أمن الوطن وسلامة مواطنيه فوق كل اعتبار.