الحكومات تناقش الدفاع السيبراني المتعدد في جيسيك جلوبال

تصدر دور الحكومات في تبنّي مقاربات متعدد الطبقات للأمن السيبراني جدول أعمال اليوم الثاني من فعاليات مؤتمر ومعرض الخليج العالمي لأمن المعلومات "جيسيك جلوبال 2025" - ثالث أكبر فعالية للأمن السيبراني في العالم، والأضخم على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
فبعد انطلاقة ناجحة يوم الثلاثاء، استقبل مركز دبي التجاري العالمي مجدداً أكثر من 25 ألف زائر من 160 دولة، إلى جانب 450 من رؤساء أمن المعلومات العالميين يوم الأربعاء ثاني أيام المعرض، الذي يقام تحت شعار "تأمين المستقبل المدعوم بالذكاء الاصطناعي."
وفي ظل ما كشف عنه تقرير مايكروسوفت للدفاع الرقمي 2024 من أن الحكومات باتت ثالث أكثر القطاعات استهدافاً من قبل جهات التهديد المدعومة من الدول، انطلقت فعاليات "المؤتمر العالمي للأمن السيبراني"، إحدى فعاليات المعرض السنوي، بكلمة افتتاحية للدكتور محمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، شدد فيها مجدداً على أهمية العمل الجماعي لتعزيز القطاع عالمياً والمساهمة في رسم ملامح سياساته المستقبلية.
وقال: لا تفرّق "الهجمات السيبرانية بين الحكومات أو المؤسسات أو الأفراد، بل تستهدف الجميع دون تمييز، وقد تكون تكلفتها باهظة، بل ربما تصل إلى تهديد الأمن الوطني. ولهذا لا بد من التعاون؛ لأن المواجهة الفردية غير كافية والشراكة هي حجر الأساس في بناء منظومة مرنة وقادرة على الصمود."
كما شارك الدكتور الكويتي في جلسة حوارية رفيعة المستوى جمعت نخبة من المسؤولين في مؤسسات دولية رائدة، ناقشوا خلالها أحدث الأبحاث، ونماذج الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وسبل تطوير الكفاءات لمواجهة التهديدات السيبرانية المتطورة.
وكانت بي لينج لي، رئيسة استراتيجية الأمن السيبراني وتطوير القدرات في الإنتربول والمسؤولة عن قيادة مهمة المنظمة الدولية لمكافحة الجرائم السيبرانية ضمن إطارها الاستراتيجي العالمي، ضمن المشاركين في الجلسة، حيث أكدت على ضرورة خلق حوارات أعمق وأكثر تأثيراً لتعزيز القطاع عالمياً، وقالت: "التدريب عنصر أساسي، لكنه لا يكفي وحده. نؤمن في الإنتربول بأهمية تنسيق الجهود بين أجهزة إنفاذ القانون والجهات العاملة في مجال الأمن السيبراني. كما بات التعاون بين المنظمات الدولية ضرورياً ليتيح تبادل الخبرات وتطبيقها على مستوى الدول بشكل فعّال".
كما قدّمت عفراء إبراهيم بن فارس، المدير التنفيذي لشؤون السياسات واللوائح التنظيمية في مركز دبي للأمن الإلكتروني (DESC) عرضاً متميزاً سلطت فيه الضوء على استعدادات المركز لتحقيق القفزة الكمية القادمة.
واستعرضت الباحثة المتخصصة في أبحاث أمن البيانات وهندسة الثقة الصفرية والمساهمة في تعزيز مرونة البنية التحتية السيبرانية لإمارة دبي، دليل الاستعداد للأمن السيبراني الكمومي الذي أصدره المركز، والذي يُعد إطاراً استراتيجياً لتقييم وتطبيق آليات حماية متقدمة في مواجهة تهديدات الحوسبة الكمية المتسارعة، إلى جانب خارطة طريق للانتقال نحو بيئة آمنة.
وقالت: "إننا على أعتاب ثورة تكنولوجية جديدة ستغير طريقة عملنا كلياً، وتستعد حكومة دبي لتكون في طليعة حكومات الشرق الأوسط من خلال إصدار إرشادات واضحة للمرحلة الكمية. وأود أن أؤكد أن المستقبل الكمي لم يعد بعيداً – بل هو أقرب مما نتوقع. لذا، لم يعد الانتظار خياراً وحان وقت التحرك الفعلي".
ومن خارج الشرق الأوسط، استعرض جين يونغ أوه، نائب رئيس وكالة الإنترنت والأمن الكوري (KISA) جهود الحكومة الكورية في ترسيخ الثقة الرقمية وتعزيز أمن الإنترنت في أكثر دول آسيا المترابطة إلكترونياً.
حيث سلط الضوء على أبرز عشرة ملفات سيبرانية تتصدر أجندة الوكالة، وهي: الذكاء الاصطناعي التوليدي وسلاسل الإمداد والأمن السحابي وأمن سحابة الذكاء الاصطناعي وهندسة الثقة الصفرية والصمود السيبراني والأمن الاستباقي وأمن التنقل والرسائل الاحتيالية وسرقة الهوية وأمن الحوسبة الكمية. وأوضح أن هناك جهوداً كبيرة في تطوير المنتجات واختبار النماذج الأولية لدمج الذكاء الاصطناعي في هذه المجالات.