من الزيني بركات إلى الشيخ عبد الأحد.. أحمد بدير ودراما التاريخ والتراث
مشوار فني ثري يحمل الكثير والكثير من النجاحات في عالم الفن ما بين المسرح والسينما والدراما التلفزيونية، فهو فنان متنوع وشامل وكان ولا يزال له بصمته الخاصة التي لا تشبه أحد.
يبرز اسم أحمد بدير كممثل استثنائي استطاع أن يترك بصمة لا تنسى في ذاكرة المشاهدين، من خلال أدواره المتنوعة، استطاع بدير أن يقدم شخصيات تاريخية واجتماعية ببراعة نادرة، جعلته واحدًا من أبرز الممثلين الذين ارتبطت أسماؤهم بأعمال درامية خالدة، من أبرز أدواره تجسيده لشخصية الزيني بركات في المسلسل التاريخي الشهير "الزيني بركات"، وهي الشخصية التي لها مكانة كبيرة في قلب الجمهور وأحمد بدير نفسه.المسلسل الذي يُعدّ من كلاسيكيات الدراما، ورواية "الزينى بركات"، أحد أهم الروايات البارزة فى الروايات العربية، التى صدرت عام 1974، حيث كانت تدور حول شخصية تدعى "الزيني" فى عهد السلطان الغورى أوائل القرن العاشر الهجرى، وهى فترة كان الشعب يعانى فيها من صراع الأمراء واحتكار التجار.
وترجمت رواية "الزينى بركات" إلى الألمانية والفرنسية عام 1985 بعد أن حققت صدى طيباً فى وسط الدوريات الثقافية فى العالم.في هذا المسلسل، جسد بدير شخصية الزيني بركات، حيث تجمع الشخصية بين الذكاء والحكمة واستطاع بدير أن يقدم هذه الشخصية ببراعة نادرة، حيث نقل للمشاهدين كل تفاصيلها النفسية والاجتماعية، مما جعلها تبدو حية وواقعية وهو ما جعل دور الزيني بركات يتربع على عرش الأدوار التاريخية في الدراما العربية، ويُعدّ حتى اليوم واحدًا من أفضل الأدوار التي جسدت على الشاشة.ما يميز أداء بدير في هذا الدور هو قدرته على تجسيد الشخصية بكل تفاصيلها ، من نبرة الصوت إلى الحركات الجسدية، مما جعلها تبدو من لحم ودم، فهو لديه القدرة الفريدة على التحول بين الشخصيات المختلفة، سواء كانت تاريخية أو اجتماعية..
هذه القدرة على التحول بين الشخصيات تعكس مدى عمق موهبة بدير الفنية، وقدرته على فهم كل شخصية وتقديمها بأسلوب واقعي ومؤثر. فلم يكن بدير مجرد ممثل يؤدي دورًا، بل كان فنانًا يبحث دائمًا عن الجوهر الحقيقي للشخصية، وهو فنان استطاع أن يقدم التاريخي والإجتماعي والكوميدي وتعتبر أدوار مرجعا في فن الأداء وبإتقانه التمثيل، وحرصه على الجودة والدقة، استطاع أحمد بدير أن يرفع شعار "السهل الممتنع" في أدواره، وبفضل إبداعه، وإبداع غيره من كبار الممثلين في مصر اصبح لدينا أرشيف كبير من الأدوار والشخصيات والمسلسلات الخالدة.
ومن التاريخ إلى عالم الأساطير والتراث تبرز شخصية الشيخ عبد الأحد في مسلسل جودر 2 فبعد نجاحه الكبير في تجسيد الزيني بركات والتي تحمل ملمح تاريخي، يسجل هدفا جديدا من خلال شخصية الشيخ عبد الأحد في ملعب دراما التراث من خلال مسلسل جودر الذي يعد من أهم الأعمال التي قدمت في السنوات الأخيرة و استلهم قصته من التراث الغني لعالم ألف ليلة وليلة، حيث يجمع بين السحر والخيال في قالب درامي مشوق ويعد المسلسل تحفة فنية مستوحاة من التراث العربي، حيث يتناول قصة جودر الصياد ابن عمر المصري، وهي واحدة من أشهر القصص التي وردت في كتاب "ألف ليلة وليلة"، ومن خلال هذا العمل، استطاع صناع المسلسل أن ينقلوا المشاهدين إلى عالم مليء بالأساطير والحكايات الشعبية التي تزخر بها الثقافة العربية، وخاصة شخصية الفنان أحمد بدير والذي لعب شخصية الشيخ عبد الأحد.
واستطاع أحمد بدير أن يأخذ الجمهور في رحلة إلى هذا العالم الساحر، مستغلا قدرته على تلوين صوته الرخيم في جعل المشاهد يستمتع بالأداء الصوتي قبل البصري، معبرا عن مشاعر الشخصية بكل اخلاص لمهنة التمثيل، بكل التطورات التي حدثت في سياق شخصيته بالمسلسل ، خاصة عندما يتحالف الخادم عاكف "مجدى بدر" مع شواهى "نور" ملكة الشمعيين مع جوهرة "تارا عماد" نجله الشيخ عبد الاحد حتى تنتقم من جودر، ليعيش الشيخ بعد الأحد في وضع صعب ما بين حرصه على استكمال مهمته مع جودر وحمايته، وفي نفس الوقت غدر ابنته والخادم.
