بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتبة الصحفية أمال ربيع تكتب .. أوعى تقرب من الطماعة والحشرية

الكاتبة الصحقية أمال ربيع
-

- عزة النفس وكرامتها وأنفتها ،لا توجد عند بخيلة، ولا توجد عند شحيحة، ولا توجد عند رخمة ورزلة وتبته وحشرية وقليلة الذوق، ولا توجد عند جشعة طماعة،خاصة وإن الجشعة والطماعة لا ترضيها لقمة ولقمتان، ولا تمرة ولا تمرتان، ولا تكتفي بالشيء المتناول، والشيء الهين اليسير، لكنها دائماً تريد المزيد، ولا تصمت عن سؤال الناس،هؤلاء لا توجد لديهم عفة نفس، يدهم دائماً سفلى، وليست عليا، ترى كرشها ترهل من كثرة الولائم، وحضور المناسبات الدسمة، تستجيب لدعوة الناس فوراً، ولا تدعو الناس لبيتها مطلقاً، هى عبداً للجنية للدينار والدولار ، لا ترضى بالنصيب، وتبتغي المزيد.

لقد انتشرت هذه الصفة المذمومة في مجتمعنا، فأصبحت تمس بعض الفئات سواء من الرجال أو النساء ، فكم من رجال وكم من نساء قد أمتهنوا هذه الصفة الذميمة بالاصطنتاع على البشر في المأكل والمشرب ، وما في جيوبهم ، ناسيين قول ابن الجوزي - رحمه الله - من قنع طاب عيشه، ومن طمع طال طيشه - العبد حر إن قنع - والحر عبد إن طمع - فاقنع ولا تطمع فلا - لاشيء يشين سوى الطمع، وقول أحد الحكماء من أراد أن يعيش حرًّا أيام حياته، فلا يسكن قلبَه الطمع،وقيل: عز من قنع، وذل من طمع.

أقول لهولاء ومن يغيثون في الأرض طمعاً ، إياكم والطمع فإنه فقر حاضر ، لا تأكلوا شيئا على شبع فإن تركتوة للكلب خير لكم من أن تأكلوة، وأعلموا من طمع في الفوز بكل شيء خسر كل شيء، وأعلموا أيضاً إن الطمع وحب المزيد من الترف ،تدفعكم فيما بعد لسرقة الأصدقاء والاقارب والجيران ، والتزاحم على الأرض وثراوتها .

يعد الطمع من أكثر الآفات الإنسانية وأخطرها التي تقتل صاحبها كمدًا، بالنظر لما في أيدي الناس، وإعلان حالة الغضب ونكران الحمد والشكر، والتزام الحزن غيرة على ما في أيدي غيره، وتمني زوال النعمة من الناس وتحويلها الية ، الطمع لا يجلب سوى السمعة السيئة، ووصمة العار، رغم النعم التي أنعمها الله عليه، فالطمع خطيئة مميتة، تطرح تساؤلا هاما :"لماذا يشعر الناس بعدم الاكتفاء؟ وإلى أين يقود هذا الإفراط؟ وهل هناك سبل للخروج من هذه الحلقة المفرغة من الرغبة بالإشباع؟"، لذا نرى الإنسان الجشع يهين نفسه لأجل المغنم وأن كان حقيراً، والمكسب بسيطاً، أن الجشع والطمع صفة ذميمة، وخلق رذيل، وعمل رديء، أن الجشع ثمرة للشح، ومفتاحاَ للسوء، وصورة بشعة لصاحبه.

إن التجاهل هو واحد من المفاتيح الحيوية للتعامل مع الناس الجشعين، إذا كان شخص ما جشعاً، ببساطة تجاهله كما لو كنت لا ترتبط به بأي وسيلة، وإذا كان الناس الجشعين هم أقاربك أو أحبائك، فتجاهلهم أيضاً لكن في تلك اللحظة أو الفترة المحددة فقط التي يظهرون فيها جشعهم ،لا تحترموا الجشعين الطماعين، أشيحوا بوجوهكم عن هذه المخلوقات النهمة العجيبة، أبداً لا تبجلوهم ولا تنزلوهم منزلة التقدير والاحترام.

- وجود امرأة حشرية، معي في مكان واحد أمر شديد الإزعاج بالنسبة لي، فأنا أكره الشخص الذي يعطي لنفسه الحق في سؤالي عن حياتي الخاصة، أو عن تفاصيل عملي، كما لا أحب التي تتدخل في حوار ليست طرفاً فيه».

-" الحشرية "، هي امرأة تتدخل في ما لا يعنيها، وقد تكون زميلتك في العمل أو جارتك في السكن، لا يسعها إلا أن تضايقك من خلال تسللها إلى حياتك الخاصة والعامة ، متطفلة مع سبق الإصرار، هنا لابد لكل من يصادف تلك الشخصية الحشرية أن يصدها بالكلام، ولا يفسح لها مجال التدخل في شؤونه، وأن يضع حداً بمنعها من دس أنفها فيما لا يعنيها.