بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

أسوشيتيد برس: خلال 5 سنوات يمكن أن تساهم المفاعلات النووية الصغيرة في حل مشكلة الطاقة بأوروبا

مفاعلات نووية صغيرة محمولة من متسوبيشي اليابانية
وكالات -

ذكرت وكالة أنباء "أسوشيتيد برس" الأمريكية اليوم أن بحث دول العالم، لاسيما أوروبا، عن مصادر بديلة للطاقة الروسية أدى إلى إعادة تركيز الانتباه نحو محطات الطاقة النووية الأصغر والأسهل في البناء، أملًا في توفير بديلاً أرخص وأكثر كفاءة للنماذج القديمة من المحطات الضخمة.

استشهدت "أسوشيتيد برس" على طرحها في هذا الصدد - من خلال تقرير نشرته عبر موقعها الرسمي - بتصريح صدر عن شركة "رولز رويس إس إم آر" البريطانية، والتي تعمل في مجال أنظمة الطاقة، بأن مفاعلاتها النووية الصغيرة، أو ما تسمى بـ"SMRs"، أرخص بكثير وأسرع في التشغيل من المحطات التقليدية؛ مما يوفر نوعًا من أمن الطاقة الذي تسعى إليه العديد من الدول، مع الإشارة إلى أن فرنسا تعتمد بالفعل على الطاقة النووية في معظم احتياجاتها من الكهرباء، بينما احتفظت ألمانيا بخيار إعادة تنشيط محطتين نوويتين كانت تعتزم اغلاقهما في نهاية العام بعد قرارات روسيا الأخيرة بقطع إمدادات الغاز الطبيعي عن أوروبا.

قالت الوكالة إنه رغم من حقيقة أن شركة "رولز رويس إس إم آر" ومنافسيها وقعوا صفقات مع دول من بريطانيا إلى بولندا لبدء بناء محطات جديدة، إلا أن الأمر سيحتاج إلى سنوات عديدة من العمل حتى يؤتي ثماره لذلك، فإنه لن يتم حل أزمة الطاقة التي تضرب أوروبا الآن وبشكل فوري، فضلًا عن أن الاعتماد على الطاقة النووية يحمل في طياته أيضًا العديد من المخاطر، بما في ذلك مشاكل بشأن التخلص من النفايات عالية الإشعاع وإبقاء تلك التكنولوجيا بعيدًا عن أيدي الدول المارقة أو الجماعات المتطرفة التي قد تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية.

أضافت: أن مثل هذه المخاطر تفاقمت بالفعل في أعقاب اشتداد القصف حول أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، وهي محطة "زابوروجيا" الأوكرانية، ما أثار مخاوف من وقوع كارثة نووية محتملة.

من بين المدافعين عن هذه السياسة، دان جولد المتحدث باسم "رولز رويس إس إم آر"- الذي قال في تصريح لـ" أسوشيتيد برس"- إنه في أعقاب العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا؛ أدى الاعتماد على واردات الغاز ومصادر الطاقة الروسية إلى تركيز أذهان الناس على أمن الطاقة".

وأضاف: إن مكونات المفاعلات النووية الصغيرة يمكن بناؤها داخل مصنع ثم نقلها إلى موقعها من خلال مقطورات وتجميعها هناك، مما يجعل التكنولوجيا أكثر جاذبية للمشترين المقتصدين. ومن ثم، فإن البناء على نطاق أصغر يقلل من المخاطر ويجعله مشروعًا أكثر قابلية للاستثمار.

أبرزت الوكالة أن التكلفة التقديرية لبناء مفاعل من شركة Rolls-Royce SMR تتراوح من 2.2 مليار إلى 2.8 مليار جنيه إسترليني (أي حوالي 2.5 مليار دولار إلى 3.2 مليار دولار) مع وقت بناء يقدر بنحو 5 سنوات ونصف، وهو أسرع بعامين؛ مما يستغرقه بناء محطة نووية تقليدية، وفقًا لإحصاءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية. فيما تشير بعض التقديرات إلى أن تكلفة بناء محطة نووية بقدرة 1100 ميجاوات تتراوح بين 6 و 9 مليارات دولار.

في هذا، أشار جولد إلى أن شركته تهدف إلى بناء أولى محطاتها في المملكة المتحدة في غضون 5 سنوات ونصف. وبالمثل، وقعت شركة NuScale Power ومقرها أوكلاهوما اتفاقيات في العام الماضي مع شركتين بولنديتين لاستكشاف إمكانية بناء SMRs لدعم الصناعة الثقيلة في البلاد، لاسيما مع تزايد رغبة بولندا في الابتعاد عن توليد الكهرباء الملوثة التي تعمل بالفحم.