بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

استعدادًا للموسم السياحي الشتوي.. ”الأعلى للآثار” يسير بخطى ثابتة نحو تطوير وترميم الأماكن الأثرية

ترميم صالة الأعمدة الكبرى بمعابد الكرنك
كتب - مصطفى السيد -

استطاعت وزارة السياحة والآثار، ممثلة في المجلس الأعلى للآثار، أن تقوم بعمليات التطوير والترميم لكثير من المناطق والأماكن الأثرية المصرية القديمة، حيث نجح المجلس في الانتهاء من أعمال ترميم صالة الأعمدة الكبرى بمعابد الكرنك، كما تم الانتهاء من أعمال ترميم الصالة المستعرضة أمام قدس أقداس بمعبد دندرة، إضافة إلى الانتهاء من ترميم تمثال الملك تحتمس الثاني بالواجهة الجنوبية للصرح الثامن بمعابد الكرنك.

وتأتي أعمال الترميم والتطوير التي يقوم بها الوزارة في هذه الأماكن استعداد للموسم السياحي الشتوي القادم، حيث يحرص جميع السائحين من جميع دول العالم على زيارة مصر في الموسم الشتوي وذلك للاستمتاع بجوها المعتدل وزيارة الأماكن الأثرية المصرية القديمة.

استأنف فريق العمل من مرممي وأثريي المجلس الأعلى للآثار أعمال الترميم بصالة الأعمدة الكبري بمعابد الكرنك حيث تم البدء في ترميم العمود رقم 59و 68.
ويقول الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن صالة الأعمدة الكبري تتكون من 134 عمودا وأنه تم الإنتهاء خلال الفترة الماضية، من ترميم 16 عمودا منها، وسوف يتم ترميم باقي الأعمدة تباعا.

وأضاف د. مصطفى وزيري أن أعمال الترميم الجارية بالمعبد تأتي إستعداداً لاستقبال الزائرين من المصريين والسائحين خلال الموسم السياحي الشتوي والنهوض بمنتج السياحة الثقافية خاصة في ظل المنتج المتكامل الذي يجمع بين منتجي السياحة الثقافية الشاطئية.

ويقول محمد عبد البديع رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر العليا، أن أعمال الترميم شملت أعمال التوثيق الفوتوغرافي، والقيام بأعمال التنظيف الميكانيكي لإزالة الأتربة والعوالق الطينية ثم التنظيف الكيميائي لإزالة الإتساخات والبقع وطبقات السناج المختلفة، كما تم حقن الأجزاء المنفصلة، وتقوية الألوان الضعيفة.

ترميم الصالة المستعرضة بمعبد دندرة

انتهي فريق من مرممي وأثريي المجلس الأعلى للآثار من أعمال ترميم الصالة المستعرضة التي تتقدم قدس أقداس معبد دندرة بمحافظة قنا، حيث يأتي ذلك استكمالا لأعمال الترميم والتطوير التي تشهدها مختلف المواقع الأثرية بمحافظات الصعيد، وصرح مصطفى وزيري، بأن أعمال التطوير والترميم بمختلف المواقع الأثرية بمحافظات الصعيد تجري على قدم وساق بما يتماشي مع التوقيتات المحددة للإنتهاء منها قبل بدء الموسم السياحي الشتوي، بما يعمل على جذب عدد أكبر من السائحين المهتمين بمنتج السياحة الثقافية.
ويؤكد محمد عبد البديع رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر العليا، أن معبد دندرة يشهد العديد من أعمال الترميم والتطوير في الفترة الحالية، نظرا لأهميته التاريخية والأثرية ويتماشي وكونه أحد أهم المقاصد السياحية المصرية التي يحرص السائحين على زيارتها.

وأضاف محمد عبد البديع، أنه تم الانتهاء في العام الماضي من المرحلة الأولى من مشروع ترميم المعبد والتي شملت ترميم البوابة الرئيسية وصالة الأعمدة الكبري، وبيت الولادة المعروف بإسم الماميزي، كما تم كذلك تجهيز المعبد وإتاحته للسياحة الميسرة بالإضافة إلى تطوير وسائل الإنارة لإظهار بهاء وجمال زخارفه، ورفع كفاءة خدمات الزائرين به.

ومن جانبه قال سعدي ذكي مدير عام الترميم بمصر العليا أن أعمال ترميم الصالة المستعرضة أمام قدس الأقداس والتي تم الإنتهاء منها مؤخرا تأتي ضمن أعمال المرحلة الثانية من مشروع ترميم المعبد وقد شملت التنظيف الكيميائي باستخدام الفرش المختلفة لإزالة الأتربة والإتساخات الطينية، ثم أعمال التنظيف الكيميائي لإزالة السناج والأملاح وفضلات الطيور.

جدير بالذكر أن مدينة دندرة على الشاطىء الغربي للنيل و تبعد حوالي 60 كم شمال غرب الأقصر وحوالي 4 كم شمال غرب مدينة قنا وكانت دندرة عاصمة الإقليم السادس من أقاليم مصر العليا وكانت الإلهة "حتحور" هى الإلهة الرئيسية فى دندرة و كانت تعبد بالمنطقة منذ عصر الدولة القديمة على أقل تقدير.
وترجع بداية إنشاء المعبد إلى عصر الأسرة الرابعة، لتقديس المعبودة حتحور إلهة الحب والعطاء والأمومة عند قدماء المصريين، حيث ويتكون من المعبد الرئيسي المكرس للمعبوده حتحور، ومعبد صغير مكرس للمعبودة إيزيس، والبحيرة المقدسة.

ويشتهر المعبد بالمناظر الفلكية المصورة على السقف، وكذلك المناظر العديدة التي تصور الملوك والأباطرة يقدمون القرابين للآلهة، كما يتميز هذا المعبد بوجود سراديب مبنية في الجدران والأساسات، ويوجد أيضا سلمان يؤديان إلى السطح. ويرجع تاريخ بناء المعبد الحالى إلى العصرين اليوناني والروماني حيث بناه الملك بطليموس الثالث من الحجر الرملي، وأضاف إليه العديد من أباطرة الرومان بحيث استمرت عملية بناءه نحو 200 سنة.

ترميم تمثال الملك تحتمس الثاني بمعابد الكرنك

انتهي المجلس من أعمال ترميم تمثال الملك تحتمس الثاني الموجود بالواجهة الجنوبية للصرح الثامن بمعابد الكرنك، حيث يأتي ذلك في إطار خطة وزارة السياحة والآثار لترميم وتطوير المواقع الأثرية بمختلف أنحاء الجمهورية لاسيما الصعيد، حيث وأوضح الدكتور مصطفى وزيري، أن أعمال الترميم تمت بأياد مصرية عن طريق مرممي وأثريي المجلس، موجها لهم الشكر على ما بذلوه من جهد على مدار عام كامل في ترميم التمثال والذي يعد واحدا من أكبر تماثيل الملك تحتمس الثاني حيث يبلغ إرتفاعه حوالي عشرة أمتار ونصف، مضيفا أنه جاري الآن أعمال ترميم لعدد من التماثيل واللوحات الموجودة بمعابد الكرنك.

وأشار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن التمثال الذي تم ترميمه مصنوع من حجر الكواتزيت وقام بنحته الملك تحتمس الثاني بمحجر الجبل الأحمر وتركه في موقعه بالمحجر إلى أن قام ابنه الملك تحتمس الثالث بإقامته في موقعه الحالي بالواجهة الجنوبية للصرح الثامن بمعابد الكرنك وهو ما تم ذكره على النص التكريسي الموجود على عمود الظهر للتمثال.

ويؤكد محمد عبد البديع رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر العليا، أن فريق العمل من أثريي المنطقة قام بإجراء كافة أعمال التوثيق والتسجيل للتمثال قبل البدء في أعمال ترميمه والتي بدأت في أغسطس 2021.

وعن أعمال الترميم، أوضح الدكتور عبد الحكيم البدري مدير الترميم بمعابد الكرنك، أنها شملت أعمال التنظيف الميكانيكي لإزالة الأتربة والتكلسات الطينية، وإعادة تركيب وتجميع القطع الموجودة على المصاطب وتثبيتها في أماكنها الأصلية بالتمثال، كما تم حقن الشروخ واستكمال الأجزاء المفقودة بالتمثال باستخدام المون المناسبة طبقا للمواصفات والمقاييس العالمية، فضلا عن أعمال التنظيف الكيميائي لإزالة البقع ومخلفات الطيور والاتساخات.