تبادل الاتهامات بين الحكومة الإثيوبية ومقاتلي الإقليم في تيجراي
شهدت بلدة كوبو التابعة لإقليم أمهرة، شمال إثيوبيا، اليوم الأربعاء، قتالا عنيفا بين قوات إقليم تيجراي والجيش الإثيوبي، وذلك في خرق واضح لهدنة وقف إطلاق النار التي بدأت منذ نهاية شهر مارس الماضي.
وتبادلت كل من جبهة تحرير تيجراي، والحكومة الإثيوبية، الاتهامات ببدء الأعمال القتالية، وتقويض جهود السلام الجارية منذ 5 أشهر.
قوات تيجراي تتهم الجيش الإثيوبي بشن هجوم على حدود الإقليم
وقالت القيادة العسكرية لجبهة تحرير تيجراي في بيان: "بعد أن أمضى العدو 5 أيام في إعادة تمركز القوات على الجبهة الجنوبية، بدأت الفرق الميكانيكية الثانية والسادسة والثامنة هجوما واسعا بدءا من صباح اليوم الساعة الخامسة صباحا".
وأضاف البيان: "تود القيادة العسكرية لجبهة تحرير تيجراي أن توضح أنه إذا لم يقم العدو بوقف الهجوم، الذي بدأه بناء على خطة هجومية معروفة مسبقا، فإن جيش تيجراي جاهز تماما لصد هذا الهجوم، والانتقال إلى هجوم مضاد لتحرير أراضي تيجراي المحتلة ذات السيادة، وإعادة النازحين إلى ديارهم".
ويأتي إعلان القيادة العسكرية لتيجراي بعد شهور من إعادة التجميع العسكري وتحذير الجيش الإثيوبي هذا الأسبوع ضد أي تقارير عن تحركات القوات في وسائل الإعلام وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال جيتاشيو رضا، المتحدث باسم قوات تيجراي، على “تويتر”، إن الهجوم جاء بعد "استفزاز استمر أسبوعًا" من قبل القوات في منطقة أمهرة المجاورة.
وأكد اثنان من سكان تيجراي أنهما سمعا صوت نيران أسلحة ثقيلة منذ الصباح الباكر، وقالا إنه خلال اليومين الماضيين كانت هناك تحركات كبيرة إلى المنطقة من قوات ميليشيا فانو المحلية وجنود الجيش الإثيوبي والقوات الخاصة من منطقة أمهرة المجاورة.
الحكومة الإثيوبية تتهم جبهة تيجراي ببدء الأعمال القتالية رغم جهود السلام
على الجانب الآخر، أفادت هيئة الإذاعة الإثيوبية، نقلا عن بيان صادر عن الحكومة الإثيوبية، بأن "جبهة تحرير تيجراي شنت هجوما مفتوحا على الجبهة الشرقية، في خطوة اعتبرتها أديس أبابا تحديا لجهود السلام الجارية".
وذكرت الحكومة في بيانها، أن "الجبهة بدأت الأعمال القتالية، رغم إطلاق الحكومة سراح سجناء بارزين كانوا من قادة الجبهة في إطار جهودها المستمرة من أجل السلام".
وفي منشور على فيسبوك أمس، الثلاثاء، رفض الجيش الإثيوبي مزاعم الحشد العسكري أو الهجمات وادعى أن قوات تيجراي "كانت منخرطة في ضجيج ما قبل الصراع". وحذر المنشور من نشر "أسرار الجيش".
عراقيل بوجه جهود السلام
وقالت السكرتيرة الصحفية بمكتب رئيس الوزراء الإثيوبي، إن الحكومة تؤكد استعدادها في أي وقت وفي أي مكان للانخراط في محادثات سلام مع جبهة تحرير تيجراي تحت رعاية الاتحاد الأفريقي.
وأوضحت السكرتيرة بليني سيوم، أنه تم إصدار وثيقة توصية السلام التي ستسمح بالتوصل إلى وقف إطلاق النار في الأسابيع المقبلة، ومحادثات السلام وغيرها من القضايا العالقة التي سيتم بحثها على المستوى الوطني.
وزعمت أن الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي تستخدم العملة الأجنبية التي جمعتها بطريقة غير مشروعة والوقود والطعام والموارد الأخرى التي احتفظ بها احتياطياً لأغراض إرهابية، بينما تعطي الحكومة الأولوية للسلام وتنظر إلى الأمور بعقل متفتح.
وقالت الحكومة هذا الشهر إنها تريد إجراء محادثات "دون شروط مسبقة"، بينما طالبت حكومة تيجراي بإعادة الخدمات للمدنيين أولا، ما يصعب إجراء محادثات سلام، وسط تبادل الطرفين اتهامات بعدم الرغبة في الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
بداية الصراع في إثيوبيا
واندلع صراع تيجراي في نوفمبر 2020، مما أسفر عن مقتل آلاف الأشخاص، وامتد إلى منطقتي عفار وأمهرة المجاورتين قبل عام، لكنه هدأ في الأشهر الأخيرة وسط جهود وساطة بطيئة الحركة.
وتسبب القتال في ثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان إلى نزوح الملايين، ودفع بأجزاء من تيجراي إلى شفا المجاعة وأودى بحياة الآلاف من المدنيين.
تيجراي في وضع ينذر بالخطر
ظلت تيجراي بدون خدمات مصرفية وخدمات اتصالات منذ انسحاب الجيش في نهاية يونيو.
وتوجد قيود على واردات الوقود مما يحد من توزيع المساعدات.
وقال برنامج الأغذية العالمي في تقرير الأسبوع الماضي إنه منذ الأول من أبريل، دخل تيجراي 20 بالمئة فقط من الوقود اللازم لتوزيع الإمدادات الإنسانية.
كما قالت الأمم المتحدة إن ما يقرب من 90 في المائة من سكان المنطقة بحاجة إلى مساعدات، محذرة من أن معدلات سوء التغذية “ارتفعت بشكل كبير”، ومن المتوقع أن يزداد الوضع سوءا حتى موسم الحصاد في أكتوبر.
وأشار الأطباء في مستشفى إيدر ريفيرال، أكبر مستشفى في تيجراي، إلى وجود نقص في بعض المعدات الطبية والعديد من الأدوية لعلاج أمراض شائعة مثل داء الليشمانيات الحشوي المعروف بالكالازار.