بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

كريم محمد يكتب ياريت نفهم .. المسامح كريم

كريم محمد
-

التسامح.. من الصفات النبيلة التي لا يتصف بها إلا أصحاب القلوب الكبيرة، والنفوس النزيهة، والصفات الكريمة، لذلك هو من أفضل الصفات حيث يستطيع صاحبها منع النفس من الهوى وكبح جماح الغضب، فالمسامح فعلا كريم.. لأنه يهب رضاه.. يهب حقه في أن يغضب أو يضجر.. يتنازل عن حزنه.. عن استيائه.. وهذا ليس بالفعل الهين..ويعتبر التسامح من صفات العرب أهل الشيم والقيم وأصحاب النخوة والعفو عند المقدرة، وديننا الإسلامي الحنيف حثنا على ذلك، فهو يمتاز بميزات عديدة منها المودة والتعاضد والتآخي والتآلف وهو من أسباب المحبة التي تلين القلوب وتزيل المشاحنات بين الناس، وهو أيضاً يقوي صلة الترابط في المجتمع.

هنا نؤكد إن التسامح ، ليست كلمة نقولها فحسب، بل تعني أننا لا نحمل في قلوبنا، أي ضغينة ضد من أخطأ في حقنا.. تعني ألا ننوي رد الخطأ بالخطأ.. تعني أن نتنازل عن العين التي بالعين.. فإن أخطأ شخص ثم قابلناه بمثل ما فعل.. فلن نكون من المسامحين.. بل نصبح مخطئين أيضا.. فنحن نطلق على المسامح كلمة كريم، لقدرته العظيمة على التنازل والعطاء، ولكمية النبل الذي يحمله موقفه.

المسامحة لا تعني هضم الحق في إنشاء العوازل.. المسامحة لا تعني إجبار النفس على القرب ممن يجرحها.. المسامحة لا تعني إلحاق الضرر إلى النفس.. المسامحة هي غفران الأخطاء في الدنيا والآخرة، وتصفية القلب من الشوائب، التي تبقى من الجروح وعدم رد الخطأ بخطأ.

المسامحة شعور إيجابي بحت، ولا يجب أن يجلب لنا أي سلبيات أو أضرار.. فلنكن مسامحين كريمين واعين بحقوقنا.. نغفر للجميع على قدر الاستطاعة.. ولكن نعرف أين ومتى نضع الفواصل والنقاط، لكي نحمي أنفسنا من الأذى والتعدي عليها.

والشخص المتسامح إنسان محبوب لدى الجميع عكس ذلك الإنسان غير المتسامح الذي يتصيد أخطاء الآخرين ويحاول أن يقحم نفسه في كل كبيرة وصغيرة.. وبهذه التصرفات ربما يكرهه أصدقاؤه وأقرباؤه وعائلتة، وإذا لم يتصف بالتسامح حتى في الأمور الهينة في نظري لا يقبله المجتمع بأكمله .

لأجل هذا كله جعل الإسلام والشريعة الغراء للبدء بالصلح أو السعي فيه منزلة عظيمة من رب العالمين، وعلينا جميعا أن نرفع شعار إصلاح ذات البين بين الأفراد والأسر، وأن نحارب ذا الوجهين والفاسق الساعي في تدمير العلاقات الإنسانية ،وخراب البيوت وهدمها، وليكن شعارنا دائما " الصلح خير " وكظم الغيظ ودحر الشيطان ووسوسته ورد مكائده بالتمسك دائما بفضيلة الإحسان والمبادأة بالخير للأهل والأرحام.

المطلوب اليوم من العقلاء في الأسر والعائلات والأفراد التصدي لمثل هذه القضايا المدمرة للوشائج والعلاقات الإنسانية ولنتذكر وصية رسولنا الكريم: «لا تغضب لا تغضب».

التصافح والغفران ودحر وساوس الشيطان كلها أمور مستحسنة وان الصفح أعلى مراتب الثقة بالنفس والتناسي أفضل من اجترار الماضي بآلامه وأحزانه و«شوفوا» قاعات المحاكم تتعظوا!

نحتاج إلى الصبر والتروي والحكمة في هذا الزمن، وعليك أن تملك قلبا أبيض تتجاوز به عن أخطاء الآخرين كي تسير السفينة إلى ميناء الأمان ، ويبقى الهجر وتبقى المخالطة والصفح والغفران، وتمسّك دائماً بالإيجابية والمسامح كريم.. والصلح خير