بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

آمال المثقفين على مائدة الوزيرة.. محمد الشافعي: استلهام تجربة ثروت عكاشة الثقافية

الكاتب محمد الشافعي
ايمان حمدى -

يعقد المثقفون آمالًا كبيرة على وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني التي تولت حقيبة الوزارة، خلفًا للدكتورة إيناس عبدالدايم التي تولت وزارة الثقافة بدءا من 2018.

الدكتورة نيفين الكيلاني، ليست بعيدة عن العمل الثقافي العام، إذ تولت منصب رئيس صندوق التنمية الثقافية وذلك في يناير 2017، وبعد تخرجها في عام 1989، عملت كمساعد للرئيس السابق لصندوق التنمية الثقافية صلاح شقير فى الإشراف على حفلة افتتاح دار الأوبرا.. إلى جانب مشوارها المهنى الأكاديمى، فقد عملت أيضا فى مجال العلاقات العامة لدار الأوبرا ومراكز الإبداع بالأوبرا. فى عام 1995 حصلت على درجة الدكتوراه في النقد الفنى من أكاديمية الفنون، وفى عام 2014 عينت كعميد للمعهد العالى للنقد الفنى بأكاديمية الفنون.

مع كل تعديل أو تغيير وزاري جديد، تتجدد الطموحات والمطالب بواقع ثقافي أفضل، ومن هذا المنطلق، يبث عدد من المثقفين رسائل ومطالب وأمنيات لوزيرة الثقافة الجديدة تتعلق بالملف الثقافي في مصر، خاصة تنشرها "بوابة الأهرام".

الكاتب الصحفي والمؤرخ محمد الشافعي رئيس تحرير مجلة الهلال السابق:

الثقافة ليست قضية آمال وطموحات ولكنها خطط واستراتيجيات تعمل على تحقيق أهداف ترتقي بالمجتمع وعلى الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة الجديدة إن كانت تريد ترك بصمة حقيقية في الثقافة المصرية أن تسير على هدى الخطوات التالية.

أولاً الثقافة حق من حقوق الإنسان وفي أقل التقديرات هي خدمة حتمية وليست مجرد سلعة ولذلك يجب وضع الخطط والبرامج التي تكفل تقديم الثقافة الحقيقية إلى كل أفراد المجتمع وخاصة في المناطق الأشد احتياجا في القرى والنجوع والمناطق الشعبية.
ثانيا الثقافة ليست مجرد مجموعة الآداب والفنون ولكنها منظومة حياة كاملة تستلزم وضع استراتيجية حاكمة تسعى إلى الارتقاء بالذوق العام والأهم أن الثقافة قضية أمن قومي فالإنسان المثقف لن يكون أبدا متطرفا أو إرهابيا أو متحرشا أو بلطجيا...إلخ
ثالثا على الدكتورة نيفين الكيلاني أن تجلس مع المهتمين بأمر الثقافة لوضع خارطة عمل تعيد كل هيئة من هيئات الوزارة إلى دورها الحقيقي الذي أنشئت من أجله فالثقافة الجماهيرية مثلا تهدف إلى توصيل الدعم الثقافي إلى كل ربوع مصر وفي ذات الوقت تكتشف المواهب في كافة مجالات الثقافة والمجلس الأعلى للثقافة هو بيت الخبرة الذي يضع الاستراتيجيات ولا ينشغل بالأنشطة وهيئة الكتاب هى دار النشر الأكبر في مصر والتي تدعم الكتاب ولا تهدف إلى الربح وهكذا في كل هيئات ومؤسسات الوزارة.
رابعا يجب تدبير الميزانيات التي تجعل وزارة الثقافة تقوم بدورها الحقيقي فالثقافة قاطرة التنمية الحقيقية فرجل الأعمال المثقف والصانع المثقف والتاجر المثقف والمهني المثقف.. إلخ لن يعمل كل منهم إلا لتحقيق مصلحة الوطن وإذا كانت القوات المسلحة تقوم بدورها العظيم في حماية الحدود والشرطة تقوم بدورها في حماية الأمن العام فالثقافة هي التي تقوم بحماية الهوية وهذا دور شديد الخطورة والأهمية.

خامساً على الدكتورة نيفين الكيلاني أن تدرس جيداً التجربة الأهم في تاريخ وزارة الثقافة المصرية وهي تجربة الدكتور ثروت عكاشة والذي استطاع بدعم وتشجيع الزعيم جمال عبدالناصر أن يجعل القوة الناعمة المصرية حاضرة ومؤثرة عربيا وإقليميا ودوليا مما أدى إلى وجود الريادة المصرية في كافة مجالات الثقافة وعلى وزيرة الثقافة الجديدة أن تعمل على استلهام تلك التجربة العملاقة والاسترشاد بكل خطوات نجاحها وعليها أيضاً أن تدرس تجربة الوزير الفنان فاروق حسني فهو الوحيد من بين وزراء الثقافة الذين جاؤوا بعد د ثروت عكاشة الذي استطاع ترك بصمة واضحة المعالم.

سادسا على الدكتورة نيفين الكيلاني ألا تقع في الفخ الذي وقع فيه غالبية وزراء الثقافة الذين اكتفوا بالمهرجانات والمؤتمرات التي تقام في القاعات المكيفة ولا تقدم فعلا ثقافياً حقيقيا وكل ماتفعله هو إهدار الوقت والجهد والمال وكثير من هذه الفعاليات يمكن الاستغناء عنه للعمل على تقديم ثقافة حقيقية تقاوم وتمنع التطرف والإرهاب والإدمان والبلطجة وكل الأمراض الاجتماعية التي انتشرت في كثير من ربوع مصر.