بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الدكتور مجدى علام البرلمانى السابق وخبير البيئة العالمى يكتب.. خليج سيدي عبد الرحمن والنحر وشركات البترول !

الدكتور مجدى علام
-

بالنسبة لمشكلة النحر في الشواطئ بجوار مراسي واتهام شركة إعمار الإماراتية بأنها المتسببه في ذالك بسبب انشاء ميناء للمراكب واليخوت .
بعد مارينا في اتجاة مطروح بحوالي 15 أو 20 كم فيه تنكات بترول ضخمة قرب البحر ، ده ميناء اسمه ميناء الحمرا (جزء من خليج سيدي عبد الرحمن ) تم بنائه في بدايات الستينيات مع بدء الاكتشافات البترولية في الصحراء الغربية ، الميناء مسؤول عن تجميع بترول الصحراء الغربية من الشركات ، كان زمان بيتم من خلاله التصدير وبعدين أصبح نقطة تجميع يتم التوزيع منه علي معامل التكرير للاستهلاك المحلي ولو في فائض يتم التصدير من خلال السفن ، الشركة التي كان تقوم بتشغيل الميناء وقتها كانت شركة ويبكو كشركة مشتركة تعمل كمقاول إدارة وتشغيل لصالح الشركاء الذين يمتلكون الميناء وهم إلهيئة العامة للبترول والشركاء الأجانب في الشركات التي تعمل في الصحراء الغربية ( الوضع اتغير حاليا والميناء أصبحت ملك لهيئة البترول 100% وتديرها شركة مستقلة ) كما هو معروف أن الشريك الأجنبي هو الذي يتحمل جميع المصروفات للشركات المشتركة ثم يتم استردادها بعد ذالك حسب نوع المصروفات ( للعمليات أو للتنمية ) وبالتالي الشريك الأجنبي في شركات البترول التي تعمل في الصحراء الغربية هو الذي يتحمل مصاريف الميناء طبقا لنسبة مشاركة كل شركة في الإنتاج الكلي للصحراء الغربية الذي يتم تجميعة في الميناء .
المهم انا كنت وقتها ماسك المشروعات ومدير حركة الزيت الخام لاحد شركات البترول الأجنبية التي لها حقول في الصحراء الغربية بجانب مناطق أخري في مصر وكنت بمثل شركتي في اجتماعات ميناء الحمرا الربع سنوية .. دوري ودور زملائي ممثلي الشركات الأجنبية الأخري ،مراقبة كفاءة التشغيل للميناء ومشاكله أن وجدت ، الموافقة علي ميزانية الميناء السنوية بالتصويت بعد مناقشتها بالقبول أو الرفض أو المراجعة ، قبول أو رفض أو مراجعة أي مشروعات أو إحلال وتجديد للمعدات ....الخ وطبعا كان لنا الكلمة العليا علي اساس أن تمويل اي حاجة بيكون من خلالنا.(الشريك الأجنبي اللي بنمثله )
اسف علي الإطالة لكن المقدمة كانت مهمه لتوضيح الصورة وعلاقتي بالموضوع ومصدر المعلومات .
في سنة ٢٠٠٦ أو ٢٠٠٥ مش فاكر شركة ويبكو التي تقوم بتشغيل الميناء وقتها تقدمت بمشروع لتجديد وتطوير ورفع كفاءة شبكة مكافحة الحريق للميناء ومن ضمن خطه التطوير نقل طلمبات سحب المياة البحرية من وضعها الحالي قرب الشاطئ الي داخل اعماق البحر وشراء طلمبات اقوي بقدرة سحب اكبر لان الطلمبات التي كانت موجودة وقتها تتعرض كثيرا للطمر برمال البحر مما يؤدي إلي وجوب المراقبة الدائمة ونزول غطاسين لمراقبة الوضع وأحيانا كثيرة يتم الاستعانة بكراكات بحرية لازاله الرمال حول الطلمبات ..
في موضوع السيفتي في البترول محدش يقدر يتكلم أو يعترض والتكلفة التقديرية للمشروع كانت ملايين من الدولارات ..
بعد المناقشات تم أخذ الاصوات وتمت الموافقة المبدئية علي المشروع ولكن بعد دراسة الأثر البيئي لهذا المشروع من أحد الشركات العالمية المتخصصة خاصة أن الميناء يقع في خليج سيدي عبد الرحمن وهو ذات طبيعة خاصة مختلفة عن البحر المفتوح ..اتعملت مناقصة عالمية وفازت شركة هولندية بإجراء الدراسة بتكلفة تقريبا ٢٥٠ الف دولار أقل أو أكثر ( مش فاكر ) وكان ينافسها شركة نرويجية ولكن الشركة الهولندية لخبرتها الطويلة في مثل تلك الدراسات بالإضافة لخبرة الهولنديين عموما في مثل تلك الأمور نتيجة طبيعة أرضهم حسمت الأمور لصالحها .
المهم بعد سنتين او تلاته أو ممكن اكتر ودراسات وأخذ قياسات للتيارات البحرية وحركتها في المنطقة علي مدار شهور السنة وعلي مدار الساعة بأجهزة معينة و الاستعانة بالمعلومات من القوات البحرية المصرية وقسم علوم اسكندرية وصور الاقمار الصناعيه المتخصصة ومراجعة سجل حركة التيارات البحرية والمد والجزر في المنطقة علي مدار سنوات سابقة ، واجتماعات معاهم للمتابعة ، كل المعلومات تم وضعها علي برامج محاكاه متخصصة وتحليل النتائج، وتم الوصول إلي نتيجة أن نقل الطلمبات لداخل البحر ورفع قدراتها سيؤدي إلي خلل بيئي ونحر في الشواطئ المقاربة للميناء خاصة في الجهة الشرقية ( اتجاه مارينا) نتيجة الدوامات التي ستسببها الطلمبات وقوة السحب مما سيؤثر سلبيا علي البيئة في المنطقة ويسبب النحر .. موضوع البيئة هام جدا وحساس للشركات الأجنبية خاصة العاملة في مجال البترول و غير مسموح بالتهاون فيه هو والسيفتي (للأمانة ليس حبا في البيئة والمحافظة عليها ولكن للحفاظ علي سمعتها العالمية التي تؤثر علي أسهمها في البورصات وخوفا من تعرضها لغرامات مالية كبيرة نتيجة اي تهاون ينتج عنه تأثير بيئي سلبي حتي لو بسيط )" ،، ايضا يعرض الشركة التي تقوم بإدارة الميناء( ويبكو وقتها ) للمسائلة القانونية من القري المجاورة وعليه تم الغاء المشروع واستمر الوضع علي ماهو عليه .
نقطة أخري كانت ضمن دراسة الشركة الهولندية استعانت بها لتأكيد وجهة نظرها أن الميناء تم بناؤه في الستينات ويتم الشحن من خلال مواسير تمتد داخل البحر لمسافات كبيرة يتم ربط تلك المواسير بالمراكب المتوقفة داخل البحر علي مسافة كبيرة من الشط والشحن يتم من خلال تلك المواسير . ولم يتم بناء أرصفة داخل الميناء مباشرة تسمح بدخول المراكب لداخل الخليج لسبب اقتصادي وايضا لسبب بيئي رغم عدم ذكرة باستفاضة في دراسات انشاء الميناء في الستينات ( يعني من الستينات لم يتم الموافقة علي ميناء مباشرة في خليج سيدي عبد الرحمن )

الدراسات ديه اكيد موجودة في الشركة التي تدير الميناء حاليا واكيد موجودة في الهيئه العامة للبترول ، أنا شخصيا كان عندي نسخه منها في مكتبي لأنهم بعتوا نسخ من الدراسة لكل الشركات الأجنبية المشاركة في إدارة الميناء .

فلما شركة إعمار تقول انها عملت دراسات أن ميناء المراكب و اليخوت في مراسي زي الفل واشرف من الشرف وملوش دعوة بمشاكل النحر ، اقول لهم ..... و لا بلاش !!
أما الجهات المعنية في الدولة المصرية فلي سؤال انتم ليه ما بتتكلموش مع بعض ومتخاصمين وكل واحد مع نفسه ، اتكلموا مع بعض حتلاقوا كنوز ودارسات تفيد البلد واتصرف عليها ملايين كتير حتوفر فلوس كتير وتختصر وقت كتير وتمنع مصايب كتير !!

كاتب المقال الدكتور مجدى علام البرلمانى السابق وخبير البيئة العالمى