رئيس مجلس النواب يعد رؤساء تحرير الصحف القومية بأسقاط مديونيات مؤسساتهم بالتشاور مع وزير المالية
هدى بدرى
وعد الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب بالتشاور مع وزير المالية للنظر في إمكانية إسقاط مديونيات المؤسسات الصحفية القومية ومدى إمكانية اعتبارها منعدمة.
جاء ذلك خلال لقاء رئيس المجلس مع رؤساء تحرير مجالس إدارات ورؤساء تحرير عدد من الصحف القومية والخاصة وبعض كبار الكتاب والصحفيين وعلاء حيدر رئيس تحرير ورئيس مجلس إدارة وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وأعرب عبد العال –خلال اللقاء- عن تفهمه الكامل للمشاكل التي تواجه الصحف القومية ووكالة أنباء الشرق الأوسط، والآثار التي ترتبت على قرار تحرير سعر صرف الجنيه المصري.
وأكد عبد العال أن جزءا من هذه المشاكل سيتم حلها من خلال الهيئات التي سيتم تشكيلها بمقتضى قانون التنظيم المؤسسي للصحافة والإعلام، مشددا على ضرورة وجود علاج سريع لمشكلة المديونيات على المؤسسات الصحفية القومية.
من جانبه، قال علاء حيدر رئيس تحرير ورئيس مجلس إدارة وكالة أنباء الشرق الأوسط إن تحرير سعر صرف الجنيه كان له تبعات على الوكالة، من بينها: الحيلولة دون إمكانية الاستمرار في إرسال مراسلين للوكالة في الخارج خاصة في المكاتب الرئيسية مثل: الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والسعودية وليبيا وبلجيكا واليمن والعراق.
وحذر حيدر من أن إغلاق هذه المكاتب سيكون ضربة قاسمة للإعلام المصري، خاصة وأن مراسل الوكالة هو سفير للصحافة المصرية في هذه العواصم ومتحدثا باسمها ومدافعا عن قضايا بلده هناك سواء من خلال تواجده في فعاليات صحفية في البيت الأبيض أو قصر الإليزيه أو أية فعاليات صحفية في هذه العواصم المهمة.
وأشار حيدر إلى أنه لا ينبغي تجاهل ما قامت به جماعة الإخوان الإرهابية عندما أغلقت مكاتب الوكالة في إفريقيا وبعض الدول الآسيوية وأوروبا بزعم أن وكالة الأنباء التركية الرسمية ستكون المتحدث باسم مصر في هذه الدول المهمة التي تمثل عمقا استراتيجيا لمصر.
وعقب الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب على ذلك بالتأكيد أن وكالة أنباء الشرق الأوسط هي وكالة الدولة الرسمية، ومهمة جدا للدولة المصرية منذ تأسيسها عام 1956.
من جهته، حذر ياسر رزق رئيس تحرير ورئيس مجلس إدارة الأخبار من أنه إذا لم يتم الوقوف بجانب الصحف القومية بعد قرار تحرير سعر الصرف، فإن هذه الصحف التي تعد الأعرق في المنطقة العربية والشرق الأوسط وأفريقيا مهددة بالتوقف عن الإصدار.
وأضاف رزق أنه حال حدوث ذلك، سيكون بمثابة كارثة وتدميرا كبيرا للإعلام المصري ليس فقط للمؤسسات القومية ولكن أيضا للصحافة الخاصة التي تعتمد في طباعتها على المؤسسات القومية.
ولفت رزق إلى زيادة أسعار أوراق الطباعة التي يتم استيرادها من الخارج بالعملة الصعبة لعدم انتاجها في مصر، والتي وصل سعرها إلى الضعف، وارتفاع أسعار الأحبار، بالإضافة إلى التحريك الأخير في أسعار المحروقات، الأمر الذي ألحق ضررا آخر بالمؤسسات الصحفية القومية.
من ناحية اخرى أكد الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب أن المجلس راعى في تشريعات الصحافة تخوفات الجماعة الصحفية بالتأكيد على منع الحبس في قضايا النشر، مشددا على احترام المجلس لحرية الرأي والتعبير.
جاء ذلك خلال لقاء رئيس المجلس مع رؤساء تحرير مجالس إدارات ورؤساء تحرير عدد من الصحف القومية والخاصة وبعض كبار الكتاب والصحفيين وعلاء حيدر رئيس تحرير ورئيس مجلس إدارة وكالة أنباء الشرق الأوسط بحضور أسامة هيكل رئيس لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب.
ووعد عبد العال بالانتهاء من التشريعات الصحفية والإعلامية في أسرع وقت ممكن، مشيرا إلى أن مشروع قانون التنظيم المؤسسي للصحافة والإعلام تمت مناقشته في أجواء سادها الود بمشاركة الجماعة الصحفية والإعلامية، وأدت في نهاية المطاف إلى التوافق بشأنه.
من جانبه، أكد النائب أسامة هيكل رئيس لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب أن إصدار مشاريع القوانين الخاصة بالصحافة والإعلام يمثل التزاما دستوريا، وأن اللجنة وضعتها على رأس أجندة عملها لتسريع خروج التشريعات الصحفية، مع ضمان حرية الصحافة التي كفلها الدستور، والتي تحظر إغلاق الصحف أو العقوبة في حالات التعبير عن الرأي.
وأشار هيكل إلى أنه وفي إطار ضمان حرية الصحافة، ونظرا لما أثير بشأن مدى دستورية المادة 80 من مشروع قانون التنظيم المؤسسي للصحافة والإعلام التي تتحدث عن الحبس أو الغرامة لأعضاء المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئتين الوطنية للصحافة والإعلام، فقد تم إلغاء المادة تماما.
من جهته، طالب علاء حيدر رئيس تحرير ورئيس مجلس إدارة وكالة أنباء الشرق الأوسط بسرعة إصدار التشريعات الصحفية والإعلامية، خاصة في هذا التوقيت من عمر الوطن سيما وأن هناك من يستغل ما تنشره وتبثه بعض وسائل الإعلام المصرية لإلحاق الضرر بالمصالح المصرية والأمن القومي للبلاد.
وأشار حيدر في هذا الصدد إلى ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي من أن الرئيس السوداني عمر البشير استند على ما بثته وسائل إعلام مصرية لمنع دخول الصادرات المصرية من الخضر والفاكهة إلى الأسواق السودانية تحت زعم أنها تروى بمياه الصرف الصحي، فضلا عن استناد بعض المؤسسات في إيطاليا لوسائل إعلامية مصرية كمصدر لمعلوماتها في قضية مقتل الشاب الإيطالي "جوليو ريجيني".
وعقب الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب على ذلك بالتأكيد أن هذه المشكلة تعاني منها الكثير من دول العالم، كاشفا عن أن رئيس سلوفينيا الذي التقاه أمس أكد له أن بلاده تعاني هي الأخرى من الصحافة الصفراء وبعض البرامج الحوارية "التوك شو".
من جانبه، أكد خالد ميري عضو مجلس نقابة الصحفيين على سرعة إصدار التشريعات الصحفية والإعلامية لسد ما وصفه بـ "الفراغ الهائل فيما يتعلق بالإعلام الفضائي والإلكتروني".
كما طالب عبد المحسن سلامة مدير تحرير وعضو مجلس إدارة الأهرام بسرعة إصدار هذه التشريعات للتعاطي مع الفراغ القانوني المتعلق بتنظيم الصحافة والإعلام، وهو ما أيده فيه الإعلامي أحمد موسى.