بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى صبرى حافظ يكتب.. رحم الله العظماء.. ولا عزاء للكرة المصرية!

الكاتب الصحفى صبرى حافظ
-

الله يرحم أيام حسن عبدون ومحمد أحمد وحرب الدهشوري وسمير زاهر وعصام عبدالمنعم وغيرهم، رؤساء اتحاد الكرة السابقين، كانوا يملكون صفات القائد والإدارجي الناجح، يدركون ما سيقال قبل أن يقال ويترجم على الألسنة، وتصريحاتهم في الوقت والمكان المناسبين وعدم تجميلها وترقيعها، أو ما يسمى بـ" ذلة لسان"، لأنه لا ذلل ولا هفوات تقلب الشارع الكروي كله وما يعقبها من فوضى قبل ظهور السوشيال بجنونه وتحكمه في قضايا مصيرية.
كان بجانب هذه الشخصيات عمالقة يعملون تحت مرؤوسيهم "أعضاء مجلس إدارة" لا يقلون كاريزما وفكرًا عن الرئيس ومع ذلك هذه الشخصيات التي تقود السفينة صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة وجميع من يعمل معها يحترمها.
قد يختلفون وأحيانًا يغضبون ويصرخون وصوتهم يصل إلى خارج القاعات المغلقة وسمعتها كثيرًا بأم أذني وشاهدت كثيرًا مثل هذه الاختلافات أيام حرب الدهشوري وسمير زاهر على مائدة الاجتماعات في وجهات النظر، لكن بحنكة الثلاثة كان لديهم القدرة في الاحتواء ويقتنعون بوجهة نظر القائد، وتثبت الأيام صحة رأيه ونفاذ بصيرته في اختيار مدرب أو تخطيط أو رؤية أو رأي "ما" في قضية أو أزمة.
وبزغ جمال علام فجأة في عام 2012 وقاد دولة الجبلاية لمدة أربع سنوات خلّف وراءها فشل منتخب مصر في التأهل إلى نهائيات الأمم الأفريقية، للمرة الأولى في تاريخ الكرة المصرية 3 مرات متتالية 2012 و2013 و2015، في أكبر مأساة تاريخية للكرة المصرية.
وقتها وجهت اتهامات لثورة 25 يناير وتوابعها بأنها السبب في المأساة التاريخية الكروية.
وقبل مطلع العام الحالي فاحت رائحة انتخابات اتحاد الكرة لاختيار مجلس لمدة 4 سنوات مقبلة، همست في أذن أحد الزملاء هل لا يوجد شخصية قادرة على قيادة الكرة المصرية في هذا التوقيت الحرج والمتبقي على أمم أفريقيا أقل من أسبوع وننتظر المرحلة النهائية أمام السنغال، والتخطيط بقوة لأربع سنوات مقبلة بعيدًا عن أمم أفريقيا وكأس العالم، فنظر إليّ الزميل وابتسم..!
وفجأة ظهرت قائمتان لخوض الانتخابات، الأولى: بقيادة جمال علام حاملًا في يده هذه المرة سلاح "رئيس سابق لدولة الجبلاية، ونادي الأقصرالسابق!
والقائمة الثانية ضمت: محمد إبراهيم "رئيس نادي بولاق الدكرور) رئيسًا، ومحمد حسني "عضو مجلس إدارة نادي سوهاج) نائبًا للرئيس.
والأعضاء: مؤمن جاد (مدير كرة بنادي سوهاج)، وأسامة محمود (مدير فني بنادي طهطا بسوهاج)، ومحمد حسن (أمين صندوق نادي طهطا بسوهاج)، ومصطفى محمد (عضو فرع سوهاج)، وحامد مرتضى (عضو مجلس إدارة نادي المراغة بسوهاج)، وإسلام عبد رب النبي (عضو مجلس إدارة مركز شباب سوهاج)، ونيفين جمال (لاعبة معتزلة)..!
وأجريت الانتخابات في الخامس من يناير وكان طبيعيًا أن تنجح قائمة علام التي تضم نجمي الكرة المصرية حازم إمام ومحمد بركات.
سمعت وقتها، قبل وبعد الانتخابات، تساؤلات عدة، أين جهابذة الكرة المصرية وأصحاب الفكر والرؤية ليقودوا الكرة المصرية ويفكرون ويخططون للارتقاء بشأنها لتحتل مكانتها المعروفة.
توقفت كثيرًا عند اختيار علام ومجلسه لإيهاب جلال مثلما توقف الكثيرون لكنني التزمت الصمت لإتاحة الفرصة للمدرب الجديد.. وما حدث من أزمة عند اختيار جلال شيء، وتوابع الخسارة من أثيوبيا شيء آخر، ويكفي مسلسل "المهازل" من تصريحات ليست في توقيتها قبل أن تحط الطائرة في العاصمة الكورية "سول" للقاء منتخبها غدًا في "بروفة" استعدادًا لمشوار تصفيات الأمم.. وتأزم الموقف برمته بعد أن تحولت عملية تجميل التصريحات لجرح عميق لم يصب جلال فقط بقدر ما أصاب جسد وروح الكرة المصرية، وتحتاج سنوات لتضميده بعد أن أصبحنا أضحوكة للأشقاء والغرباء والقريبين والبعيدين..!
وبات السؤال.. هل انشغل كل صاحب فكر متطور بمشاغله وهمومه وتركوا جسم الكرة المصرية ينهش فيه الصغير والكبير، أم لايوجد صف ثاني وكوادر بعد أن أغلق البعض غُرف خبراته عن الآخرين..؟!
هل نضبت مياهك يا نهر الكرة المصرية فانقطعت عن الخرير، أم قد هرِمت وخار عـزمُـك فانثنيت عن المـسـير؟!

كاتب المقال الكاتب الصحفى صبرى حافظ