بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

رشا لاشين تكتب.. أنغام مياه صوتك يروي عطش آذاننا

رشا لاشين
-

أتمني أن تتعافي مطربتي المفضلة ومطربة كل من لدية ذوق وحس في الاستماع والشعور .. تمنيت لو أنها تخرج علينا كل يوم بلحن جديد وأغنية جديدة فلم ولن نمل .. وصدمت حين سمعت أنها تمر بأزمة صحية ولكن اطمئننت عليها حين خرجت من العمليات بعد إجرائها لجراحة في كتفها
الفنانة الجميلة أنغام وكل جيلها من المطربين العباقرة مثل حميد الشاعري وسيمون وعلاء عبد الخالق وحنان وشيرين وجدي ولطيفة ونادية مصطفي أطالبهم بأن يعودوا للغناء ولا يتوقفوا .. ساحة الغناء الشبابي الآن لا تسر عدو أو حبيب .. والأذواق في انحدار تصل إلي غرفة الإنعاش .. واصعق عندما أستمع الي ترديد طفل صغير أو شاب مراهق لأغاني هذه الأيام .
التأسيس الصحيح والبناء بدقة مهندس وخبرة عامل، جعل صوت أنغام يتقن الغناء، وجعلها واثقة في قدراتها وعلمها بالغناء وقواعده، فنشأت في أسرة فنية، والدها الموسيقار والملحن «محمد علي سليمان»، وعمها المطرب «عماد عبد الحليم»، الذي أهداه «عبد الحليم حافظ» اسمه، اقتناعا منه بصوته وموهبته، درست الموسيقى في معهد الكونسرفتوار، فكان التأسيس من الاتجاهين الأكاديمي والعملي
بجانب التعليم، كانت البداية على الساحة الفنية وهي طفلة صغيرة لم تتعدَ العشر سنوات، وبالطبع بتقديم وإشراق من والدها، فغنت معه أغنية «أنغام بنتي حبيبتي»، ثم غنت بعدها بعدة سنوات أغنية من لحن والدها أيضا هي «عصبية وكلي غيرة»، وهي أغنية غريبة على أن تكون بداية لطفلة لم يتجاوز عمرها الــخامسة عشر عاما، لكن بعد كل هذه السنين، ربما تكون هي أكثر أغنية تصف شخصية أنغام وخاصة جملة «عنديه وطبعي حامي، وكرامتي واحترامي عندي بالدنيا ديه».
تم اعتماد أنغام مطربة بالإذاعة والتلفزيون وهي في الرابعة عشر من عمرها، وأطلقت أول ألبوم «الركن البعيد الهادي» بعدها بعامين، وتوالت الألبومات والنجاحات، وبدأ والدها يجني ثمار تربيته وتأسيسه للطفلة أنغام، كان محمد علي سليمان يرى أن أنغام هي كنزه من الفن، هدية القدر له بعد أن خالفه الحظ ليثبت وجوده الشخصي في التاريخ الفني، فكانت أنغام وحنجرتها أغلى وأثمن مكافأة ومفاجأة له وللناس.
استمر عمل أنغام تحت عباءة والدها حتى ألبوم «بتحب مين» 1997 الذي كان آخر تعاون بينهما، وكان ألبوم «وحدانية» 1999 أول ألبوم لأنغام دون وجود مكتشفها ومربيها ومعلمها ووالدها بعدها خرجت أنغام من نطاق التبني الفني من قبل الوالد وبدأت تتحرر وتعتمد علي ذاتها وإحساسها وإمكانياتها العظيمة في الغناء وانتقاء الكلمات والألحان التي تهز الوجدان
ولأنغام علاقة قوية بالذاتية والحزن، ربما كانت وراثة من عمها، عماد عبد الحليم، الذي كان بمثابة شقيق أكبر أو صديق مقرب، يعلم كل أسرارها الشخصية، ورأت أنغام نجاح عمها، وسقوطه أيضُا في بئر الاكتئاب والمخدرات ثم الرحيل صغيرًا، في كل فترة من فتراتها الفنية، أو حفلة، تجد أغنية تخرج فيها أنغام إلى حدود السماء، تخرج فيها كل أحاسيسها وطاقتها الغنائية، بداية من أغنية «يا طيب»، وحتى أغنية «اكتبلك تعهد» في حفل ختام مهرجان الموسيقي العربية .. ومن ضمن الأغاني الذاتية التي يحسها المستمع ويظل دوي لحنها في الآذان كانت أغنيتها الأخيرة " لوحة باهتة " التي تشرح صور الفراق والتحدث بلسان المرأة حينما يهجرها حبيبها .. أتمني أن توضح اللوحة بألوان زاهيه مشرقة بعد التعافي ونحن في انتظار ألبومك الجديد أيا كان موعدة .. فلا تملي من الغناء ولن نمل من سماعك أبدا .. صوت مصر الجميل أنغام