بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

تحرير سيناء.. مسيرة التضحية والتنمية والبناء

تحرير سيناء مسيرة التضحية والتنمية والبناء
كتب - أحمد عبد الخالق -

اللواء طيار هشام حلبي: قواتنا المسلحة حققت انتصارًا عظيمًا في دحر الإرهاب ، وأعادت الحياة لطبيعتها بأرض الفيروز

اللواء محمد الغباري: مشروعات تنمية سيناء شاملة وتخلق فرص عمل للمواطنين واصبحت ارض اقامة لا ارض عبور

اللواء نصر سالم: تحرير سيناء كان حلم أستطاع رجال القوات المسلحة البواسل تحقيقه بالتضحية والفداء

أربعون عام على تحرير أرض الفيروز ولايزال الجيش المصري يبذل الغالي والنفيس لبقاء تلك البقعة الغالية من أرض الوطن آمنة مستقرة، لتصبح ارض الانتاج، والأمن، تستقبل الراغبين في الاستثمار، وتوفر بئية صالحة للمشروعات الكبرى وفقا لخطط طموحة وضعتها الدولة، وقد أبت القوات المسلحة ألا تترك تلك الأرض المقدسة في أيدي الارهاب والخارجين على القانون واليوم تحل الذكرى الاربعون لتحرير سيناء الحبيبة والذي نحتفل به في الخامس والعشرين من أبريل كل عام ، هذه الذكرى تعيد الى الاذهان تضحيات كبرى ، قدمها جيش مصر العظيم منذ ان تكلل عبور القوات المسلحة في 1973 بالانتصار على العدو، وما تلا ذلك من جهود سياسية حتى خروج الاحتلال ورفع العلم المصري على أرض سيناء فى 25 أبريل 1982.ليتحقق الحلم وتصبح ارض سيناء ميدان للتنمية والبناء.

يؤكد اللواء نصر سالم الخبير الاستراتيجي، أن تحرير سيناء كان حلم أستطاع رجال القوات المسلحة البواسل تحقيقه بالتضحية والفداء وأن عيد تحرير سيناء يوم عظيم لذكرى عودة أرض سيناء المباركة التي كانت بمثابة ثأر شخصي لكل فرد في الجيش المصري.وقال ان حرب الجيش المصري في 1973 كان هدفها الأول الحفاظ على أرض الفيروز، وتم فيها توجيه ضربة قوية في وجه إسرائيل باستعادة مصر لأرض سيناء وشدد على أن تعمير سيناء سيساهم بشكل كبير في تحريرها من الإرهاب، مشيرا إلى أن التنمية هي السبيل الوحيد لمكافحة الإرهاب الذي بات يهدد أمن مصر.وأشار إلى أن أكثر من 65 ألف فدان تم استصلاحها في سيناء ضمن خطة تنميتها، منوها إلى أنه يتم حاليا توزيع تسليم قرى تعاونية لبدو سيناء للوصول إلى التنمي، .وأكد أن القوات المسلحة لا تفرط في أرضها ولن تفرط في ذرة واحدة من تراب أرضها، مطالبا المصريين بالحفاظ على أرض مصر.

وبؤكد اللواء طيار أركان حرب هشام الحلبي المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، ان الدولة وضعت خطة قوية لتنمية سيناء من أجل القضاء أي نوع من التهديد. وهو ما ترجم علي ارض الواقع بربط سيناء بباقي محافظات الجمهورية من خلال شبكة الطرق والانفاق التي بباقي مدن القناة ومن ثم بكل محافظات الجمهورية وذلك للتسهيل علي المستثمرين، وكذلك سهولة نقل المواطنين اليها لإحداث التنمية المقصودة. وقال لقد حررت مصر أرضها التى احتلت عام 1967 بكل وسائل النضال من الكفاح المسلح بحرب الاستنزاف ثم بحرب اكتوبر عام 1973 وكذلك بالعمل السياسى والدبلوماسى بدءا من المفاوضات الشاقة للفصل بين القوات عام 1974 وعام 1975 ثم مباحثات كامب ديفيد التى أفضت الى اطار السلام فى الشرق الاوسط عام 1978 تلاها توقيع معاهدة السلام المصرية – الاسرائيلية عام 1979.

وهنأ اللواء طيار دكتور هشام الحلبي شعب مصر العظيم والقيادة السياسية والقوات المسلحة بمناسبة الذكرى الاربعين تحرير سيناء العظيمة، لافتًا إلى أنها ذكرى عظيمة محفورة في قلوب المصريين ونموذج مشرف من الحروب ولا يمكن للعالم كله أن ينساه، ولفت إلى أننا في الوقت الراهن نحتاج إلى نشر الوعي بصورة مستمرة ومتكاملة ومحترفة تناسب كل أعمار وفئات الشعب المصري، مشيرًا إلى أن التحديات مازالت تحتاج إلى المواجهة واليقظة كما فعل ضباط وجنود مصر من قبل للحفاظ عليها.وأكد أن مصر تسير في طريق التنمية والتقدم والانتصار، مشيرًا إلى أن ذلك سيتحقق بالعمل والوعي والصبر من المواطنين المصريين.واكد أن قواتنا المسلحة حققت انتصارًا عظيمًا في دحر الإرهاب واقتلاعه من جذوره، وأعادت الحياة لطبيعتها بأرض الفيروز، لتنطلق المشروعات القومية على طريق تحقيق التنمية المستدامة المنشودة.

وأوضح أن قدرة جيش مصر النوعية وتنظيمه وتحكمه في حدود الدولة أدت إلى فرض حالة من الاستقرار في المناطق المهددة بسيناء، مذكرًا بأن مصر لم تنجو من الأعمال الإرهابية إلا بعد أن طهرت القوات المسلحة، وبالتعاون مع وزارة الداخلية، سيناء وجعلتها أرض جاهزة للتنمية. ولفت إلى العديد من المشروعات القومية التي بدأت بسيناء ومنها الربط الاستراتيجي والطرق والمحاور، بجانب المشروعات المتنوعة، طبقًا لطبيعة المكان، مثل المزارع السمكية، وهي مصدر دخل قومي، فضلًا عن تطوير بحيرة البردويل وميناء العريش ليصبح ميناء رئيسي على البحر المتوسط ، وكذلك مصانع الرخام والأسمنت والتعدين والبتروكيماويات، وبناء المدن الجديدة و تطوير المعالم والمناطق السياحية.

واكد اللواء دكتور محمد الغباري الخبير الاستراتيجي مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق، موضحًا أن شبه جزيرة سيناء تعرف منذ القدم بأنها أرض عبور ومطمع للغزاة وكان لابد أن تتحول إلى أرض إقامة واستقرار وانتاج، ولكن ذلك لم يتحقق إلا مع بدء مسيرة التنمية بها. وأشار إلى أنه عقب ردع الإرهاب، بدأت على الفور مرحلة تدشين المشروعات القومية لنجد أن حجم التنمية في سيناء اليوم يساوي أربعون عام مضى، حيث تشهد استصلاح أراضي، و إنشاء مستشفيات و مدارس وجامعات و مدن جديدة و مصانع، وشبكة طرق ومواصلات ووسائل اتصال، و كلها مظاهر حياة لم تكن موجودة من قبل وتعد دفعة هامة للتنمية المستدامة في سيناء واشار اللواء الى أن سيناء تغيرت كثيرًا بعد مرور أربعين عام على تحريرها، فهي اليوم أرض سلام تجذب السياح من مختلف بلدان العالم وينعقد بها المؤتمرات العالمية، وبها مشروعات تنموية كبر في جميع المجالات. وأكد أهمية الدور الكبير الذي بذلته القوات المسلحة ليس فقط بسيناء بل في كل أرجاء الوطن لصيانة وحفظ الأمن القومي المصري من كافة الاتجاهات الاستراتيجية ، بفضل حكمة القيادة المصرية.

واكد اللواء محمد الغباري، مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق، إن تنمية سيناء تجعل الحدود الشرقية لمصر مؤمنة بوجود المواطنين في ظل القدرات الدفاع التي تقوم على وجود البشر في ذلك المكان، مضيفا أن الدولة نفذت مشروعات ضخمة لتنمية وتعمير سيناء بدءا من مشروعات المياه لتوفير المياه النقية لأهالي سيناء بدلا من الآبار وكذلك المشروعات التي تعيد توزيع المواطنين وتمركزهم مثل شبكة الطرق والكباري التي أصبحت من الدرجة الأولى وفي اتجاهين.

وأوضح أنه أصبح هناك شبكة طرق قوية في سيناء للوصول إلى أية منطقة بها في دقائق وكذلك إيصال المياه لكل مناطق سيناء وإضاءتها ضمن شبكة كهرباء مصر الموحدة، وكذلك حفر الآبار في المناطق الجبلية الوعرة، وإقامة مشروعات على الموارد المحلية واستغلالها مثل الرخام والرمل الأبيض والمحاجر

.ولفت إلى أن هناك مشروعات أخرى لتصنيع المنتجات الزراعية وخلق فرص عمل للشباب وتمكينهم من الاستقرار وعدم التنقل، وهي كلها مشروعات هدفها زيادة التوطين والتعمير في أرض سيناء لتصبح محلا للإقامة.وأشار إلى أن مشروعات تنمية سيناء التي تنفذها الدولة في أرض الفيروز تستهدف زيادة رقعة العمران، مضيفا أن الفكر القديم كان يرى في سيناء أنها أرض عبور وليست أرض إقامة، فالجيش المصري كان يواجه الأعداء خارج سيناء في منطقة الشام، ولم يكن يقام عليها أي حروب، حيث كانت سيناء مصدا لأي عدو قد يهدد البلاد.

وأكد أن سيناء أصبحت فيما بعد مطمعا للأعداء ولم يعد من المقبول تركها دون تعمير أو تنمية، لذلك تغير الفكر الاستراتيجي وأصبحت سيناء أرض إقامة وليست أرض عبور، ولتحقيق ذلك وللإقامة فيها كان لا بد من عمل مشروعات ضخمة فيها تساعد على رفع الكثافة السكانية بها في أسرع وقتوهوما تم بالفعل لإعادة توطين المواطنين وتحقيق الأمن القومي المصري.

وأكد اللواء عادل العمدة المحلل الاستراتيجي والعسكري والمستشار باكاديمية ناصر العسكرية العليا أنه بعد مرور 40 سنة على تحرير سيناء، نجد أن اليوم أصبح هناك إرادة سياسية قوية في تعمير تلك الأرض المباركة، وأن ازدواج التفريعة أو ممر قناة السويس كان قرارًا سياديًا في غاية الأهمية ، فتح المجال لإمكانية إقامة مشروعات كبرى تخدم القناة، منوهًا كذلك بوجود القواعد اللوجستية التي وفرت دعم مادي كبير وتكلفة النقل.

واشار الى ان أن تطهير الجيش ارض سيناء الحبيبة من الارهابيين سمحت بالانطلاق نحو مشروعات التنمية في سيناء، والتي تتميز بكونها تنمية مستدامة حيث تراعي حق الأجيال الحالية وحق الأجيال القادمة. واكد أن سيناء تشهد اليوم تطوير المطارات والطرق والموانئ، و أن الأنفاق التي تم إنشاءها تحت قناة السويس ستجعل سيناء تحقق قفزة هائلة في التنمية لأنها ستربط المنطقة كلها بصورة كبيرة، وستسهم في نقل الاستثمارات وإزدياد السياحة. وأكد وان تنمية محور قناة السويس وازدواج القناة بالنسبة لسكان سيناء ، حيث أن التنمية تمثل نقطة هامة في القضاء على الإرهاب نظرًا لأن توفير حياة آمنة وكريمة للسكان وفرص عمل للشباب سيعزز من استقرار الأمن في تلك المنطقة الهامة.