بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

” شم النسيم ” .. عيد كل المصريين .. و حكاية إحتفالية عمرها 4700 سنة

إقبال شديد على الأسماك المملحة
كتبت آية أحمد -

يعد شم النسيم من أهم الأعياد المصرية القديمة والمناسبات الشهيرة، التي يتم الاحتفال بها في مصر بشتى الطرق، وتختلف رؤية المواطن في شم النسيم باختلاف المكان والعادات والتقاليد والإمكانات المادية ولكنهم جميعا ينتهون في نهاية المطاف إلى الزراعة والخضرة والشجر كنوع من التعبير عن البهجة والفرحة بل والحياة ، وهناك من يقومون بتلوين البيض بالألوان المبهجة فى إطار طقوس احتفالية عمرها يتجاوز 4700 عام، تلك التي يمارسها المصريون احتفاءً بقدوم شم النسيم؛ إذ بدأ الاحتفال به رسميا منذ نهاية الأسرة الثالثة في عام 2700 قبل الميلاد، ليصبح بذلك العيد الشعبي الأقدم في مصر، وربما في التاريخ الإنساني بأكمله.ومن المفارقات، أن عيد شم النسيم اجتمع عليه المصريون على اختلاف معتقداتهم، فهو يصادف عيد القيامة لدى المسيحيين المصريين، وله علاقة قديمة بعيد الفصح اليهودي، ولا يزال يحتفل به الجميع في مصر حتى يومنا هذا، فما قصة هذا العيد؟.

أصل التسمية

ارتبطت تسمية "شم النسيم"، بالتقويم الزراعي المصري، فكلمة "شمو" تعني فصل الصيف، وفقًا لما أورده الدكتور عبد الحليم نور الدين، في كتابه اللغة المصرية القديمة.

وأشار في كتابه أيضا، إلى أن المصري القديم قسّم العام إلى 3 فصول ترتبط بالدورة الزراعية؛ حيث تبدأ رأس السنة المصرية مع فصل الفيضان (آخت) الذي يوافق ظهور نجم الشعرى اليمانية، الذي يحدث في يوم 19 يوليو بتقويمنا الحالي.

ثم يأتي فصل بذر البذور "برت"، الذي يبدأ في شهر نوفمبر، ويوافق ظهور الأرض بعد انحصار الفيضان، وفصل الصيف "شمو" الذي يبدأ في شهر مارس وينتهي في يوليو.وتعني كلمة "شمو" أيضا "الحصاد"، بحسب عالم المصريات وليم نظير، وقد رمز له بالعلامة الهيروغليفية "عنخ"، أي أنه فصل الحياة، وجاءت التسمية الحالية، من تحريف "شمو" إلى "شم" عبر السنين، وأضيفت إليها النسيم، في إشارة إلى اعتدال الجو، وقدوم الربيع.يبدأ المصريون في الاحتفال بشم النسيم، والذي يصحبه عادات وتقاليد وطقوس مختلفة، حيث يتناول المصريين الأسماك المملحة بأنواعها، مثل الرنجة والفسيخ والسردين والملوحة، وتكتظ الأسواق بهذه المنتجات والسلع، بالإضافة إلى أنواع الخضراوات المصاحبة لها كالبصل والخيار والطماطم والخس وغيرها ممن يعشقه المواطن في هذه المناسبة تحديدا.وتعتبر هذه الأعياد باب رزق لكل البائعين وعادة ما ينتظرها المصريون في كل مكان، للاحتفال بها، وشراء الكميات من الأسماك لتوفير احتياجاتهم، وأن الأسواق تشهد كثافة كبيرة من المواطنين لشراء الأسماك في مثل هذه الأعياد، وكثيرا ما يصاب السوق بالركود التام وعدم البيع، نظرا لغياب المواطنين وارتفاع الأسعار وعزوف المواطنين عن الشراء وعمل المنتجات الخاصة بالعيد في منازلهم.

وقال حسنى الهوارى البائع بأحد محلات الأسماك المملحة : "هذه الأيام هو الموسم المفضل لبيع الفسيخ والأسماك المملحة، حيث يتم تمليح السمك البوري لمدة 45 يوما ليتحول إلى فسيخ عن طريق إضافة الملح والماء، ويتم وضعه في صناديق خشبية مع مراعاة التخزين بشكل صحيح، والابتعاد عن ضوء الشمس ثم يتم إخراجه من البراميل الخشبية ويكون جاهزا للبيع".

وأضاف أنه بالنسبة للسردين والملوحة فيتم بنفس طريقة تخليل الفسيخ مع اختلاف أنه في الفسيخ يتم استخدام السمك البوري، ولكن في الملوحة يتم استخدام سمك يسمى كلب البحر ويكون سمكا نيليا ويتم تنظيف بطنها ثم تمليحها ثم تركها شهر ونصف في البراميل، ويتم تصنيعها مرتين فقط خلال السنة.

وقال البائع عن التحذيرات وإمكانية معرفة الفسيخ السليم من الفاسد عن طريق النظر لشكله، حيث إن السمكة سليمة القوام والمتماسكة وليست متهتكة هي السليمة، بينما إذا كانت السمكة متهالكة فهي فاسدة.