بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتبة الصحفية أمال ربيع تكتب .. أبنى الغالى مضى اربعون يوما على فراقك والجرح ينزف

هيثم صبرى
-

لقد مر أربعون يوما على فراقك يا ابنى الغالى هيثم ، يا فقيد قلبي مرت الايام من دون طعم ، من دون أن اناديك واقول ابنى الغالى ، لم يهدأ لساني عن الدعاء لك ولا من الاستغفار لك فى شهر رمضان الكريم الذى جاء لاول مرة ، وأنت بعيد عنا ،وعن أولادك وزوجتك ، حتى هذه الحظة أشعر وكأنني أحلم وكأنني أعيش بكابوس لم أستيقظ منه .

ابنى الغالى هثيم لقد رحلت وانت فى عنفوان الشباب كان فية عطاؤك، كرمك، حنانك قوياً متدفقاً للجميع ،كالأعداد الغفيرة التي تدفقت لتشييعك وحضور عزاءك ، سلامٌ عليك يوم ولدت ويوم فقدناك ، ويوم تبعث حياّ.

لم افكر يوماً أني سأخضع للبكاء، أو أني سأنجرح بسهولةٍ، أو أني سأضعف، فمن يوم ذهابك وأنا أحتاج إليك ولا لغةً أملكها للتعبيرعن حزني غير بكائي

ودعتك وأبدلني الله بجميل ذِكرك، وبياض سيرتك، ودعتك ولا أودع مآثرك وكريم خصالك، ودعتك ولا أنسَ إحسانك للجميع، وصدق عطفك.. وعزائي أنك أقبلتَ على مولاك بوجه مضيء، وذكر حسن وصلاة لم تنقطع.

اربعون يوما مرت علينا وكأنها أربعين عاماً ، منذ فارقتنا ، سكن القلوب صمت رهيب وخوف أيقظ الحزن والالم بداخلنا ، رحلت واخذت معك مفاتيح حياتنا ، الى جنات الخلد يا ابنى ، لأول مرة نشعر بالوحدة وألم الفراق ومع ذلك ستبقى يا أغلى الغاليين دائما وابدا في القلب والوجدان ، ولا يمكن للأيام والسنين ان تمحو ذكراك الغالية أبداً ما حيينا.

ابنى الغالى " هيثم " ، وروحى وكل وجدانى ،أكتب كلماتي ودموعي تزداد في كل كلمة، اكتب كلماتي وانا اكذب نفسي بأنك ذهبت ولم تعد إلينا وتكون بيننا .

اشتقت إليك يا اغلى من روحي اشتقت إليك ،يا احن وأطيب القلوب ،اشتقت لحديثك وحنانك ، اشتقت لابتسامتك وضحكتك ومزاحك، ابنى الغالى عندما رأيتك آخر مرة قبل وفاتك ، لم أكن أعلم أنك تودعني وانت تقبل يدي لم أكن أعلم انها اخر القبل التي تقبلني اياها ، يا ليتني بقيت بجانبك لاشم رائحتك ،ستظل حياً في الذاكره وفي قلوب الكثيرين الذين عرفوك وجيهاً فاضلاً في مد يد العون بالعطاءات والاحسان وبالخيرات في سبيل مرضاة الله عز وجل واهل البيت ،لقد عشت عزيزاً وكريماً و ذو رأي سديد .

أحاول اخفاء حسرتي على فقدانك وتنهمر دموعي ، و ملامح وجهي تفضحني في كل مرة أذكر اسمك، ربما حسرتي تأكلني لأني على يقين أنه منذ رحيلك لن يكون هناك شي كما كان على الإطلاق.

ابنى الغالى، مرت علينا لحظات وساعات وايام واكتفينا بالنظر الى صورك أحقا رحل ، احقا لن يعود بيننا بعد الان، تبكي قلوبنا بصمت وتدمع عيوننا بصمت فراق.

لقد رحلت يا أبنى وتركت قلوباً محتاجة لك ،أنا واولادك وزوجتك وكل أحبابك، لقد اشتقت إلى كلمة كنت أرددها " ابنى " ، و فجأة حرمت منها ومن مناداتها.

دعائى اليك يا الله ، أن ترحم ابنى واغفر له وأحشره مع الصديقين والشهداء، واجعل لقاءنا به في جنة الفردوس بجوار نبيك محمد صلى الله عليه واله وصحبه وسلم وأسفل عرشك.

ربي برد مضجعه وأنر قبره وآنس وحشته وعطر مشهده ومد له في قبره مد بصره واكرمه بلذة النظر إلى وجهك الكريم.. وموتانا وموتى المسلمين أجمعين