سر خضة القبر للأم وابنتها
١٠٠مليون جنيه بيزنس الدجل سنويا - 40 خرافة تسيطر على عقول بعض المصريين

لم تستطع الثورة المذهلة في التكنولوجيا والتطور العلمي الذي نشهده كل ساعة حول العالم ، أن يمنع الخرافة أو يحد منها على الأقل ، في عقول الكثير من المصريين كون الخرافة مسيطرة على العقل المصري والعربي منذ الآلاف السنين حتى أن هناك خرافات وصلت حد العقيدة التي لا تقبل التكذيب أو حتى الشك ، فضلا عن الكم الكبير من الخرافات الموجودة في مصر والعالم العربي التي قدرتها دراسة للدكتور عادل عامر مدير مركز المصريين للدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بنحو أكثر من 40خرافة تبعد عن العلم كبعد الشمس عن الأرض ورغم ذلك تحتل العقل العربي.
وكشفت الدراسة أن أكثر من 30% من المصريين يؤمنون بتقمص الأرواح، يعتقدون بسيطرة الجن علي تصرفاتهم وأن 90% من المصريين يخشون ضرب القطط والكلاب ليلاً لاعتقادهم أن العفاريت تتشكل في أشكال هذه الحيوانات كما يعتقدون أن الجان قادر علي الزواج من النساء والعكس بل والإنجاب منهم ، فضلا عن اعتقاد راسخ لدي المصريين كافة أن "الحذاء" المقلوب يختبئ خلفه جن ويجب عدل الحذاء لطرد الجن ، فضلا عن اعتقاد بضرورة وضع بومة محنطة لمنع الحسد ولجلب الحظ لأهل البيت ، هذا بجانب اعتقاد العرب أن حرق الخنفسة في الشقة غير المسكونة يجلب لها السكان وأن تعليق حذاء طفل علي جدران المنزل يجلب السعادة لسكانه، وإن زيارة المقابر من اجل الإنجاب
واعتقاد منتشر حتى الآن من تريد الإنجاب تزور المقابر ولا تتحدث وبعدها بفترة تنجب، وعند شراء سيارة جديدة يتم وضع حذاء قديم كـ«ميدالية» داخل السيارة، كنوع من لفت النظر عن السيارة ، وبالتالي يبعد الحسد، أو شراب قديم في واحة سيوة بمصر هناك ضرورة لان تستحم العروس في نبع من الماء ليلة عرسها اعتقاداً من الأهالي بوجود قوة تكسبها الخير والجمال وتبعد عنها كافة قوى الشر
النساء والمشاهرة
كما يؤمن 93% من نساء الريف المصري بما يسمي بالمشاهرة وهو عدم دخول أي رجل حليق الذقن علي المرأة بعد ولادتها بـ 40 يوما وكذلك عدم الدخول بلحم غير مطهي وألا منع عنها اللبن ، فضلا عن اعتقاد أكثر من 50% من البنات في مصر أن التحديق في المرآة ليلا قد يؤخرهن عن الزواج، غير اعتقاد بعدم فتح المقص ليلا ، وعدم نشر الملابس يوم الثلاثاء، بجانب اعتقاد بأن خلع الدبل في فترة الخطوبة مؤشر على فسخها وضياع الحب، واعتقاد أن رؤية الغراب تأتب بتشاؤوم، وأن كب القهوة خير.
قصة خضة القبر : -
تقول منيرة سعد تاجرة ملابس، أنها تؤمن ببعض المعتقدات التي ورثتها عن جدها، مع تأكيدها التام في حديثها معنا أنها تؤمن بأن كل شيء هو بأمر الله، لافتة إلى أن ابنتها تزوجت وتأخرت في الحمل لأكثر من عامين، وعندما ذهبت أنا وابنتي إلى المقابر تعرضت لخضة وأنجبت، والمفاجأة والكلام على لسانها، أنني أنجبت أنا الأخرى، وهذا اعتقاد اعرفه من قديم الزمان.
بينما ترى الحاجة نعمة فاروق-موظفة- أنها لا تؤمن بأي معتقدات وتعتبرها خرافة ، وأن حدثت بالفعل مع العديد من الناس، كونها تؤمن إيمان راسخ بأن الغيب كله ملك الله، والسلب وعطاء النعم هو الله وحدهـ لا يشارك معه أحد .
تفسير الدكتور عادل عامر
ومن جانبه قال الدكتور عادل عامر صاحب الدراسة في تصريح خاص لـ "بوابة الدولة الاخبارية " إن المعتقدات الشعبية أو الخرافة تعد جزء أساسي من تكوين الشخصية المصرية والعربية وهذا يظهر جليا في مسألة التشاؤم والتفاؤل فهناك أشخاص يربطون تيسير أو تعسير يومهم أو مصالحهم بناءا على رؤية الأشخاص أو بعض الطيور فهناك إذا رأى غراب فينتابه حالة الضجر والضيق ونفس الشخص إذا رأى يمامة فيعتبره قدوم خير ، مضيفا أن الجن تلعب دورا رئيسيا في كل الخرافات التي تسيطر على العقل المصري والعربي ، والتي يدخل فيها الفنجان والإعمال والحجاب ، حتى أن هناك مسئولين عرب يلجئون للدجالين لقراءة الطالع، لافتا إلى أن هناك مئات حالات القتل وشروع في القتل تحدث في مصر سنويا بسبب الخرافات، لاعتقاد القاتل أنه تلقي أمر من الجن بضرورة قتل أحد أقاربه ربما يكون هذا الشخص يتمثل في أمه ، منتقدا في الوقت نفسه إلى انتشار التنجيم يقدم في الفضائيات وكأنه أمر طبيعي فضلا عن قراءة الفنجان وقراءة الطالع موضحا أن بيزنس الدجل والشعوذة في العالم العربي يصل إلى نحو مليار دولار سنويا.وفى مصر نحو ١٠٠مليون جنيه سنويا
رأى الدين
ومن جانبه أكد الدكتور احمد الشرنوبي أستاذ الدعوة بجامعة الأزهر الشريف، أن ظهور الخرافة مرتبط بانتشار الأمية والجهل وغياب العلم ، فالدين الإسلامي يرفض كافة أشكال الخرافات ويحاربها بقوة، فقد روى عن الطبراني قوله صلى الله عليه وسلم "من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد بريء مما انزله الله على محمد" فضلا عن أن الاعتقاد في الخرافات يجعلنا نسلم لا ونرفض العلم والعمل وهذا معناه أننا سنعود إلى العصور الوسطي تتحكم فينا الخرافات ، مطالبا بضرورة التوعية عبر وسائل الإعلام العربية لرفض كافة أشكال التنجيم والخرافات وحث الناس على العلم .