أمريكا والربيع الباكستاني
«بوابة الدولة الاخبارية» تشرح حقيقة التطورات السياسية الراهنة فى باكستان

باكستان هى الدولة المسلمة الوحيدة النووية، وعدد سكانها ضعفنا، ومكانها استراتيجى جدًا لأمريكا؛ لأنها تجاور إيران والصين وأفغانستان، فكانت دومًا تابعة لأمريكا.
"عمران خان" رئيس وزراء باكستان الحالي بيحاول يخرج من التبعية الأمريكية... فقرر يزرع كل أكله، ويشجع التصنيع والتصدير، واهتم بالتعليم... أوقف أية قروض دولية... فرض ضرائب على كبار المستثمرين ورفع الضرائب نهائيًّا عن الطبقة الوسطى... وقف مع المضطهدين فى كشمير وبورما... والأخطر إنه تحدي سطوة جنرالات الجيش الباكستاني، بل طالب بمحاكمتهم والتحقيق فى ثرواتهم المهولة.
فمنطقي جدًا إن أمريكا حتبقى ضد الراجل ده... بس مشكلتها إن الراجل له شعبية جارفة، لأنه أصلا لاعب "كريكيت" دولي... وكان عضوا برلمانيا ٢٠ سنة، يعنى لعيب سياسة.
مِن حُب الناس له إن الحزب اللى أسسه سنة ١٩٩٦ (حركة الإنصاف) بقت تضم حاليا ١٠ مليون باكستاني، واكتسحت آخر انتخابات برلمانية سنة ٢٠١٨، فبقى هو رئيس الوزراء فى انتخابات حرة نزيهة... وأنهى سيطرة أكبر حزبين كارتونيين.
تقوم أمريكا تشجع المعارضة، ورجالتها يعملوا جلسة سحب ثقة فى البرلمان ضد "عمران" وتحدد لها ميعاد انهارده... وكانت كل التوقعات بتقول انهم حيشيلوه وممكن يحاكموه كمان.
بس "عمران خان" راجل مكمل تعليمه (خريج أكسفورد اعرق جامعة فى العالم)... فيقلب الترابيزة عليهم قبيل جلسة البرلمان بساعات، وينشر جواب رسمي بعتته وزارة الخارجية الأمريكيه للسفارة الباكستانية فى واشنطن تذكر فيه رسميا: (لو استمر عمران خان فى الحكم ستواجه باكستان صعوبات كبيرة)...
طبعا الجواب ده أحرج وكشف كل عملاء أمريكا فى البرلمان... فقرر البرلمان إلغاء جلسة التصويت من نص ساعة بس.
لم يكتف "عمران" بذلك؛ بل خرج يطالب بعمل انتخابات برلمانية مبكرة لأنه عارف إن الشارع الباكستانى كله معاه حاليا.
التطور الغريب... إن قائد الجيش الباكستانى عمل لقاء كامل عشان يهاجم روسيا لأنها غزت أوكرانيا... فى مغازلة صريحة لأمريكا، وقال: "علاقات الجيش الباكستانى بأمريكا علاقات استراتيجية وممتازة ونسعى لتطويرها"... فى حين أعلن "عمران خان" حياد بلاده فى قضية أوكرانيا حتى لا يخسر روسيا والصين.. وده هو الفرق بين السياسي الوطني المكمل تعليمه والعميل الغبي.
هناك احتمال كبير لحدوث انقلاب عسكري فى باكستان او اغتيال "عمران خان"... عمومًا سنرى.

