بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

أبناء الطرق الصوفية يحتفلون اليوم بالليلة الختامية لمولد السيدة زينب

السيدة زينب
احمد الضبع -

يحتفل أبناء الطرق الصوفية، اليوم الثلاثاء ، بالليلة الختامية لمولد رئيسة الديوان، كما يطلقون عليها، وهى السيدة زينب ابنة الإمام على بن ابى طالب، بالمنطقة المحيطة بمسجدها بحى السيدة زينب بالقاهرة.

وتقتصر الاحتفالات، على إقامة الفعاليات والشعائر داخل الخيم والخدمات الخاصة بالطرق الصوفية، بسبب استمرار إلغاء الموالد والتجمعات طبقا للإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا.

ذكرى مولد السيدة زينب من أقرب مناسبات التراث الديني إلى قلوب العديد من المصريين، فيحرص عدد كبير منهم على إحياء ذكراها، ويتوجَّه عدد كبير من المواطنين إلى مسجد السيدة زينب رضي الله عنها، بالقاهرة لأداء الصلاة، وقراءة الفاتحة أمام ضريحها.

ورغم قرار إلغاء احتفالات مولد السيدة زينب، إلا أن هذا القرار لم يتمكن من منع توافد الآلاف من محبي السيدة زينب إلى مسجدها بالقاهرة من أجل إحياء ذكراها، واتباع كافة طقوس الاحتفال المختلفة المعتادة منذ القدم، حيث يشهد حي السيدة زينب، لا سيما محيط المسجد، من ضواحي وحواري مع انتشار حلقات الذكر والمدح، وسط عدد من المحبين، إلى جانب بيوت الخدمة المنتشرة في العديد من الحواري المحيطة للمسجد، تمارس أنشطتها بشكل طبيعي، من إعداد الأطعمة المختلفة، مثل «شقق العيش باللحمة» و«الفول النابت» وغيرها، وتوزيعها على زائري السيدة زينب، إلى جانب استقبال الآتين من مسافات بعيدة للإقامة بها فترة المولد ، رغم قرار رئيس الحي بمنع الاحتفالات هذا العام، لحماية المواطنين من الإصابة بفيروس كورونا المستجد ومتحوراته المختلفة، ومنع انتشاره بالبلاد، لكن قطع المحبون مسافات طويلة للتواجد أمام مسجدها في هذه الأيام المقربة إلى قلوبهم، ولم يخشوا الفيروس،

والسيدة زينب من أهم النماذج النسائية في المجتمع الإسلامي، وكان لها دور بارز في مجالس الحكم بقدرتها على تفسير القرآن الكريم والأحاديث وما تمتلكه من بحر في العلوم ومجالس الذكر والعبادة، كما إنها كانت من

أكثر نساء آل البيت صبرا وقوة، فهى ابنة الإمام على بن أبى طالب، وأمها السيدة فاطمة الزهراء وجدها رسول الله وجدتها خديجة بنت خويلد، وأخويها الحسن والحسين، كما أنها هى بطلة كربلاء، التى حمت السبايا الهاشميات ورعت الغلام المريض على زين العابدين بن الحسين، ولذا كنيت بـ"أم هاشم".

ولدت سنة 6 هجرية وسميت بزينب على اسم خالتها التى توفيت سنة 2 هجرية، حيث ماتت متأثرة بجراحها فى طريق هجرتها بعد أن طعنها أحد المشركين فى بطنها فماتت هى وجنينها، فسماها النبى صلى الله عليه وسلم على اسم خالتها لتهدئة لوعة الحزن فى قلبه.

توفى الرسول صلى الله عليه وسلم وعمرها خمس سنوات، فما مكثت فاطمة بعده حتى لحقت به، تزوجت من ابن عمها عبد الله بن جعفر الطيار، الذى كان عالى المكانة وعرف بالمروءة والكرم والسماحة ولقبوه بـ"قطب السخاء"، وكان لا يراها أحد فى بيتها إلا من وراء ستار، أما فى محنة كربلاء بعد خروجها من بيتها ورؤية وجهها فقد وصفوها قائلين "ما رأيت مثل وجهها كأنه شقة قمر، وقال الجاحظ فى البيان والتبيين: كانت تشبه أمها لطفا ورقة وتشبه أباها علما وتقى وكان لها مجلس علم للنساء".

وتقول كثير من المصادر والمراجع التاريخية المهمة: اختار الإمام على بن أبى طالب، لفتاته حين بلغت مبلغ الزواج، من رآه جديرا بها حسبًا ونسبا، لقد تهافت عليها الطلاب من شباب هاشم وقريش، ذوى الشرف والثراء، فكان "عبد الله بن جعفر" أحق هؤلاء جميعا بزهرة آل البيت وعقيلة بنى هاشم، وأثمر الزواج المبارك، فولدت أربعة بنين: عليا ومحمدًا وعونا الأكبر وعباسًا، كما ولدت له فتاتين، إحداهما أم كلثوم التى أراد معاوية بدهائه السياسى أن يزوجها من ابنه يزيد كسبًا للمعسكر الهاشمى، فترك عبد الله أمر فتاته لخالها الإمام الحسين الذى آثر بها أن عمها القاسم من محمد بن جعفر بن أبى طالب.