بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

أقدم نكتة في التاريخ .... وعندما ألقى الزعيم جمال عبد الناصر نكتة على نفسه ....... وأجمل نكات عصر عبد الناصر ( 1 )

الزعيم جمال عبدالناصر
كتب د. حربي الخولي -

لا يعني فن النكتة مجرد إضحاك الناس، ولكن هذا الفن وراءه حياة بتمامها، فهو يعكس سبل الحياة في دولة ما في زمن محدد، ويؤرخ لما يدور في كواليس هذه الدولة من ظروف سياسية واقتصادية ومعيشية ودينية واجتماعية الخ ؛ لذا كان هذا الفن هو الأداة المثلى للشعب الضعيف الذي لا يستطيع أن يعلن رأيه علنا في سياسة الحاكم، وفي الوقت ذاته يريد أن ينتقم من تلك السياسة التي قد تكون أصابته بكل ما يضيق حياته فيلجأ لسلاح النكتة .

ولذا كان هذا السلاح قديم جدا، فقد كشفت نتائج دراسة أجرتها جامعة ولويرامبتون البريطانية، أن "النكتة" قديمة قدم التاريخ، حيث إن الفراعنة فى مصر والسومريين فى جنوب العراق أول من استخدموا النكتة وروح الدعابة والفكاهة، للتخفيف من حدة ما يواجهونه من مصاعب ومتاعب، خاصة ما يتكبدونه من معاناة من قبل أكبر سلطتين وهما الزوجة والحاكم. ويقول زاهي حواس وزير الدولة لشئون الاثار السابق، في جريدة الشرق الأوسط في 12 مارس 2020 :" وصل إلينا نص من العصر الفرعوني يشير إلى حديث بين اثنين من الموظفين في الحكومة الفرعونية. الموظف يسأل زميله الذي فُصل من العمل وطلب منه أن يخبره عن سبب الفصل، وقال الموظف الثاني: «إنني أطلقت نكتة خارجة وقد سمعها رئيسي فأمر بفصلي من الخدمة". ونقلت صحيفة "ليبراسون" الفرنسية عن هذه الدراسة، أن أقدم نكتة ألقاها إنسان على وجه الأرض تعود إلى 3900 عام، عندما استخدم السومريون الذين كانوا يستوطنون جنوب العراق الحالى النكتة، للتعبير عما يعانونه من متاعب من زوجاتهم "النكديات". وتقول النكتة السامرية، إذا ما اعتبرت نكته بالمعايير المتعارف عليها اليوم، إن الشىء الذى لم يحدث من قبل فى تاريخ البشرية، هو أن تبادر امرأة بالجلوس على ركبة زوجها وتلف يدها حول عنقه دون أن يكون هذا الدلال منزه عن الأغراض.أما أقدم نكته فرعونية، فتعود إلى العام 1600 قبل الميلاد، وهى نكته محفورة على المعابد المصرية القديمة وبالتحديد فى عصر الملك سنفرو، وتقول النكتة الفرعونية، إذا أردت أن تسلى الفرعون العظيم سنفرو وتخفف عنه همومه فعليك بدفع مركب فى مياه النيل على متنها أجمل فتيات مصر، على أن تستبدل تلك الحسناوات ملابسهن بشباك للصيد، ثم تطلب من الفرعون الذهاب لصيد الأسماك فى النيل بدون شبكة صيد لينتقى الشباك التى تروق له.

وعندما نأتي للعصر الحديث نجد سلاح النكتة لا زال عاملا دون كلل أو ملل وخاصة النكتة السياسية عن الرؤساء، وقد نال الرئيس جمال عبد الناصر الكثير جدا من النكات، وقد كان جمال عبد الناصر ذا روح فكاهية فقلما كانت تغضبه النكتة، وكان أحيانا يتخذ قرارا بعد سمعه النكتة، فيروي كتاب "النكتة السياسية" للصحفي محمد الباز، أن عبد الناصر سمع بنكتة وقت أزمة الأرز مفادها أن شخصًا أراد أن يسافر إلى الإسكندرية لشراء أرز، فعند طنطا سأله الكمساري عن سبب سفره فقال له : "رايح أجيب رز من إسكندرية"، فقال له الكمساري :"تنزل وترجع تركب من طنطا عشان الطابور بيبدأ من هناك"، وبمجرد أن سمع ناصر تلك النكتة أصدر توجيهات بحل أزمة الأرز وانفعل على مسئولي وزارة التموين.

ومن الطرائف أن عبد الناصر نفسه أطلق نكتة – وليس صحيحا أنه غضب جدا عندما سمع هذه النكتة - ولم تمنعه هيبته من إلقائها في حشد من ضباط القوات المسلحة عام 1969، فعندما وجد الضباط عبد الناصر بينهم أخذتهم رهبة وهيبة شديدة ، فأراد عبد الناصر أن يزيل ذلك ويخرجهم مؤقتا من هموم القتال والإعداد العسكري، فقال لهم : " مرة واحد مالقيش لحمة عشان يعيّد فقرر يشتري سمك، وبالفعل خد السمك وروح على البيت وقال لمراته اقلي السمك قلتله مفيش زيت قلها خلاص اطبيخهم بشوية صلصلة قالتله مفيش صلصلة قلها خلاص اسلقيهم قلتله مفيش جاز فخد السمك وراح لف على محلات السمك عشان يشووه ويديهم فلوس وبرضه مالقيش أي مطعم فاتح، من كتر زهقه رمى السمك في النيل، السمك الروح دبت فيه من تاني وطلع يهتف يعيش الرئيس جمال عبدالناصر ".

ولم يكن عبد الناصر يحب أن يستظرف أحد في مواقف الجد، فيروي مقربون من الصحفي الشاعر كامل الشناوي أنه فاز بلقاء الرئيس لعمل حوار صحفي معه بوساطة من هيكل، فأراد كامل الشناوي أن يرفه الجلسة الجادة التي اتسم بها ناصر فأطلق نكتة قال له فيها : "تعرف يا ريس أنا وانت بلديات ؟"، فقال له ناصر :" إزاي بلديات أنا من أسيوط وانت من الدقهلية"، فأجابه كامل الشناوي :"لإن إحنا الاتنين من بلدنا السكر". لم يقابل جمال عبد الناصر نكتة كامل الشناوي بابتسامة معهودة نظرا لأنها كانت سخيفة ولم تصدر في وقت ملائم، فتجهم وأبعد عنه نظراته وقال لسكرتيره :"قلهم يجيبوا قهوة سادة للأستاذ " .

ومن نكات زمن عبد الناصر نكتة أخرى تسخر من عبد الحكيم عامر وتقول: "عبد الحكيم عامر قال لشمس بدران: مدير مكتبي ده شخص غبي!، فقال له شمس: إزاي؟ أشار له عبد الحكيم قائلاً: استنى، واستدعى مدير مكتبه وقال له : روح بيتي شفني هناك أو لا، فخرج الضابط وغادر المبنى وبعد فترة عاد ليقول للمشير للأسف يا فندم سيادتك مش في البيت، ثم أدى التحية وانصرف، فالتفت عبد الحكيم إلى شمس بدران قائلاً: مش قلت لك إنه غبي.. كان ممكن يوفر المشوار ويسأل عني في البيت بالتليفون".

ومن النكت التي تسخر كذلك من عامر، خاصة وأن الشعب المصري كان يعتقد ان عامر دائما مسطول أو غير مركز، أنه في مرة كان عامر مع شمس بدران في سيارة تسير مسرعة، فقال فجأة عامر لشمس بدران :" حاسب أنت كنت هدخلنا في العمود" فرد شمس بدران قائلا :" ده حضرتك اللي سايق يا افندم " .

ومن النكات التي تتخذ صبغة دينية، قيل : «ثلاثة لا يدخلون الجنة، شمس بدران، وعبد الحكيم بن عامر، وجمال عبد الناصر، الأول ترك الجيش بدون عدة، والثاني مات حبًا في وردة، والثالث تنحى وقت الشدة".

وقيل أيضًا: عبد الناصر كان يلقي خطاباً وفي منتصف الخطاب عطس أحد الحاضرين فتوقف قليلاً وسأل: مين عطس؟ فلم يرد أحد فأمر بإطلاق النار على الجالسين في الصف الأول وسأل: مين عطس، فلم يرد أحد فأطلق النار على الصف الثاني وسأل: مين عطس، فرفع رجل اصبعه وهو يهب واقفاً وقال: أنا يا ريس، فرد الرئيس: يرحمكم الله".

كذلك من اشهر النكت عن التأميم أن عبد الناصر نزل متنكرا في وسط الشعب، ولقى راجل غلبان سأله عبد الناصر أنت عايش ازاي، قاله والله المرتب بيخلص آخر الشهر، قاله أمال عايش على أيه؟ قاله عايش على الستر، راح عبد الناصر متخذ قرار بتأميم الستر .

كذلك راح عامل يقبض مرتبه من صراف المصنع، وكان مرتبه 7 جنيهات وعشرة قروش، فقال له الصراف انت عندك جزاءات 2 جنيه وقرض 2 جنيه وتأمين جنيه ونصف وجنيه ونصف ضرائب يبقى لك عشرة قروش أخذها العامل واتجه لمطعم واشترى بهم سندوتش فول ولما وجد صاحب المطعم بيلف السندوتش في ورقة جرايد عليها صورة عبد الناصر زعق فيه قائلا :" لا والنبي متلفه في الورقة دي لياكل السندوتش راخر" .

هموم القتال والإعداد العسكري، فقال لهم : " مرة واحد مالقيش لحمة عشان يعيّد فقرر يشتري سمك، وبالفعل خد السمك وروح على البيت وقال لمراته اقلي السمك قلتله مفيش زيت قلها خلاص اطبيخهم بشوية صلصلة قالتله مفيش صلصلة قلها خلاص اسلقيهم قلتله مفيش جاز فخد السمك وراح لف على محلات السمك عشان يشووه ويديهم فلوس وبرضه مالقيش أي مطعم فاتح، من كتر زهقه رمى السمك في النيل، السمك الروح دبت فيه من تاني وطلع يهتف يعيش الرئيس جمال عبدالناصر ".

ولم يكن عبد الناصر يحب أن يستظرف أحد في مواقف الجد، فيروي مقربون من الصحفي الشاعر كامل الشناوي أنه فاز بلقاء الرئيس لعمل حوار صحفي معه بوساطة من هيكل، فأراد كامل الشناوي أن يرفه الجلسة الجادة التي اتسم بها ناصر فأطلق نكتة قال له فيها : "تعرف يا ريس أنا وانت بلديات ؟"، فقال له ناصر :" إزاي بلديات أنا من أسيوط وانت من الدقهلية"، فأجابه كامل الشناوي :"لإن إحنا الاتنين من بلدنا السكر". لم يقابل جمال عبد الناصر نكتة كامل الشناوي بابتسامة معهودة نظرا لأنها كانت سخيفة ولم تصدر في وقت ملائم، فتجهم وأبعد عنه نظراته وقال لسكرتيره :"قلهم يجيبوا قهوة سادة للأستاذ " .

ومن نكات زمن عبد الناصر نكتة أخرى تسخر من عبد الحكيم عامر وتقول: "عبد الحكيم عامر قال لشمس بدران: مدير مكتبي ده شخص غبي!، فقال له شمس: إزاي؟ أشار له عبد الحكيم قائلاً: استنى، واستدعى مدير مكتبه وقال له : روح بيتي شفني هناك أو لا، فخرج الضابط وغادر المبنى وبعد فترة عاد ليقول للمشير للأسف يا فندم سيادتك مش في البيت، ثم أدى التحية وانصرف، فالتفت عبد الحكيم إلى شمس بدران قائلاً: مش قلت لك إنه غبي.. كان ممكن يوفر المشوار ويسأل عني في البيت بالتليفون".