بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الدكتور معتز صلاح الدين.. يكتب.. تحية إلى روح الزعيم العروبي العظيم هواري بومدين في ذكرى رحيله

الدكتور معتز صلاح الدين
-

على مدى التاريخ لا تتوقف الشعوب الواعيه عن التعلم من دروس الماضى سواء دروس إيجابية أو سلبية حتى تكون تلك الدروس وقودا تستلهم منه الشعوب خطط الحاضر والمستقبل …وفى إطار حرصى على تذكير الجميع بالزعماء العرب العظام الذين قدموا خدمات جليلة لبلادهم والامة العربية ..أذكر الجميع واذكر نفسى بانه تمر هذه الايام الذكرى 43 لرحيل زعيم عروبى عظيم هو الرئيس الجزائرى الاسبق هوارى بومدين الذى رحل عن الدنيا يوم 27 ديسمبر 1978 تاركا خلفه تاريخ حافل من العطاء لوطنه الجزائر الحبيب وعطاء لا ينضب لامته العربية سيظل التاريخ يذكره طويلا فقد قام برد الجميل لمصر التى وقفت بكل قوة مع ثورة الشعب الجزائري وكان عدوان 1956على مصر أحد النتائج لوقفة مصر بكل قوة مع الجزائر.

– لم ولن ننسى ما سطره التاريخ من مواقف الزعيم الراحل هوارى بومدين وبصفة خاصة وقفته فى حرب اكتوبر 1973 فقد طلب الرئيس هواري بومدين من الإتحاد السوفيتي شراء طائرات وأسلحة لإرسالها إلى مصر عقب وصول معلومات من رجل مخابرات جزائري في أوروبا قبل حرب اكتوبر أن إسرائيل تنوي الهجوم على مصر ، وعقب ذلك باشر الرئيس الجزائري اتصالاته مع السوفيت لكنهم طلبوا مبالغ ضخمة فما كان من الرئيس الجزائري إلا أن أعطاهم شيكاً فارغاً وقال لهم أكتبوا المبلغ الذي تريدونه ، وهكذا تم شراء الطائرات والعتاد اللازم ومن ثم إرساله إلى مصر .

– لقد شاركت جميع الدول العربية تقريباً في حرب 1973 طبقاً لاتفاقية الدفاع العربي المشترك ، لكنها كانت مشاركة رمزية عدا سوريا والعراق والجزائر التي كان جنودها يشاركون بالفعل مع المصريين في الحرب بحماس وقوة على جبهة القتال .

– كانت الجزائر ثاني أكبر دولة مشاركة في حرب 1973 مع مصر من حيث الدعم العسكري ، والأولى من حيث الدعم المادي ، فشاركت على الجبهة المصرية بفيلقها المدرع الثامن للمشاة الميكانيكية بمشاركة 2115 جندي و 812 صف ضباط و 192 ضابط جزائري .

– أمدت الجزائر مصر بـ 96 دبابة و 32 آلية مجنزرة و 12 مدفع ميدان و 16 مدفع مضاد للطيران وما يزيد عن 50 طائرة حديثة من طراز ميج 21 وميج 17 وسوخوي 7 .

– إتصل الرئيس بومدين بالرئيس السادات مع بداية حرب أكتوبر وقال له إنه يضع كل إمكانيات الجزائر تحت تصرف القيادة المصرية وطلب منه أن يخبره فوراً بإحتياجات مصر من الرجال والسلاح فقال السادات للرئيس الجزائري إن الجيش المصري في حاجة إلى المزيد من الدبابات وأن السوفييت يرفضون تزويده بها ، وهو ما جعل بومدين يطير إلى الإتحاد السوفيتي بنفسه ويبذل كل ما في وسعه ، بما في ذلك فتح حساب بنكي بالدولار ، لإقناع السوفييت بالتعجيل بإرسال السلاح إلى الجيشين المصري والسوري
وهدد بومدين القيادة السوفيتية قائلاً : “إن رفضتم بيعنا السلاح فسأعود إلى بلدي وسأوجه خطاباً للرأي العام العربي أقول فيه بأن السوفييت يرفضون الوقوف إلى جانب الحق العربي وأنهم رفضوا بيع السلاح لنا في وقت تخوض فيه الجيوش العربية حربها المصيرية ضد العدوان الإسرائيلي المدعم من طرف الإمبريالية الأمريكية” ، ولم يغادر بومدين موسكو حتى تأكد من أن الشحنات الأولى من الدبابات قد توجهت فعلاً إلى مصر .

– ولم ينس الرئيس السادات هذا الدور العظيم واكد إن جزءا كبيرا من الفضل في النصر الذي حققته مصر في حرب أكتوبر – بعد الله عز وجل – يعود لرجلين أثنين هما الملك فيصل بن عبد العزيز عاهل السعودية والرئيس الجزائري هواري بومدين

– كان دور الجزائر في حرب أكتوبر أساسياً وقد عاش بومدين –ومعه كل الشعب الجزائري- تلك الحرب بكل جوارحه بل وكأنه يخوضها فعلاً في الميدان إلى جانب الجندي المصري .

-قبلها وبعد نكسة 1967 سافر بومدين الى الاتحاد السوفيتى يوم 12 يونيو 1967 طالبا اسلحة لمصر وقدم شيكا بمبلغ 100 مليون دولار عارضا دفعه من اجل تقوية السلاح المصرى ودخل فى مفاوضات قوية مع قادة الاتحاد السوفيتى ورغم انه لم يصل معهم الى اتفاق الا انه طالبهم بوقفة قوية مع مصر والعرب

– والرئيس هوارى بو مدين اسمه الاصلى محمد بوخريه محمد إبراهيم وهو ابن فلاح بسيط، ختم القرآن الكريم سنة 1948، وأصبح يدرس لأبناء قريته اللغة العربية والقرآن واستدعاه الاحتلال الفرنسى للتجنيد لكنه فر إلى تونس ومنها إلى ليبيا ثم إلى مصر حيث قطع كل المسافة من الجزائر الى مصر سيرا على الاقدام وعندما وصل الى مصر إلتحق بالأزهر الشريف وتفوق فى دراسته وفى القاهرة قام بتقسيم وقته بين الدراسة والتدريب العسكرى، وأصبح ضمن قيادات الثورة الجزائرية التى بدأت كفاحها المسلح بمساعدة مصر فى الأول من نوفمبر 1954، وفى عام 1957 اشتهر باسمه العسكرى هوارى بومدين وبعد استقلال الجزائر 1962 أصبح وزيرا للدفاع ثم تولى رئاسة الجمهورية الجزائرية يوم 19 يوليو 1965 وحتى وفاته يوم 27 ديسمبر 1978
-وفى ذكرى رحيله اقول …رحم الله الزعيم الجزائرى والعروبى العظيم هوارى بومدين الذى اعطى لوطنه وامته العربية بلا حدود ..وسوف يظل اسمه محفورا فى التاريخ العربى الحديث كواحد من اعظم زعماء العرب المخلصين ..اللهم ارحمه واسكنه فسيح جناتك واحشره مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا .كاتب المقال د. معتز صلاح الدين رئيس شبكة إعلام المرأة العربية ..كاتب صحفى ومستشار إعلامى .

كاتب المقال الدكتور معتز صلاح الدين رئيس شبكة إعلام المرأة العربية