قصة إغتيال العالم سعيد بدير .. وليس انتحاره

يعد العالم دكتور سعيد السيد بدير ابن الفنان السيد بدير من العلماء النادرين في مجال الاتصال بالأقمار الصناعية والمركبات الفضائية خارج الغلاف الجوي وكان يحتل المرتبة الثالثة على مستوى 13 عالما فقط في حقل تخصصه وقد تعرض لعملية اغتيال على أعلى مستوى من الخبث والدهاء .
كان من أوائل الثانوية العامة بمجموع 95% التحق بالكلية الفنية العسكرية لولعة الشديد بالقوات المسلحة عين معيدآ فى الكلية وعمل أستاذا في الكلية لبضع سنين وحصل على الدكتوراه والماجستير وأحيل على المعاش بناء على رغبته وسافر الى المانيا لاستكمال ما بدأه من أبحاث.
كان مجال الدكتور سعيد الدقيق هو التحكم في المدة الزمنية منذ بدء اطلاق القمر الصناعي الى الفضاء ومدى المدة المستغرقة لانفصال الصاروخ عن القمر الصناعي والتحكم في المعلومات المرسلة من القمر الصناعي سواء كان قمر تجسس أو قمر استكشافي الى مركز المعلومات في الأرض .
توصل من خلال أبحاثه إلى نتائج متقدمة جعلته النادر في الهندسة التكنولوجية الخاصة بالصواريخ ويقال ان برنامج حرب الفضاء الذي نفذته الولايات المتحدة الأميركة كان نتيجة الابحاث التي سرقت منه كما ان اخر بحث له كان عن كيفية تسخير قمر صناعي معادى لمصلحتنا..
وأكدت زوجته أن دكتور سعيد رفض تخصيص أبحاثه لصالح بعض الجهات الأجنبية وعرفت بانها امريكا واسرائيل التي استخدمت معه كافة السبل لإغرائه لكنه رفض وخص مصر بأبحاثه جميعها وأضافت كنا نستيقظ في شقتنا بمصر بعد العودة من ألمانيا على أصوات غريبة ليلا ونضئ الأنوار فنجد أن الصور المعلقة قد انتقلت من موضعها على الحائط ومعلقة في مكان غير مكانها الأصلي وفى أحد الأيام بينما كان سعيد يعبر أحد الشوارع كادت سيارة مسرعة أن تدهسه وتوالت المكالمات الهاتفية على المنزل ومضمونها الرضوخ أو التصفية!!
ومن ذكريات الزوجة في ألمانيا انه قد نشرت أبحاثه في جميع دول العالم حتى أتفق معه باحثان أمريكيان في أكتوبر عام 1988م لإجراء أبحاث معهما عقب انتهاء تعاقده مع الجامعة الألمانية، وهنا اغتاظ باحثو الجامعة الألمانية وبدأوا بالتحرش به ومضايقته حتى يلغي فكرة التعاقد مع الأمريكيين، وذكرت زوجته أنها وزوجها وابناهما كانوا يكتشفون أثناء وجودهم في ألمانيا عبثاً في أثاث مسكنهم وسرقة كتب زوجها، ونتيجة لشعورهم بالقلق قررت الأسرة العودة إلى مصر على أن يعود الزوج إلى ألمانيا لاستكمال فترة تعاقده .
قرر العودة الى مصر وأرسل بخطاب الى الرئاسة المصرية يطلب حمايته وفى طريقه الى المطار وعند صعوده الى الطائرة حاولت المخابرات الألمانية منعة من السفر ولكن كان لكابتن الطائرة التابعة لشركة مصر للطيران موقف نبيل وقال لهم ان أن لمصر سيادتها والطائرة جزء من أرض مصر.
عند عودته إلى مصر اتصل بشقيقه سامح وطلب منه مفتاح شقة الإسكندرية حتى يستكمل بحثه الهام وطلب من شقيقه رعاية زوجته وطفليه الصغيرين ولكن كان هناك من لا يرغب في إتمام هذا البحث الهام وقرر التخلص من العالم العبقري وطبعا معروف ان الموساد قرر التخلص من العالم الذي يقوي مصر في هذا المحال ورفض الرضوخ والسفر والهجرة لأمريكا كغيره .
وفى الرابع عشر من يوليو عام1989عثر على جثة العالم المصري ملقاه من الطابق الرابع العقار رقم20 بشارع طيبه الإسكندرية.. اتصل أحد سكان العقار بشرطة النجدة التي جاءت مسرعة وبعد التحقيق والمعاينة عثروا على انبوبة البوتاجاز بغرفة نومه وبقعة دماء واحده على سريره كانت جثة الدكتور سعيد مقطوعة شرايين الأيدي.
وجاء تقرير الطبيب الشرعي على انها حالة انتحار فكيف يقوم بثلاث محاولات للانتحار فى بضع دقائق محدودة يبدو انه كان عنده إصرار شديد على الانتحار فقطع شرايين يده واختنق بالغاز والقى بنفسه من الدور الرابع !!!.
وأكدت زوجته ان الكثير من أوراق أبحاثه الخاصة التي كانت برفقته وقت الحادث فقدت ولم يعثر عليها وهذا يؤكد الشبهة الجنائية في الحادث..
وبعد كل هذا خرجت الصحف المصرية في اليوم التالي بخبر انتحار الدكتور سعيد السيد بدير وأسدل الستار على هذا العالم الجليل ووقف التحقيق في قضيته...رحمة الله عليه هو ومن سبقوه.