بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الدكتور أحمد جلال.. يكتب.. الطير ثواب للمؤمنين - عقاب للمفسدين

 الدكتور أحمد جلال
-

ذكرت كلمة لحم فى القران الكريم اثنا عشر مرة فى عشر سور، وقد ذكرت عشر مرات لوصف اللحم فى الدنيا، ولكنها ذكرت مرتين فقط كثواب لاهل الجنة فى سورتين، جاءت الاولى على العموم وهى في سورة الطور الاية رقم 22 فى قول الله عز وجل (وَأَمْدَدْنَٰهُم بِفَٰكِهَةٍۢ وَلَحْمٍۢ مِّمَّا يَشْتَهُونَ)، وجاءت الثانية علي الخصوص فى سورة الواقعة الاية رقم 21 في قول الله عز وجل (ولحم طير مما يشتهون)، وقد ذكر ابن عاشور في تفسيرها: أن لحم الطير هو أرفع اللحوم وأشهاها وأعزها. وقال قتادة في قوله : (ولحم طير مما يشتهون) : ذكر لنا أن أبا بكر قال : يا رسول الله، إني أرى طيرها ناعمة كما أهلها ناعمون . قال : " من يأكلها - والله يا أبا بكر - أنعم منها، وإنها لأمثال البخت، وإني لأحتسب على الله أن تأكل منها يا أبا بكر " .
العقاب
((وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ ۖ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا ۖ وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ ۖ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ ۖ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)) (36)
((يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا ۖ وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ ۚقُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ)) (41)
قول الله تعالى: «ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق» (الحج:31). لقد صور الله المشرك بصورة ترتعد منها القلوب، وتوجل منها الأفئدة، وتلين منها الجلود، إنه إنسان سقط من السماء. ولم تترفق به الظروف، وإنما عاجلته وباغتته، ولم يرتطم بالأرض لتضم جسده وتحنو عليه، وإنما تلقفه الطير وهو نازل من السماء، فتناوشه من هنا وهناك، فلم يدع به شيئاً فحتى الأرض لم يكن له شرف الارتطام بها، فهذه حالة، وحالة أخرى لا تقل عن الأولى، أو تهوي به الريح في مكان سحيق.
قبل بعث النبي صلى الله عليه وسلم حاول ابرهة الحبشي ان يهدم بيت الله الحرام (الكعبة)، واستعان علي ذلك بجيش جرار ومعة الافيال العملاقة، ولم يكن فى هذا الزمان من يوحد الله ليدافع عن بيت الله الحرام، فحمي الله بيته من هذا الطاغية واعوانة من الجنود والفيلة بان ارسل الطير الابابيل التى تحمل حجارة من سجيل القتها عليهم فابادتهم وحمي الله بيته الحرام (يقول الله فى كتابة العزيز: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ).
ومن هنا نري ان الطير استخدم من قبل الله عز وجل ليكون احد جنودة لاهلاك القوم الظالمين

كاتب المقال الدكتور أحمد جلال عميد كلية الزراعة بجامعة عين شمس