بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب محمود نفادي يكتب ”السادات” ضحية الصراع بين الشاذلى و”الأخوين كامل”

الكاتب الصحفي محمود نفادي
-

فى احدى زياراتى البرلمانية الخارجية، كصحفى برلمانى مرافقا لوفد مجلس الشعب، برئاسة الدكتور احمد فتحى سرور رئيس المجلس في ذاك الوقت، واعضاء الوفد، الراحل كمال الشاذلى، زعيم الاغلبية، والدكتور محمد عبد اللاه، رئيس لجنة العلاقات الخارجية.
وقد كنا فى طريقنا الى دولة جنوب أفريقيا، وفجأة، تعرضت الطائرة وهي فوق خط الاستواء، لمطبات هوائية شديدة واهتزت بقوة، وسمعنا أصواتا تلح بضرورة ربط أحزمة المقاعد، وشعر جميع الركاب، وانا منهم، بالخوف والهلع وان هذه لحظة النهاية.
وبعد أن هدأت الأمور وتجاوزت الطائرة مرحلة الخطر والمطبات الهوائية الصعبة، نظرت الى الزميل المحرر البرلمانى لجريدة الاخبار الكاتب الصحفى الكبير جلال السيد مدير تحرير الاخبار الأسبق- أمد الله فى عمره - وقلت له "يا استاذ جلال انا كنت خايف اموت وتضيع امنية اتمنى أن تتحقق، وهى ان أشاهد جنازة كمال الشاذلى حتى ارى ماذا ستفعل الناس التى كانت تخشاه، والناس التى كانت تجامله وتنافقه، والناس التى كانت تتقرب اليه- نظرا لقوته وجبروته ونفوذه السياسى والبرلمانى والحزبى فى مصر-وخاصة فى عهد الرئيس الراحل حسنى مبارك". وهنا، سمعني الشاذلي، ونظر إلي متبسما، قائلا:"جنازتي يا نفادي، ما يمكن يا ابني جنازتك قبل جنازتي".
تذكرت هذة القصة البرلمانية، وانا اراجع بعض الصفحات المنسية من تاريخنا السياسى والبرلمانى، حول ظاهرة الصراع بين السلطة والمال، أي بين رجال حزب الاغلبية، ورجال الاعمال، والتى ظهرت منذ بدء دخول رجال الأعمال البرلمان عام ١٩٩٠، ووقتها اتذكر مقولة هامة للبرلمانى الكبير الدكتور زكريا عزمى، رئيس ديوان رئيس الجمهورية، والذى كان يجلس فى الصف الاخير من القاعة، وكان قبل ١٩٩٠ يجلس بجواره الوزراء السابقون احمد رشدى وزير الداخلية، وكان نائبا عن دائرة بركة السبع- منوفية- وتوفيق عبده اسماعيل وزير شئون مجلس الشعب، وكان نائبا عن بنى عبيد بالدقهلية، والدكتور احمد هيكل، وزير الثقافة، وكان معينا، ثم بعد دخول رجال الأعمال جلس بجواره علاء دياب وعبد الرحمن بركة وآخرون، فقال لى "يا نفادى انا جالس بجوارى مليار جنيه نسبة الى اموال رجال الأعمال".
وقد تجسدت هذه الظاهرة فى التسعينيات من القرن الماضي، فى الصراع بين كمال الشاذلى و"الأخوين كامل"، وهما ابراهيم، ومحمد كامل، خاصة بعد نجاح الأول فى دورة ١٩٩٠عن دائرة منوف، وظهور صراع خفى مع الشاذلى "بين المال والسلطة".
وكان الفصل الثانى من هذا الصراع الذى حطم حلم الاستمرار والصعود السياسى والبرلمانى للأخوين كامل، هو قيام كمال الشاذلى بانتزاع مدينه السادات من محافظة البحيرة بعد ١٣عاما من انشائها عام ١٩٧٨، وضمها الى محافظة المنوفية بقرار جمهورى من الرئيس حسنى مبارك عام ١٩٩١.
وكان ظاهر هذا القرار ان محافظة المنوفية ليس لها ظهير صحراوي، أما باطنه، فكان ضم مدينة السادات الى دائرة منوف والتى يمثلها ابراهيم كامل بمجلس الشعب ويسعى للاستمرار نائبا لها، وضم مدينة السادات لدائرة منوف وبها كتلة انتخابية يمكن التاثير عليها من اصحاب المصانع وعمالهم ،ونقل القيد الانتخابى لهم الى دائرة منوف والسادات، وهو ما يؤثر على فرص نجاح ابراهيم كامل مرة أخرى وعلى شقيقه محمد ايضا.
وطارد الشاذلى الأخوين كامل، وتم إسقاط ابراهيم كامل عندما ذهب للترشح فى دائرة "اسطنها" عام 1995، وهو ما دفع شقيقه محمد- بعد ذلك- الى الترشح فى دائرة الباجور ضد كمال الشاذلى عام 2000، وسقط ايضا، ولم يظهر الا فى برلمان٢٠١٢، وهو برلمان "عصابة الاخوان"، وبعد رحيل كمال الشاذلى.
وظاهرة الصراع بين بعض رجال السلطة، وبعض رجال الأعمال، تقلصت الى حد كبير حاليا، ووجدنا عددا كبيرا من رجال الأعمال داخل الاحزاب وداخل مجلسي النواب والشيوخ، بل ويتولون رئاسة بعض اللجان، واشهرهم احمد ابو هشيمة- في أول دخول له إلى المجلس- رئيس لجنة الشباب بمجلس الشيوخ في دورته الحالية، كأول رجل أعمال يتولى هذا الموقع.
كما كان النائب محمد أبو العينين، رجل الأعمال الشهير رئيسا للجنتي الصناعة والإسكان في مجلس الشعب في الفترة من 2000- 2010 في عهد مبارك، وأول رجل أعمال يجلس على مقعد "وكالة البرلمان" في مجلس النواب الحالي، مما يؤكد ان ظاهرة الصراع تحولت إلى دمج وتمكين رجال الأعمال فى العمل الحزبى والبرلمانى للاستفادة منهم بما يملكون من رؤى تساهم فى حل العديد من المشاكل، علاوة على تعاظم دورهم الاقتصادى وايضا الاجتماعى الى جانب اختفاء وجود شخصيات حزببة شبيهة بالراحل كمال الشاذلى رحمة الله عليه .

كاتب المقال الكاتب الصحفى محمود نفادى .. شيخ المحررين البرلمانيين ومستشار تحرير الموقع

مقالات قد تهمك:

الكاتب محمود نفادي يكتب.. رسالة ”الدرى” والخطوط الحمراء اضغط هنا

الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. النائبة دى أمى اضغط هنا

الكاتب الصحفي محمودنفادي يكتب.. الجرعة بعشر أمثالها اضغط هنا

الكاتب الصحفى .. محمود نفادى .. يكتب .. الحكومة ضد الحكومة اضغط هنا

الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. حذاء رئيس الوزراء اضغط هنا

الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. الفيديوهات الجنسية للنواب.. اضغط هنا

الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. البرلمانيون العشرة المرشحون للاستمرار فى ”المطبخ البرلمانى” اضغط هنا

الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب ”انسف مطبخك البرلمانى القديم” اضغط هنا