بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

عبد الحليم هاشم زيدان.. يكتب.. مجرد رأي

عبد الحليم هاشم زيدان
-

إن المعلم والمدرسة هما أساس العملية التعليمية، فالمدرسة هى محراب العلم لها قدسيتها ومكانتها بين مؤسسات المجتمع والمعلم هو قاطرة التطوير لأي مجتمع لأنه مسئول عن تكوين عقول وسلوك الأوطان من خلال طلابه، وأي خطط للتنمية بدون رسم دور مهم للمعلم والتعليم فهي مهددة وغير مكتملة النضوج ولعل مانراه اليوم في الشارع من تدهور وانحدار في الأخلاق ومستوى السلوك وتدني الذوق العام في الفنون والثقافة وانتشار الجريمة والإرهاب يرجع إلى غياب دور المعلم في المجتمع كقيمة وقدوة و تهميش دوره وتوظيفه دائما من خلال السينما والتليفزيون بشكل سلبى ولعل من أهم أسباب تراجع دور المعلم هو تدني مستوى المعلم الاقتصادي مما جعله يبحث عن رزقه خارج عمله فوجدنا المعلم سائق التاكسي والمعلم صاحب الورشة، وغيرها كثير مع احترامي الشديد لهذه المهن لكنها لا تناسب المعلم صاحب الرسالة وهذه المهن والأعمال اكسبت المعلم صفات وسلوكيات نقلها داخل الفصل لطلابه مما أثرت بالسلب على تكوين الطالب الأخلاقي والسلوكي فهو لم يعد يرى ذلك المعلم القدوة ولم يعد المعلم قادرا على سد الفراغ التربوي والأخلاقي والعلمي في ظل انشغاله بلقمة العيش وبالتالي وصل التعليم إلى ما وصل إليه.
إن المعلم في الأساس هو باحث عن المعلومة والكلمة لتقديمها إلى طلابه فإذا انحرف عن هذا المسار وانشغل بغير ذلك غابت المدرسة وتراجعت أدوارها وتصدر المشهد كل ما هو ردئ لذلك فإن غياب دور المعلم وتراجعه أدى إلى تراجع ثقافي وأخلاقي وعلمي داخل المجتمع مما أثر على سلوك الناس فنرى ما نراه من تنمر وإرهاب و تعدي وجهل.
إن المعلم هو أساس تكوين المجتمع والرقم الأهم في معادلة التنمية لأنه الوحيد القادر على ضبط إيقاع الدين والقيم والأخلاق والثقافة والفنون وتنشئة مواطن صالح يخدم الوطن ويرتقي به.

كاتب المقال عبد الحليم هاشم زيدان مدير إدارة الخدمات والأنشطة بادارة شبين الكوم التعليمية