الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. فنجان قهوة وسيجارة
توقفت كثيرا امام احصائية نشرت مؤخرا بان مصر تحتل المرتبة الخامسة عربيا فى شرب القهوة باستهلاك ٦٥ الف طن سنويا وان هناك تزايد فى اعداد مستهلكى البن واصحاب المزاج ممن يفضلون شرب القهوة علما بان القهوة هى المشروب الشعبى الثانى لدى المصريين بعد الشاى
وشرب فنجان القهوة لم يعد قاصرا على كبار السن كما كان يحدث زمان واتذكر عندما كنت طفلا ان جدتي رحمة الله عليها كان لديها صندوق يسمى صندوق عدة القهوة يضم البن والسكر والسبراتيه وفناجين القهوة وفى الصباح الباكر تعد فنجان قهوة لى ولجدى حسين نوح رحمة الله عليه
كما ان زوجتى تفضل القهوة كمشروب اول لها خاصة البن المحوج دون السيجارة لانها تكره التدخين وتختار اجود انواع البن بينما انا افضل الشاى ونادرا ان احتسى القهوة
بينما الان نجد عدد كبير من الشباب يفضل فنجان القهوة والذى ارتفع سعره مؤخرا ووصل فى بعض الكافيهات المشهورة الى ٥٠جنيها وفى المقاهى الشعبية وصل الى ١٠جنيهات حيث جاءت تلك الزيادة بسبب نقص محصول البن فى الدول المصدرة للبن مثل كولومبيا والبرازيل واصبح سعر كيلو البن الفاخر المحوج ١٥٠جنيها بعد أن كان سعره ١٢٠جنيها
ومن المعروف ان هناك اغانى كثيرة للقهوة من اشهرها اغنيه المطرب الراحل عمر الجيزاوي اتفضل قهوة واغنية صباح فنجان قهوة وسيجارة بل هناك مايسمى باليوم العالمى للقهوة يحتفل به العالم سنويا يوم ٢٩سبتمبر من كل عام
وبحسبة بسيطة نجد ان تكلفة كيف اى مصرى يفضل القهوة يوميا قد تصل الى نحو ٣٠جنيها لمن يرتاد المقاهى الشعبية و١٠٠جنيها على الاقل لمن يرتاد الكافيهات المشهورة
والمصريون من الشعوب التى لاتتنازل عن الكيف وتناول الشاى والقهوة وايضا السجائر خاصة ان غالبية من يشربون القهوة لابد ان يكون مع سيجارة او اكثر والبعض منهم لايفرح كثيرا بقدوم شهر رمضان بسبب حرمانه من فنجان القهوة والسيجارة وبمجرد انطلاق اذان المغرب يبدا بالسيجارة وفنجان القهوة
وطبقا لاخر احصائية حول استهلاك المصريين لاحول ٦٥الف طن بن سنويا وحساب ان متوسط كيلو البن ١٠٠جنيها فان جيوب المصريين من اصحاب الكيف العالى شاربى القهوة فإنهم يدفعون نحو ٦مليار جنيه سنويا ويستطيع اصحاب الكيف العالى تقليل شرب القهوة لتخفيض هذا المبلغ وتوفيره للاحتياجات الاساسية وتلبية مطالب الاسرة ودفع فواتير استهلاك الكهرباء والغاز والمياه والبنزين وكما قال الرئيس السيسى مخاطبا المصريين منذ فترة ان سعر رغيف الخبز المدعم اقل من سعر السيجارة ولم يعجب البعض هذة المقارنة رغم انها صحيحة لان المعارضين لايريدون الاستغناء عن كيفهم وسعر فنجان القهوة فى المقاهى الشعبية يعادل سعر ٢٠٠رغيف خبز مدعم ويمكن لمن يعترض على تحريك سعر الرغيف المدعم ان يستغنى عن فنجان قهوة يوميا وبدلا من تدعيم اقتصاد البرازيل وكولومبيا ندعم الاقتصاد المصرى.
كاتب المقال الكاتب الصحفى محمود نفادى نائب رئيس جريدة الجمهورية ومستشار تحرير موقع بوابة الدولة الاخبارية وعميد المحررين البرلمانيين