بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتبة الصحفية ..ماجدة صالح ..تكتب ”جيفارا” أيقونة النضال

الكاتبة الصحفية ماجدة صالح
-

عندما تم القبض على جيفارا في مخبأه بعد ما أبلغ عنه راعي أغنام !. سأل أحدهم الراعي لماذا ابلغت عن رجل قضى حياته في الدفاع عنكم وعن حقوقكم؟ فأجاب الراعي : كانت حروبه مع العدو تخيف أغنامي!!
فلا تقاتل من أجل الجبنااااء..والله حقيقه. وقناعة شخصيه.
"جيفارا" آثار حفيظتي واهتمامي بتاريخ هذا الرجل الجرئ الاسطوره صاحب القلب الميت والعطوف للضعفاء والمظلومين ... الطبيب والقائد العسكري الأرجنتيني الأصل والمعروف بأنه كاتب وزعيم حرب عصابات وقائد عسكري ورجل دولة عالمي وشخصية رئيسية في الثورة الكوبية.. كما أنه زعيم ثوري مثقف ماركسي أصبح أيقونةً في عالم النضال الشيوعي الاشتراكي الذي انتشر في العديد من بلدان العالم في النصف الثاني من القرن العشرين بالرغم من انه عاش طفلا وسط ظروف معيشية سيئه... قرر التخلي عن الطب.. معتقدًا أن الثورة فقط يمكن أن تحقق العدالة لشعب أمريكا الجنوبية.... ومن العجيب أيضا انه لقب ب"الخنزير" لعدم اهتمامه الكبير بنظافته الشخصية... مما يؤكد أنه المظهر الخارجي غالباً خادع وليس له علاقه بما في الصدور... كان متمرد دائمآ واثق بأنه لديه القدرة على تحرير العالم.. قاد المحاربين والعمال في كوبا واتسعت ثورته لما بعد موته.. ثوار العالم يذكرون مقولته الشهيره "لا تحزني با أمي لو مت وانا شابا غدا سأحرر أهل القبور واجعلها ثورة من تحت التراب"..."جبفارا" المناضل الذي نصر الشعوب والمظلومين وثار ضد الانظمه الديكتاتورية والامبرياليه.. تبرأ من غناه لانه عار علي الثوري ليلتحق بالفقراء المعدومين..
وأهم ما عجبني في رحلة حياته أنه في عام 1964 ألقى خطابًا أمام الأمم المتحدة بعد أن تم تعيينه سفيراً لكوبا أدان فيه السياسة الخارجية الأمريكية والفصل العنصري في جنوب إفريقيا... نال أكثر من نيشان باسم الأسد الأبيض ووسام الجمهوريه ومن أشهر تصريحاته في الصحف الكوبية حول إعدامه للعديد من الناس رميًا بالرصاص دون أدنى جهد في التحقيق معرفة إن كانوا مذنبين أم أبرياء...زار عدد من الدول العربيه منها الجزائر ومصر عبدالناصر.. وفلسطين وكان يرى ان الثوره الفلسطينية رمزا مهما ضد الصهيونيه العالميه..
واعدامه أحد الفلاحين بعد اعترافه بتسريبات معلومات للعدو وقد برر ذلك بأنه لا يمكن إجراء العديد من التحقيقات في ظل قيام الثورة...وأشهر كلماته "إن إعدام الإنسان شيء قبيح. لكنه مثالي أيضا"....كان يحبذ القيام بعمليات الإعدام الجماعي للخونة والجواسيس والمخبرين.
ومن أغرب قراراته ان "جيفارا" المتمرد أنشأ معكسرعمل للمثليين جنسيًا في كوبا عقابا لهم.. وكان هذا النظام الوحيد من نوعه في التاريخ الحديث الذي يلزم مثليي الجنس بالعمل القسري. وفرض العمل لحوالي 60 ساعة أسبوعيًا.. وتحت حراسة مشددة. دون أجر يستحق.... ومن أروع كلماته الشهيره "الثوره يصنعها الشرفاء ويرثها ويستغلها الأوغاد"
والذي انتهت حياة هذا الناشط السياسي أيقونة ضد الظلم والعدوان باعدامه علي يد المخابرات الامريكيه عام 1967 تم نقل جثته في مكان مجهول بعد أن حقنوه بماده توقف تحلل الجسم ليثبتوا للعالم أن الاسطوره قتل وانتهى للأبد... تمكن خبراء بإيجاد رفات الجثة صدفه سبحان الله عام 1997 وتم نقلها إلى متحف كوبا في موكب مهيب يليق ببطل هز العالم.
سبحان الله القلب لا يصحو إلا بالألم والنفس لا تشف وترهق إلا بالمعاناة.. والعقل لا يتعلم إلا بالعبرة. والقدم لا تأخذ درسا إلا إذا وقعت في حفرة.
حقيقي لانغتر بشيئ مادمت في هذه الدنيا.. فكم من صياد اصطادوه وكم من ملك إغتالوه..وكم من أسد تحول إلي فريسة وكم من عزيز أذاقوه مرارة الحياة البائسة ...و سحقا لزمن أصبحت الشياطين تمثل دور الملائكه ببراااعه.

كاتب المقال - الكاتبة الصحفية ماجدة صالح - للشئون السياسية والبرلمانية بجريدة الوفد