بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الاستاذ الدكتور  جمال حماد يكتب.. التجربة الناصرية....وشهادة باحث

-

لا ادعى القدره على تقييم التجربه الناصريه، ولا ادعى اننى لدى معايير نهائيه استند اليها فى التقييم.. ولكن هى شهاده باحث فى تخصص علم الاجتماع الاقتصادى، ربما تكون صحيحه،وربما تكون العكس، لكن لايمكن فى تخيلى ان اصمت وسط هذا الحوار الايدلوجى والفلسفى وا لسيكولوجى والذاتى، والحزبى حول تقييم التجربه الناصريه.

وفى خلاصه لاتخل بالمضمون والجوهر، نحن نقيم تجربه ولانقيم شخص، نقيم سياسات ولا نقيم تحيزات، المسأله كتب فيها الكثير ،وابدع فيها الكثير...وباختصار.

١/ مصر فى الفتره من ١٩٥٢ حتى بدايه السبعينات حدث فيها تحول جوهرى تجاه الطبقات الفقيره والوسطى، بالايجاب وعلى كل المستويات، لم يشهده تاريخ مصر حتى الان،بل ماحدث هو العكس تماما،حيث ضرب الفقراء فى مقتل، وودعت الطبقات الوسطى ماكانت تتمتع به من ستر وضمانه للحلم والامل..

٢/ اذا كان التقييم هو الرقم كما،والتحليل كيفا، فأرقام الديون فى مصر سواء الداخليه او الخارجيه كانت فى وضع امن تماما حتى منتصف السبعينات، الا أن حدث الانفتاح الاقتصادى، وكان هو حجر الاساس للدخول فى ازمه المديونيه واخضاع مصر جبرا دون هواده لسياسات صندوق النقد والبنك الدولى،مما اضطرت مصر الى بيع القطاع العام الذى تأسس فى الحقبه الناصريه،بأبخس الاثمان وعن طريق سماسره معروفين بالاسم،لسداد الديون،وللاسف لم يتم سداد ديون مصر، ومصر الان فى حاله كارثيه لارتفاع معدل الدين المحلى والاقليمى والدولى،،

٣ / وللاسف تحولت مصر من دوله تدار عن طريق دوله،الى دوله تدار عن طريق القطاع الخاص، فقد استفحل القطاع الخاص وسنت له القوانين،وتم تدعيمه بروشته اجباريه من صندوق النقد والبنك الدولى،دون ادنى مسئوليه اجتماعيه،لحل مشكله الفقر والبطاله فى مصر احد اعمده سرطان الاقتصاد...

٤/ اخيرا حتى لا اطيل...كفانا حرق بنزين وتقيمات لاتسمن ولا تغنى من جوع فى تجارب الماضى،فى ظنى هذا عبث،ومن الاجدى تحويل كل الافكار الان الى رؤيه للحاضر والمستقبل، لكى يستطيع صانع القرار الان ان يتعلم من اخطاء الماضى، هذا هو منطق التغيير والتنميه والحداثه،
الدول لاتدار بافراد،وانما بمؤسسات ولها ظهير فكرى يساعدها على اتخاذ قرارات صحيحه، اذا كنا نريد ان نخرج من فلك التبعيه والديون..

وفق الله كل من يسمع شعبه،ويسمع خبراءه،ويسمع المتخصصين، وحفظ الله مصر..
وحفظ شعبها...

مااحوجنا....
الى تكامل الافكار،دون تحيز لحزب او ايدولوجيا، انما التحيز الوحيد المنطقى هو للعلم والحقائق والارقام...

رحم الله جمال عبد الناصر
له ماله وعليه ماعليه...

كاتب المقال الاستاذ الدكتور جمال حماد استاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة المنوفية