بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

المستشار أسامة الصعيدي يكتب.. بعد الاطلاع - أحذروا الشائعات مع سد النهضة

المستشار أسامة الصعيدي
-

دعونا نتفق أن سد النهضة وتداعياته أضحى الموضوع الرئيسي، بل الأزمة الكبرى التي استحوذت على اهتمام المصريين لعدة أمور يأتي في الصدارة منها، اعتماد مصرنا الحبيبة الرئيسي على مياه نهر النيل لإشباع الحاجات المصرية المختلفة، فهو شريان الحياة في مصر.
وقبل الحديث عن هذه الأزمة وتداعياتها والمطلوب من الشعب المصري حالياً بشأن تلك الأزمة، يجب أن نتعرف أولاً عن سد النهضة، فهو عبارة عن سد مائي يقام على مجرى نهر النيل الأزرق، الذي يمر في ولاية بنيشنقول قماز الإثيوبية، والتي تقع على مقربة من الشريط الحدودي الفاصل بين إثيوبيا والسودان، ولجأت إثيوبيا إلى إقامة هذا السد لتوليد الطاقة الكهرومائية بخلاف الاستثمارات الآخرى التي تصبوا إليها في هذا الاتجاه، ويبلغ ارتفاع هذا السد 14 متراً، ويثير سد النهضة توتراً كبيراً بين دولتي المصب مصر والسودان ، ودولة المنبع إثيوبيا.
وفي الحقيقة دعونا نعترف أن أزمة سد النهضة لم تكن إثيوبيا وحدها طرفاً فيها بل هناك أطراف دولية عديدة تشارك بدور محوري ورئيسي في تعظيم تلك الأزمة ومنها دولتي أمريكا واسرائيل ودورهما الخفي في أزمة مياه النيل من أجل إضعاف مصر التي لن تكفيها أصلاً كمية المياه الحالية مستقبلاً بسبب تزايد السكان، هذا بخلاف أن مصر هي أكبر دولة عربية وطبقاً للعقيدة العسكرية الإسرائيلية فإنها تمثل العدو الأول والأخطر لها في المنطقة، مع الوضع في الاعتبار أن هناك دول أخرى حاقدة على مصرنا الحبيبة وتسعى دائماً وأبداً إلى إضعافها والإضرار بأمنها القومي.
وإذا كان الأمر يتعلق بجوانب قانونية مناطها وجود اتفاقيات دولية تحفظ حقوق مصر التاريخية في مياه النيل ومسئولية الأمم المتحدة عن الحفاظ على هذه الحقوق وضرورة توثيق عدوان إثيوبيا على قواعد الأنهار، هذا بخلاف الجوانب الفنية التي تسعى من خلالها القيادة السياسية إلى بيان الأضرار التي سوف تلحق مصر مستقبلاً من خلال إقامة هذا السد الملوث والذي يدعى سد النهضة، وكل ذلك في إطار الحلول السياسية التي تجريها القيادة السياسية هذا بخلاف الاتصالات الموسعة على مستوى أعضاء مجلس الأمن للوصول إلى إتفاق قانوني ملزم بشأن السد، وتبقى النهاية فيما أفصح عنه وزير خارجية مصرنا الحبيبة بأنه إذا لم تلتزم إثيوبيا بما سيصدر عن مجلس الأمن فستكون مصر والسودان استنفدتا كافة الوسائل المتاحة في الإطار السياسي.
ولذا ومع جماع ما تقدم نؤكد دوماً انتبهوا أيها السادة والمقصود بذلك الشعب المصري العظيم الذي انتفض في ثورة 30 يونيو لاستعادة مصرنا الحبيبة بعد اختطافها من جماعة الإخوان الإرهابية، انتبهوا بأن لدينا قيادة سياسية واعية لما يحاك بمصرنا الحبيبة من مخططات قد لا يعلم الكثير منها عوام الشعب المصري، انتبهوا أيضاً إلى أن هناك من يريد إيقاف التقدم الذي وصلت اليه مصر في جميع المناحي الحياتية والتي تعتبر إعجازاً حققه فخامة الرئيس في تلك الفترة الوجيزة، انتبهوا أيضاً إلى الشائعات التي ثبت من خلال المواقع الإلكترونية المشبوهة لجماعة الإخوان الإرهابية والتي تعتمد على بث الشائعات ونشر الأكاذيب وتأليب الرأي العام وتشويه القرارات التي تتخذها الدولة.
وأخيراً انتبهوا أيها السادة إن الدولة بجميع مؤسساتها وعلى رأسها القيادة السياسية وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي تعطي قضية سد النهضة أولوية قصوى، نظراً لارتباطها المباشر بالأمن القومي المصري ومصلحة الشعب المصري.
فكافة أجهزة الدولة تقوم بالتنسيق الكامل وتتناول كل الأبعاد المختلفة لقضية سد النهضة، بإعتبار أن هذه القضية وجودية لا يمكن التهاون فيها.
وفي النهاية "يجب أن يعلم القاصي والداني أن شعب مصر العظيم يثق في قيادته السياسية وحكمتها في اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب"