بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

شيرين سامى فى رواية ”الحجرات”.. عن العلاقات ”التوكسيك” والخروج منها

الكاتبة شيرين سامى ورواية الحجرات
كتبت نيرة إسماعيل -

على مدار ثلاث سنوات وربما أكثر من ذلك، سعت الكاتبة المصرية شيرين سامى للإجابة على هذا السؤال: هل يمكن أن نستيقظ ذات يوم، فلا نتعرف على أنفسنا أو حياتنا؟.. سؤال ربما طرحه كثيرون على أنفسهم، لكن الحياة شغلتهم عن أنفسهم ولم يجدوا لأنفسهم وقتا للإجابة، إلا شيرين سامى صاحبة "قيد الفراشة" قررت أن تقف فى وجه أكبر التحديات البشرية، ألا وهى مواجهة النفس والبحث عن إجابات أسئلتها.

فى رواية "الحجرات" قررت شيرين سامى صاحبة كتاب " 154 طريقة لقول افتقدك" ببساطة شديدة الغوص فى نفوس البشر بالاستماع إلى معاناتهم، فإذا بها تستمع لمعاناتها أيضا، وتخرج على الأوراق مجسدة إياها فى صورة بطلة رواياتها التى بدأت الكتابة فيها منذ عام 2017، فتعايشت مع "الحجرات" لا بمعناها المكانى فقط، بل بالأثر النفسى والزمانى لها أيضا على النفس البشرية، فإذا بالحجرات تتخطى حدود المنزل، وتصل إلى حجرات أخرى، مثل حجرة الطبيب النفسى، وحجرة الشيخ، وحجرة المحامى، وحجرة النفس ذاتها.. رحلة كاملة فى حجرات كثيرة تنقلت فيها مع بطلة الرواية، ساعدها فى ذلك، رحابة صدرها فى الاستماع لمن يشبهون روحها من نساء ورجال، عايشوا تجربة البطلة حتى لحظة التحرر، فأصبحت الرواية أو البطلة "بمثابة رمز أو ربما أيقونة لقطاع كبير من البشر مر بهذه القيود والتجربة ذاتها".

منذ البداية حافظت شيرين سامى على ملامح بطلتها، اسمتعت كثيرا لمعاناة شخصيات على أرض الواقع، فحافظت على الخيط الرفيع بين بطلتها، ومعاناة الآخرين، ومع تمسكها بهذا الخيط، فوجئت "بإيقاظ جزء من شخصيتى، ظهر فى كون البطلة كاتبة، ولديها معاناة تشبه معاناتى المتأرجحة بين الكتابة والعائلة على سبيل المثال".

أما المشكلات الأخرى التى تظهر عبر مسار السرد، فهى "تتماس كثيرا مع شخصيات كثيرة حولنا، يتم استنزفها، وتسعى للخروج من هذه المعاناة، ولهذا ربما تكون الرواية أو البطلة ملهمة لبعض القراء، أو بمثابة تصحيح مسار، أو إيجاد بوابة للخروج من علاقات تؤثر على النفس بالسلب لا بالإيجاب، أو لفهم طبيعة مشاعره، لكنها بالطبع ليست "روشتة" أو توجيهات للخروج من علاقات مسيئة".

ولأن ما يعنيها هو النفس البشرية لم تذهب شيرين سامى إلى عالم رواية "الحجرات" برؤية واحدة، أو لإلقاء التهم على فئة معينة، فإذا كانت بطلة الرواية أنثى، فهذا "لأننى أجيد الكتابة بالصوت النسائى والتعبير عنه، ولا يعنى التركيز على جوانب سلبية للرجال من وجهة نظرة المرأة، لأننى لم أسع إلى الحديث عن الأخطاء بل البحث عن مفهوم المعاناة وكيفية النجاة من الوقوع فى أسرها"، ولهذا فالرواية هى أيضا "بمثابة إيضاح للقراء الرجال، لفهم طبيعة تفكير الأنثى فى الكثير من الأمور، وفهم طبيعة مشاعرها، فى الوقت الذى يصعب فهم تصرفاتها فيه أو ما الذى تفكر فيه، أو ما الذى يدفعها لهذا التصرف غير المفهوم".

شيرين سامي كاتبة مصرية من مواليد القاهرة، خريجة كلية الصيدلة جامعة القاهرة، صدر لها مجموعة قصصية "كتاب بنكهة مصر" يناير 2012 عن دار ليلى كيان كورب، رواية "قيد الفراشة" يناير 2014 عن دار نون، رواية "حنّة" يناير 2016 عن الدار المصرية اللبنانية - مكتبة الدار العربية للكتاب، رواية "من ذاق عرف" يناير 2019 عن الدار المصرية اللبنانية، كتاب "154 طريقة لقول افتقدك" عن دار الكرمة، ورواية "الحجرات" عن دار الكرمة.