بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

بحكم المهنة مهند رسلان يكتب ”مصرالمحروسة و القاضية ممكن”

مهند رسلان
-

لا أنسى و لن أنسى لحظة تحية السلام في شروق الشمس ترفرف نسائم الصباح من الضفة الشرقية لنصرنا الخالد في مدينتي المحبوبة أسوان و يلقى شعاع الشمس بنوره سلاما دافئا على جزيرة الفنتين تلك الجزيرة ، كل المناهل بعد النيل اسنة، ما أبعد النيل إلا عن أمانينا

و في تلك اللحظات تأملت ذلك النهر الخالد نهر النيل و هو من اطول أنهار العالم و يقال أنه من انهار الجنة و ارتبطت مصر بالنهر ارتباط حياة ... مما جعل هيردوت بذكر مقولتها الخالدة "مصر هبة النيل" و عاش المصريين على مر العصور عل جانبي النهر .. التصاقا به فهو لن يفارقهم و لن يفارقوه و أدرك المصري القديم أن حياته و بقاءه و وجوده مرتبط بالنهر فكانت تقول الأسطورة أن (رب الماء) خنوم يركب صاعدا من الجنوب يوزع الخير على من يعيش على ضفاف النهر .. و تقديس النهر باتت عقيدة للمصريين القدماء لانه مبعث الخير و النماء ... و في تلك اللحظات و انا اطالع صحيفة الاهرام الغراء اذ بخبر في الصفحة الأولى عن تعثر المفاوضات مع الجانب الاثيوبي في ملف السد الاثيوبي فما زالت الحكومة الأثيوبية متعنتة في المفاوضات و إن الحكومة المصرية و السودانية تسعيان لحل مشكلة السد بعرضها على الإتحاد الأفريقي و الأمم المتحدة و الإتحاد الأوروبي و كانت الحكومة المصرية منذ إعلان اتفاق المبادئ 2015 وهي حريصة على استكمال مسار المفاوضات رغم الصلف الأثيوبي و المراوغة ومحاولة اطالة أمل المفاوضات .. و على الرغم من أن هذا الخبر القى بظلال سئية على حالتي المزاجية إلا أنني قررت، الذهاب إلى معبد أبو سمبل حيث أقيم هذا المعبد منذ القرن الثالث عشر قبل الميلاد كنصب دائم للملك رمسيس الثاني و الملكة نفرتاري احتفالا بالإنتصار الذي حققه الملك رمسيس في معركة قادش .

و تبقى كلمة ان حماية النيل و تحريره ملزمةو واجبة على كل المصريين و هناك عهد وميثاق منذ ألاف السنين على جدارية حورس عند مقياس النيل (إذا انخفض منسوب النهر فليهرع كل الجنود و لا يعودوا قبل تحرير النهر)

و لدي يقينا لا يزعزعزه شك ان الدولة المصرية كانت و ستظل حريصة كل الحرص على حماية النيل و لهذا اكد الرئيس عبد الفتاح السيسي في المؤتمر الصحفي الآخير (ضرورة سرعة التوصل لإتفاق قانوني ملزم لملء و تشغيل سد النهضة كما أكد على ضرورة قيام المجتمع الدولي بدور جاد اتجاه أزمة سد النهضة حفاظا على استقرار المنطقة)

فكانت السياسة المصرية دوما حريصة على التفاوض الجاد مع التاكيد على أن نهر النيل يمثل شريان الحياة ووجود لمصر و لا يمكن التفريط في حصة مصر التاريخية من المياه ....

و هذا اليقين الذي يراودني ليس مبعثه قوة مصر العسكرية و إرادتها القوية و تتكاتف المجتمع الدولي لحجم مشكلة الملء المنفرد بل إلى

يقين تؤكده الشواهد عبر التاريخ إن مصر محروسة برعاية آلهية و هذا لطف ما بعده لطف و عناية ما بعدها عناية،فتلك ليست اماني (فالقاضية ممكن)