بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

ما الأكثر صحية؟ الحمام المطول أم الدش السريع؟

كتبت هيام فؤاد -

ماذا تفضلين، أخذ حمام مطول أم دش سريع؟- ربما هذا القرار قرارك، لكن ما يجب أن تعرفيه هو أن الروتين اليومي قد يؤثر عن غير قصد على كيفية رؤيتك للاعتناء بجسمك. وبعيدا عن الافتراضات والمعتقدات المجتمعية، ربما يجدر بنا أن نسأل “ما هو الأكثر إفادة لصحتنا، الحمام المطول أم الدش السريع؟” ومع أن الإجابة عن هذا السؤال قد تعتمد بشكل رئيس على تفضيلات الأفراد الشخصية؛ لأن الأمر يختلف من شخص لآخر، لكن هناك على ما يبدو جوانب علمية تحسم الجدال حول هذا الأمر.

قال محرر النشر الصحي بجامعة هارفارد إن الأعراف والمعايير الاجتماعية هي المحرك الرئيس للأمريكيين فيما يخص عادات استحمامهم كل صباح بعد مرحلة البلوغ. وورد في مقال نشره موقع Metrolina Dermatology “يتفق أطباء الأمراض الجلدية بشكل شبه عام على أن الحمام أو الدش السريع يوميا ليس ضروريا أو مثاليا لمعظم الناس. نعم ما سمعتموه حقيقي. يمكنكم أخذ استراحة من الاستحمام كل صباح”. وقال الباحثون إن الاعتناء بالنفس هو فرصة للتجديد والانتعاش بعيدا عن الروتين الصارم، وهو أيضا فرصة لمحاولة الاستمتاع بالدلال والابتعاد عن أية ضغوط أو مشاكل. وأضاف الباحثون أن الاستحمام كل يوم ليس أمرا ضروريا، ما لم تكن هناك نشاطات يومية مثل التعرق، التعرض لمواد كيميائية، بكتيريا مفرطة أو روائح كريهة.

إلى ذلك، أثنى باحثون على كلا الخيارين من الناحية الصحية، موضحين أن الدش البارد يعزز الدورة الدموية وكذلك الدش الدافئ يعمل على تهدئة العضلات، أما الاستحمام فيعني الاسترخاء الفوري، والفكرة التي أراد الباحثون توضيحها بهذا الخصوص هي أن لكل خيار إيجابياته وسلبياته، وأن التوازن هو كلمة السر في هذا الأمر. وقال الباحثون إن أي دش يمكن أن يتحول إلى سبا لمدة 30 دقيقة، أما القيام بأعمال النظافة الشخصية أثناء الدش فهو أسرع طريقة لتنظيف الجسم. هذا وتمتد فوائد الاستحمام لما هو أبعد من غرض النظافة، حيث ثبت وفق ما أورده موقع “هيلث لاين” أن الدش البارد قد يعالج الاكتئاب ويخفف من توتر العضلات، كما أن أخذ دش في الصباح الباكر بمثابة طريقة رائعة في واقع الأمر لإيقاظ الجسد والعقل.

وحذر خبراء في الوقت نفسه من أن استخدام مياه ساخنة بشكل زائد قد يستنزف الزيوت الأساسية والدهون التي تفيد البشرة وفروة الرأس، مؤكدين أنه من الأفضل الاعتماد على الدش الدافئ أو البارد جزئيا لضمان الحصول على أفضل النتائج في الأخير. ولك أن تعلمي أن الاستحمام يهدئ المشكلات أو الحالات الجلدية، يوازن مستويات الأس الهيدروجيني ويحسن النوم، وأن إضافة زيوت عطرية لمياه الاستحمام أمر من شأنه أن يعزز التجربة ويزيد من درجة الاستمتاع طوال فترة الاستحمام. وأشار الباحثون في الأخير إلى أن الحمام المطول والدش السريع وسيلتان فعالتان في الواقع على صعيد النظافة الصحية، وإن نصحوا بعدم الإفراط في أي منهما، واختيار الأنسب لكِ وفق متطلبات ومقتضيات نمط حياتك على صعيد العناية الذاتية والشخصية.