بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

النائب أحمد قورة يكتب لبوابة الدولة الاخبارية .. مصر وليبيا وزيارة تاريخية

-

- زيارة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، وعددا من الوزراء، إلى العاصمة الليبية طرابلس، جاءت في توقيت مهم للغاية تعكس المنظور المصري للتعامل مع الملف الليبي بشكل عام، وحرص مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى ،على تقديم جميع انواع الدعم والمساندة للدولة الليبية الشقيقة لاستكمال خارطة الطريق داخل ليبيا ،ومدى حرص القيادة المصرية على أمن واستقرار ليبيا واجتياز محنتها وتجديد شرعية المؤسسات في البلاد.

- نحن سعداء بهذه الخطوة للغاية، ليبيا ليست جارة بحكم الجغرافيا، لكنها شقيقة بحكم التاريخ والحاضر

والمستقبل، وترسخ لمرحلة جديدة من التعاون والتنسيق بين القاهرة وطرابلس تجاه جميع القضايا التي تهم البلدين والدول العربية.

- مضمون الرسالة التي يحملها الدكتور مصطفى مدبولى من تلك الزيارة إلى الأشقاء في ليبيا تؤكد مدى حرص القيادة المصرية على أمن واستقرار الجارة الشقيقة التي تحتاج للدول الشقيقة والصديقة لاجتياز محنتها وتهيئة المناخ لإجراء الانتخابات في 24 ديسمبر المقبل وتجديد شرعية المؤسسات فى البلاد.

- الواقع يؤكد إن أبناء الشعب الليبى يتطلعون إلى دور مصري أكثر فاعلية خلال الفترة المقبلة لثقتهم في القيادة المصرية التي لا توجد لديها أي أطماع في ثروات ليبيا وتطمح فقط لإرساء الأمن والاستقرار في الجارة الشقيقة ودعم مؤسسات الدولة لبسط سيادتها الكاملة على البلاد وتأمين الحدود المشتركة.

-الزيارة حملت نتائج مبهرة وغير مسبوقة ،خاصة المباحثات المهمة بين الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري وعبدالحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية وفى مقدمتها التوقيع على إحدى عشرة وثيقة لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مجالات مختلفة ومنها التعاون المشترك ومذكرة تفاهم بشأن التعاون الفني في مجال المواصلات والنقل، ومذكرة تفاهم بشأن التعاون في تنفيذ مشروعات الطرق والبنية التحتية، واخرى في المجال الصحي والتوقيع على مذكرة بشأن التعاون في مجال القوي العاملة، والاستثمار في مجال الكهرباء وتوقيع ثلاث اتفاقيات في مجال تطوير الكهرباء، كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم بشأن الربط الدولي للاتصالات، ورفع السعات الدولية في منظومة الالياف البصرية، واخرى في مجالات التدريب التقني وبناء القدرات، ووقع وثائق التعاون الوزراء المعنيون من الجانبين، ومسئولو الجهات المختصة، فضلاً عن إتفاق الجانين المصرى والليبى على عقد إجتماع اللجنة العليا المشتركة بين مصر وليبيا قريباً على أن يتم عقدها في القاهرة ،وتشغيل خط ملاحى بحرى بين البلدين قريباً.

- لقد اتفقت ليبيا ومصر على وضع صيغة ورؤية جديدة للعلاقات بين البلدين وتعزيز التعاون المشترك بين القاهرة وطرابلس في جميع المجالات بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين في كلتا الدولتين، وفقما جاء في الإعلان المشترك الذي صدر في ختام مباحثات الحكومة المصرية، برئاسة مصطفى مدبولي ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة التي جرت أمس الثلاثاء في العاصمة طرابلس بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين المختصين من الجانبين.

- وجاء في مقدمة الإعلان المشترك الذي صدر في ختام زيارة الوفد المصري إلى طرابلس أن زيارة مدبولي ووزراء الحكومة المصرية إلى العاصمة الليبية جاء «انطلاقًا من علاقات الأخوة المتينة، وحسن الجوار والقاسم التاريخي المشترك، الذي أفرز روابط الدم، ووحدة المصير، ووشائج القربى التي تربط الشعبين الشقيقين في دولة ليبيا وجمهورية مصر العربية. وتجسيدًا للإرادة السياسية الموحدة التي تضطلع بها قيادتا البلدين، ورغبتهما السامية في الرقي بمستوى التعاون المشترك إلى التكامل والشراكة الاستراتيجية؛ بما يتواءم مع طموحات شعبيهما في حياة زاهرة مشتركة يسودها الأمن والوئام، والترابط الاجتماعي والاقتصادي التام».

- وأوضح الإعلان أن زيارة الوفد المصري تأتي في إطار «متابعة وتقييم ملف التعاون، وما تضمنه من نتائج تصب في تكريس مسيرة التعاون الثنائي، وتطوير آفاقها المختلفة لخدمة البلدين الشقيقين، وتكريس رغبتهما الصادقة في تحقيق الأهداف المرجوة، وإزاحة كل ما من شأنه أن يقف حائلا دون ذلك، ورغبة البلدين في تعزيز العلاقات الثنائية المشتركة، والتنسيق من خلالها في توحيد الرؤى، وبناء سياسة موحدة تجاه جُل القضايا السياسية في مستوياتها الإقليمية والدولية، وبحث السبل الكفيلة بتطويرها لخدمة المصالح المشتركة لكلا البلدين.

- لقدحظي من خلال متابعة وسائل الاعلام العربية والعالمية ،الوفد المصري رفيع المستوى، برئاسة مدبولي باستقبال رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة وعدد من مسؤولي الحكومة الليبية، الذين ثمنوا «دور أرض الكنانة الريادي في تقريب وجهات نظر الفرقاء الليبية؛ والتي أثمرت جهودها مع المساعي العربية والدولية الأخرى إلى رأب الصدع، وتوحيد الصف والكلمة في بلادنا الحبيبة».

- لقد تباحث الجانبان خلال الزيارة المهمة في كاافة القضايا السياسية والاقتصادية ذات الاهتمام المشترك، واتسم اللقاء «بتطابق وجهات النظر حيالها، ووضوح الرؤية التي انبثقت من صدق النوايا، مع العزم الأكيد للسير نحو تطوير العلاقات الثنائية في شتى المجالات، وعلى مختلف أصعدتها السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية» وفق الإعلان المشترك،وعقد الجانبان اجتماعًا موسعًا في طرابلس «بناء على حتمية تنسيق الجهود في ظل الظروف الاستثنائية الراهنة، وصياغة الخطوط العريضة لمسار التعاون المشترك، تناول كُل القضايا والعلاقات الثنائية ذات الاهتمام المشترك».

- أكد الجانبان، خلال مباحثتهما على أهمية التنسيق المستمر بين البلدين، وإمكانية توحيد موقفهما من مختلف القضايا الثنانية، والإقليمية، والدولية، مع التأكيد على أهمية حماية ليبيا لسيادتها على أراضيها، ووحدتها السياسية، واستقلالها ،والتأكيد على أن مجلس الرئاسة، وحكومة الوحدة الوطنية هما السلطة التنفيذية الشرعية الوحيدة في ليبيا، والتي أفرزتها نتائج الانتخابات في اجتماع الحوار السياسي الليبي.

- لقدأعلنت ليبيا ومصر خلال تلك المباحثات عزمهما على العمل بالتنسيق والتعاون، وتبادل الخبرة والرأي لإجراء العملية السياسية، التي ستؤدي إلى الانتخابات العامة في 24 ديسمبر 2021م بطريقة سلسة، ومحددة، مع التأكيد على أن حل المشاكل السياسية لا يتأتى إلا من خلال الطرق السياسية السلمية، التي أقرتها المواثيق السياسية الدولية، والمحلية ذات الشأن».

- لقد صاغ الجانبان المصرى والليبى رؤية جديدة للعلاقات ودور مصر للمساهمة ،البناءة في ضبط الأمن المشترك، والاستقرار بما يضمن سلامة أراضي الجانبين ،ووضع صيغة للعلاقات بين البلدين وفق رؤية جديدة من منظور التطور في العلاقات الإقليمية والدولية، وما يفرضه من تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية، وبما يؤدي إلى تجنيب البلدين أي تدخلات خارجية إقليمية أو دولية، وبما يحول دون اصطفافهما في محاور أو تكتلات مشبوهة أو معادية لأي منهما، ويطلبان التسريع بخروج التشكيلات الأجنبية المسلحة من الأراضي الليبية.

- لقد اتفق الجانبان على البحث عن صيغ مشتركة لعقد لقاءات بين البلدين على مختلف المستويات وبشكل دوري، مما يسهم في تعزيز العلاقات الثنائية، ويبني جسور الثقة والوئام بينهما ،وحثا على تشجيع التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين الشقيقين من خلال رجال الأعمال والمستثمرين، وتسهيل حركة السلع والبضائع فيما بينهما، مع الرغبة المؤكدة لزيادة المبادلات التجارية من خلال حث الفعاليات الاقتصادية في البلدين لإجراء اتصالات مباشرة، وتشجيعها على تكوين شراكة فاعلة، مع ضرورة المشاركة في الأنشطة الاقتصادية والمعارض، التي تُقام في أراضيهما.

- كما أتفق الجانبين على تشكيل فريق عمل مشترك مختص يعهد إليه العمل على تحديث الإطار القانوني الموقع بين البلدين الشقيقين بما يتلاءم مع التغيرات والتطورات التي طرأت في مجالاتها، ويضمن المصلحة المشتركة للجانبين،والدعوة إلى عقد اجتماعات الدورة الحادية عشرة للجنة العليا المشتركة الليبية المصرية، واللجان القطاعية المنبثقة عنها في إطار تطوير وتعزيز علاقات التعاون المشترك بين البلدين».

- واتفقت ليبيا ومصر كذلك على تبادل المعلومات المتعلقة بمكافحة التهريب من الجهات المختصة في هذا المجال ،وتفعيل وتعديل الاتفاقيات السابقة المتعلقة بالاستثمارات المشتركة من خلال إعطاء المزيد من الامتيازات والتسهيلات الإجرائية لمشاريع التطوير للاستثمارات القائمة والمستقبلية المشتركة، وتبادل الخبرات في مجال الطاقات المتجددة، وبرامج كفاءة الطاقة، كما سجل الجانب الليبي طلبه في مساعدة جهاز الطاقات المتجددة بندب خبراء من مصر الشقيقة لرفع كفاءة العاملين بجهاز الطاقات المتجددة».

- لقد أعلن الجانبان استئناف رحلات الطيران بين البلدين أسوة بشركات الطيران التابعة للدول الأخرى، والتي تسيررحلاتها إلى مصر ما يسهل تنقل المواطنين بين البلدين، إضافة إلى تشكيل مجموعة عمل مشتركة من مختصي البلدين في مجال الزراعة والثروة البحرية يعهد لها تطوير ميادين التعاون المختلفة في هذا الإطار، وفتح الخطوط البحرية للركاب والشحن بين موانئ البلدين ،والتعاون في مجال الرعاية الصحية الأولية، وتشكيل لجنة مشتركة بالمناطق الحدودية لمكافحة الأمراض السارية، ومكافحة الوضع الصحي الوبائي ،ودعم المشاركات في الفعاليات الثقافية التي تقام في كلا البلدين.

- وبشأن التعاون الأمني، أكد الجانبان إدانتهما للارهاب بجميع أشكاله وصوره، ودعيا إلى إنشاء منظومة معلومات وقاعدة بيانات مشتركة لمكافحة الإرهاب، ورصد ومتابعة وتبادل المعلومات حول الأنشطة الإرهابية، وحصر العناصر الإرهابية في البلدين، وإعداد دليل موحد للعناصر المطلوبة، والمشتبه فيها، وتسيير دوريات حدودية مشتركة، وإقامة نقاط أمنية ومراقبة على طول الحدود البرية والبحرية، والتعبنة العامة ضد تمويل الإرهاب، وتبادل الخبرات بين البلدين في هذا المجال، وتشكيل قوات مشتركة بين البلدين لمكافحة الإرهاب ميدانيًّا، فكريًّا، وإعلاميًّا.

-على أن يكون ذلك من خلال «وضع قاعدة بيانات ومراقبة المعاملات المالية، وتمويل الجمعيات الخيرية، والعمل على إنشاء هيئة مشتركة لمكافحة تبييض الأموال، وكذلك مكافحة الجريمة المنظمة، والهجرة غير الشرعية» و«إنشاء تعاون واسع في مجال التدريب، والتأهيل في الميادين المختلفة، وذلك بحسب الحاجة إليها، وما تقتضيه المصلحة بالخصوص».

- لقد عبّر الجانبان في ختام الزيارة عن ارتياحهما التام للأجواء الأخوية الودية التي سادتها، وللنتائج المهمة التي توجت بها أعمالها، وأعرب رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، عن تقديره وامتنانه لحسن الاستقبال وكرم الضيافة التي حظي بها، والوفد المرافق له طيلة فترة وجودهم في أرض ليبيا الشقيقة.

-حقاً وبشهادة حكام الامة العربية ، فإن مصر قلب الامة العربية ، لها دورها التاريخى الاستراتيجي والمحورى فى العالم العربى في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار، فقد قدّمت مصر كوكبة من الشهداء من خيرة أبنائها الذين سقطوا في معارك الشرف والانتماء والكرامة، دفاعًا عن مصر، وعن الأمة العربية وصيانة ووحدة الأراضي العربية وسلامتها وحفظ مصالحها.