بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

تحقيق الرضا النفسي

-

وُلد الإنسان بفطرة الغيّرة وحب التملك، ولكن في كثيراً من الأحيان، تعتري الإنسان بعض التحديات، فيشعر بالنقص، ويُعد الرضا عن النفس  حالة يتطلع جميع الناس لتحقيقها والوصول إليها، من أجل اختيار الأفضل دوماً لهم، والترفع عن كل ما لا يتطابق مع حاجاتهم النفسية، أو سلوكياتهم، أو عاداتهم، والجدير التنويه عليه هنا، أن السخط عن النفس وعدم الرضا، لا يُغيّر من واقعهم المُعاش ذرةً، وعلى النقيض تماماً، يحمل أثاراً سلبية على نمط حياتهم، لذا من الواجب إتباع مجموعة من الخطوات التي ستأخذ بيدهم نحو الأفضل لتحقيق الرضا النفسي الذي يطمحون إليه، بعيداً عن التذمر والسخط، من أجل تغيير نمط وواقع حياتهم المُعاش.

 مجموعة من الخطوات تُساعدك على  تحقيق الرضا النفسي

مجموعة من الخطوات لتحقيق الرضا عن النفس وللتوقف عن السخط والتذمر

الإحساس بالنعمة وصّونِها

قد يعيش الإنسان دور المظلوم نتيجة لما يراه من حوله من أُناس ناجحين، أو أكثر جمالاً، أو صحةً، ولكنه حقاً لا يدري حجم النعمة التي يمتلكها، فهناك العديد من الأشياء يجب على الإنسان أن يصونها ويحافظ عليها، كالصحة، أو العِلم، أو الذكاء، أو القدرة على الابتكار والاختراع، أو امتهان مهارة ما، فكل هذه النِعم وأكثر، يجب أن تزيد من رضا الإنسان على نفسه، والكفٍ عن التذمر، والسخط، والتطلع للآخرين.

تقبلّ نفسك كما أنت

قبولاً لذاتك هو المفتاح الذهبي لقبولك للآخرين من حولك، فبعض الناس يشعر بالتذمر وعدم الرضا عن ذاته بسبب عدم قدرته على تغيير لون بشرته، أو لون عيونه، أو حتى زيادة وزنه، ولكن شعورك بالرضا عن نفسك قد يلغي في نظرك التصور الكامل للأشخاص الآخرين، ويجعلك ترى أن هناك أشخاص لا فائدة منهم، ولا جدوى، وأنك تتميز عنهم بأشياء آخري.

لا تحاول إرضاء الجميع من حولك

إرضاء الجميع غاية لا يُمكن إدراكها أبداً، وهو أمراً أشبه بالمستحيل، فهناك المُحب وهناك الكاره، هناك المُشجع وهناك المُحبط. لذا، من الواجب عليك أن تتقبل الآراء ممن حولك، مع الأخذ بالآراء الإيجابية، ودحض الآراء السلبية بعيداً، لأن التفكير في الأمور السلبية لن يُغنيك شيئاً، بل بالعكس، سيزيد من إحباطك، ويقلل من إبداعك، كُن أنت الشخص الإيجابي دوماً، وساعد غيرك، فهناك حتماً من يحتاج لنصيحتك، فكلما استمتعت لمشاكل الآخرين، والمعوقات التي طرأت في حياتهم، كلما أضفت لسجٍلك في الحياة شيئاً جديداً، فكل هذه الأمور ستساعدك حتماً لأن تطور من نفسك، وتشعر بالرضا الخالص عنها.   

اكسب حب الآخرين من حولك

قبل أن تحاول كسب قلوب وحب الآخرين من حولك، يتوجب عليك أن تُحب وتُقدر نفسك أولاً، وأن توفر لنفسك كل ما تحتاج، ومن ثم كرس وقتك لتقديم يدٍ العون لغيرك، انصحهم، واستمع لآرائهم، وشجعهم على شحذ هممهم، لكي تنال حبهم وتقديرهم، مثلاً، إن كان هناك أحداً من أصدقائك يُعاني من إحدى أشكال الإدمان، كإدمان القمار على سبيل المثال، أو يُعاني من مشكلة ما أثناء ممارسة ألعاب المقامرة، فما عليك إلا أن تبحث عن كيفية مساعدة شخص مع مشكلة القمار ، وقدم له النصيحة، وخذ بيده لتجاوز هذه المشكلة، فكل هذه الخطوات حتماً، ستزيد من حبه وتقديره لك، وبالتالي ستنعكس أثارها على نفسك، فتشعر بالرضا التام، وستزيد ثقتك في نفسك.

لا تقارن نفسك بالآخرين من حولك

تجب الدخول في دوامة مقارنة نفسك بالآخرين، لأن هذا الشيء لن يُغير من الواقع، بل سيزيد من حدة إحباطك، وتعقيدك، وقد يؤدي إلى طمس إبداعك. لذا، يُنصح أن يبدأ الإنسان بالنظر إلى ما يميزه عن غيره، وأن يحاول إظهار إبداعاته في المجالات المختلفة، وهذا الشيء بالتأكيد سيعود بالنفع عليه، ويُشعره بالرضا.

أعطي لنفسك فرصة آخري  

من المُسلم به أن كل ابن أدم خطاء، فغالباً ما تعتري الإنسان مجموعة من المشاكل، وفي بعض الأحيان يرمي الفرد  أخطاءه على أكتاف غيره، هرباً من مشاكله، أو لعدم قدرته على إيجاد الحلول المناسبة لها، ولكن هذا لن يُفيد بشيء أبداً، لذا من الواجب على الفرد أن يتصالح مع نفسك، ويغير من سلوكياته نحو الأفضل، فضلاً عن أن كثرة الأسف لن تُجدي نفعاً، بل يجب أن يُحدث الفرد نوعاً من التغير في واقع حياته؛ لكي يشعر بالرضا الذاتي عن نفسه، الأمر الذي سيمنحه قوة من أجل الاستمرار والمُضي قدماً إلى الأمام.

حوّل نقاط ضعفك إلى قوة

لكل إنسان نقاط قوة ونقاط ضعف وهذه حقيقة نؤمن بها ونتعايش معها، ولكي تكُفَ عن جلد ذاتك، و الترفع عن كل ما لا يلائمك، ابدأ بالبحث عن النقاط التي تميزك، واعمل جاهداً على إبرازها، ولا تعطي مجالاً لأحد أن يُشكك في قدراتك، ولكن لا تتجاهل نقاط ضعفك، بل قُم بتحديدها وثابر على تطويرها، فكلما فكرت بطريقة إيجابية، كلما زاد رضاك عن نفسك.  

أطلب مساعدة الآخرين

قد يشعر الإنسان بالحرج من طلب المساعدة من الآخرين، خاصة أصحاب الاختصاص، ولكن عاجلاً أم أجلاً، ستبدأ بالبحث عن أحد الأشخاص المُقربين لكي تسرد له كل ما يعتريك من مشكلات في سلوكياتك، أو شخصيتك، أو نقاط ضعفك، وهذا ليس خطأ، فأحياناً يرى الأشخاص الآخرين أشياء في سلوكياتنا، والتي غالباً تكون بحاجة إلى تصحيح، لا نستطيع نحن كأفراد رؤيتها، أو تحسينها، وبالتأكيد هؤلاء الأشخاص سيأخذون بيدنا لتصحيح الأخطاء، والعمل على تطوير وإبراز الأمور الإيجابية بداخلنا، ولكن عليك أن تختار الشخص المناسب؛ لتسرد عليه كل ما يعتريك من مشكلات، وهذه من أنجح الطرق لكي تبدأ بدحض العادات السيئة، وتتقبل رضاك النفسي، وتقف على الطريق الصحيح لدعم ذاتك.