بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتبة آية الواحى تضع نواة روايتها الأولى “الحب الرمادى”

-
كتب: كريم زيادة نشرت الكاتبة آية الواحى نواة روايتها الأولى المنتظر طرحها بمعرض الكتاب تحت عنوان “الحب الرمادى” ، وتناقش فيه حالات الحب بين الشباب من منظر مختلف يلقي الضوء على تلك الطاقات وتأثيرها على الشباب والفتيات فى أعمار مختلفة. وجاء الجزء المنشور كالآتي: جذبني حيث شاء، استقطبني إلى تلك المنطقة التي طالما نفرت منها، ما زال يسحرني كعادته، أتعجب لتلكع الكلمات عند طرف لساني! إنها تأبى الخروج، تضيق الحلق، وتُقبض النفس، وتُشغل العقل، وتألم القلب مرة تلو الأخرى، زمام أموري بيديه يقلبها كيف يشاء، يُسكنني حيث أراد ليشعرني أنّي مكبلة بهبات مشاعره النيئة. هل اِسْتَحَليتُ الألم! هل للمرار مذاق طيب؟ ألن يحاسبني الله على ظلمي لنفسي! تساؤلات لا يتوقف عقلي عن تكرارها حتى في غفلتي، ومع ذلك لا أتذكرها وتصبح هباءً منثورًا حينما يباغتني بقوله: “يسعد صباحك”. نوبة من الصمت، حدقتا عيناي تتسعان وكأن ضوء شاشتي اخترقهما، حديثنا القصير لم أتوقعه وأثار الحيرة داخلي، فتأكيده على اعتزازه وتمسكه بـ”صداقتنا” أمرٌ مفزع لا يستوعبه عقلي ويختلع قلبي من مأمنه. كيف يتحول الحب إلى صداقة؟ هل الأمر يحتاج زر قرار فحسب؟ أهو سهل! هل العيب فيّ! هل كان الأمر مجرد اندفاع مشاعر! أما لهذا الكابوس أن ينتهي؟ ألن يلتأم شتات عقلي ويجيب!.. الأسئلة تتصارع في رأسي تكاد تفتك بي!. أتعجب لحبال العشم التي طالت كلما انقطع الوصل، فقراءتي لأحاديثنا القديمة المطولة تزيدني نشوة، وتبعث في عروقي روح الحب من جديد، وكلماته تدق قلبي وكأني أقرأها لأول مرة، ثقتي بحبه ترفعني لسمائه العالية، التي لا يمتلك مفاتيحها سواي، وليت تلك اللحظات تطول، فما استفاقت خلايا عقلي من سكرها حتى أسقطتني أرضا، ودعكتني في حقائق غضتت عنها بصائري. لكني لازلت انتظره، واتمنى لو حادثني بالخطأ لأسمع صوته، ملامحه لا تغيب في صحوي ونومي، أكنت أحبه بهذا القدر!، هل جننت أم أن أنفاسه تحاوطتي! رائحته لا تزال بملابسي! ضلوعي تبحث عن أحضانه! مدامعي اشتاقت لصدره! أوجاعي لن يداويها سواه!.. يا رباه متى أعود لرشدي!.. فحقا أحاديث الأصدقاء مملة. سألجئ لتفكيري، وحتما سيهديني، سأدع عقلي ينتصر على لعنات قلبي، فالاستقطاب البائس والمستنزف لقواي لابد أن يكون مصيره الزوال، وعليه مواجهة إدعاءات زحزحتي من خانة الحبيبة إلى حُقُّ الصديقة، لن أترك نفسي لصراعات الحب تهزمني، أو تستمر في إيلام قلبي واستهلاكي على حساب لحظات العشم المؤذية. أعلم أن الخانة الرمادية بين الحب والصداقة تعني مرض نفسي وشيك، وتشتت عقلي هادم، ساتشبث بمقومات عقلي، فلا مكان للرمادي في حياتي فإما أبيض السلام.. وإما أسود السلام والحب أيضا، فقط الأمر يحتاج قراري الجدي لشراء نفسي ولو بثمن بخس وانتشالها من وحلها.