بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتبة الصحفية إلهام حداد : تكتب - اختارمرشحك صح

-

مع بداية غداً الخميس فتح باب الترشيح لانتخابات مجلس النواب التى ستجرى اولى مراحلها ايام السبت والأحد 24 و 25-10 -2020 فإن أكثر ما يستهويني في المرشح هو أسلوبه في الحديث و قدرته على الإقناع و الفكر الذي يحمله و لهذا فأهم صفات المرشح المقبل أن يكون أكاديميا و متخصصاً في مجال عمله و لا يكون يقرأ و يكتب فقط ، خاصة وإن البرلمان القادم ليس بالبرلمان العادى، بل يعد الأهم والأصعب والأخطر فى تاريخ المجالس النيابية فى مصر، نظرا لطبيعة التحديات الداخلية التى تواجهها مصر عبر مستويات متعددة سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية، أو على المستوى الإقليمى أو الدولى، من مؤامرات خارجية من قبل بعض الدول الإقليمية أو قوى دولية تدعم التيارات المتطرفة، لذلك فأننا نضع كل آمالنا وطموحاتنا على هذا البرلمان.

إن كثرة المرشحين و تعالي أصواتهم و تنوع برامجهم الانتخابية لن تؤثر على اختيار الأكثر كفاءة و قدرتة على العمل فمن غير المعقول ان يختار الناخب المتسلقين والساعين إلى المصلحة الشخصية ويطالبهم بالاصلاح لأن الاصلاح لا ياتي إلا من أصحاب الكفاءة و النزاهة.

وهنا يبقى دور الناخب الذي يعتبر اهم من دور العضو في مجلس النواب ، فهل المواطن جاد في حسن الاختيار؟ ان حسن الاختيار سيضع البلاد في مأمن من الازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ،وسيجنبها الكثير من الأزمات فلنبتعد عن الحزبية والقبلية والطائفية ولنعمل بروح واحدة ونفس واحد تحت شعار واحد اسمه « مصر الام والوطن » ولنضع مصلحة مصر فوق كل الاعتبارات ولنخدم وطننا الحبيب عبر اختيار المرشح الأفضل ولنجرب ضخ الدماء الشابة في مجلس النواب والاستفادة مما تعلموه في حياتهم العلمية بدلا من اختيار مرشحين كونهم ينتمون لتكتلات او احزاب او طوائف او قبائل.

إن الواجب على كل ناخب النظر إلى مصلحة بلده و اختيار الافضل والابتعاد عن القبلية و الطائفية لأنها تهدم الاوطان وتفكك المجتمعات.

 يجب علينا أن ندقق في إختيار من يصلح من المرشحين وأن نبحث عن «النزاهة» من لا توجد عليهم قضايا او من تكون يداه ملطختين بالفساد والشبهات وشراء الاصوات والتورط في القضايا والتدخل في مؤسسات الدولة لنصرة مواطن على آخر وهضم حقوق الآخرين وهذه النقطة مهمة جدا يجب ان ينتبه لها الناخب في اختيار المرشح للانتخابات المقبلة، و ان يكون المرشح قويا يتحمل المسؤولية في جميع انواع القضايا وابرزها الحساسة التي تمس الوطن والمواطن بالدرجة الاولى ، وان يكون رأيه لمصلحة الوطن اولا ومن ثم المواطنين وألا يجامل ناخبيه على حساب الوطن ..

ايها المواطن الكريم، لا تنتخب من ينزل إليك بدائرتك الانتخابية ، ويحاول ان يشتري صوتك سواء بالمال او السلع اللحوم – الزيت – السكر ،أو يرهبك بالبلطجة أو الطرد من الجنة أو الرمي في النار أو يضرك بشكل مباشر او غير مباشر فهذا المرشح ليس لديه برنامج انتخابي محترم فالقانون يمنع مثل هذه الممارسات ، ولو كان يملك برنامج محترم لما لجأ لمثل هذه الوسائل .

وهنا نؤكد دوما اننا لا نختار من يملك المال فهو لن يستطيع ان يعطيك الزيت والسكر أو البطاطين طوال فترته تواجدة تحت القبة  فمهما كانت ثروته فردا كان ام حزباً  لن يستمر في العطاء ،وانما نريد من يملك العلم بما يجب ان يكون عليه مستقبل مصر الخبير بالسياسات والقوانين صاحب البرنامج الاصلح.

أيها المواطن الكريم، انتخب من لديه فكرًا وطنيًا يريد أن ينمى به بلدك، انتخب القادر على تشريع قوانين تضمن لك عيشة أفضل، انتخب من لديه القدرة على مراقبة الحكومة التى تعين لخدمتك أنت ولإدارة ممتلكات بلدك،انتخب من ترى فيه قدوة ومثلا ونموذجًا عادلاً يستحق أن تنصبه حارسًا عليك وعلى أسرتك، انتخب من ترى فيه الصدق وحب الوطن والإيثار.. انتخب من ترى فيه الأمانة وحبه الشديد لخدمة مصر والمصريين .

أيها المواطن الكريم، أنت وحدك من يقرر مصير هذا الوطن، أنت وحدك من يضمن عيشة كريمة لأولادك وأحفادك، أنت وحدك صاحب هذا الوطن وصاحب الحق فيه، واعلم أنك كنت السبب الرئيسى فى انهياره طوال العقود الماضية وليس النظام أو الرئيس كما تظن.. فالرئيس تغير أكثر من مرة والنظام سقط وجاء بديله.. واعلم أيضًا أنك الوحيد القادر على إحياء هذا الوطن من جديد.. وأنك القادر على البطش بالفاسدين والدفع بالصالحين.

أيها المواطن الكريم، انت الجانى وأنت المجنى عليك.. وبيدك لا بيدى عمرو، تستطيع أن تغير هذا الوطن ليرى مكانته التى يستحقها بين الشعوب.. لا تفرط هذه المرة فى حقك ولا فى حق أسرتك.. واذهب لتنتخب من يمثلك فى مجلس النواب بصدق وحيادية دون أى تأثير أو ضغوط.

لقد اعجبتنى كثيراً جداً مبادرة " إختار مرشحك " ،للدكتور أحمد السبكى مؤسس حركة وعى للتثقيف السياسى ،والتى تهدف الى تعريف المواطنين بحقوقهم خلال الإستحقاقات الإنتخابية وكيفية إختيار المرشحين دون توجيه لحزب أو أشخاص بعينهم، وذلك من أجل التعرف على الحقوق والواجبات التى تؤهل إدارة الحياة السياسية بشكل جيد وفعال دون صراعات بين أشخاص أو كيانات حزبية، وذلك للوصول الى الحالة المرضية التى تؤهل الناخب على الإختيار المنضبط وتؤهل النائب بعد نجاحه فى تنفيذ متطلبات المواطن المصرى سواء التشريعية أو الخدمية وعلى المستوى العام والخاص.

هنا أطالب المصريين بالاختيار الدقيق و " الصح " من أجل استكمال بناء مؤسسات الدولة، وتوفير مستقبل أفضل ، ودعم المسار الديمقراطي، وذلك من خلال المشاركة في التصويت على انتخابات مجلس النواب القادم، خاصة و أن مصر تتقدم بسواعد أبنائها.