بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى مصطفى أمين : يكتب الوعى والمصير

-

عصر التكنولوجيا وانعكاساتة على تدفق المعلومات من المؤكد بات مؤثرا فى تشكيل وغياب الوعى لدى المواطنيين وهو ما يؤثر سلبا بدرجات كبيرة ومختلفة فى الامن القومى فالوعى قضية محورية وحاسمة فى بناء الامم وحماية نسيجها الوطنى وايضا ادراك التهديدات والتحديات التى تتعرض لها وهو ضرورة لضمان بقائها واذا تمكنا من بناء الفرد الواعى بذاته وواقعه عبر تحصين أمنة الثقافى الاجتماعى فاننا نكون قد ضمنا اهم عناصر النجاح على الطريق الطويل لتحقيق التنمية الشاملة فبناء الانسان الواعى المثقف هو قضية الحاضر والمستقبل

ومع تطور التكنولوجيا المعلوماتية وظهور مواقع التواصل الاجتماعى التى استغلاتها الأجهزة التى تعمل فى هذا المجال وجدت ضالتها فى كيفية ايصال الرسالة المطلوبة الى المتلقى فى وقت قصير جدا يقاس بالثوانى لتنتشر بعد ذلك وتحقق الهدف المطلوبة منها وظهرت بوضوح منذ بداء التخطيط لمشروع الشرق الاوسط الجديد والذى يهدف الى اعادة تقسيم منطقة الشرق الاوسط وتدمير الجيوش الوطنية وتغيير عقيدتها تم البدء فى اطلاق مشروع حروب الجيل الرابع من خلال مواقع التواصل الاجتماعى للتمهيد الطريق للعملية الكبرى وهى تدمير الدول ذاتيا من الداخل

واشير هنا الى اننا بمصر تعرضنا لتلك الحرب الجديدة بعد الهجمة الالكترونية عام 2008 واشتدت 2010 عندما بدا مهاجمة جهاز الشرطة المصرية وبث العديد من الاكاذيب بعدها لتكون زريعة للنزول فى عيد الشرطة يوم 25 يناير ومن بعدها احداث 28 يناير2011 وما اعقبها من احداث دامية ومع ابتعاد الشرطة عن المشهد لفترة قصيرة بداءت الحرب الالكترونية ضد الجيش المصرى وهو الحامى الوحيد للدولة المصرية والمحاولات المستمرة لدخولة فى صراع مسلح مع الشعب الا ان القوات المسلحة كانت تستوعب ما يحاك لها لذا دائما ما كانت تفوت الفرصة

بالطبع بعد ثورة 30يونيواشتدت الحملة بالتشكيك فى القيادة السياسية واستمرت تلك الحملة وكان يقاومها الشعب المصرى ومع الاصرار الشعبى بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى اشتدت الحرب اكثرمن اجل ايقاف مسيرة الاصلاح للدولة المصرية والسعى الدائم لكى يفقد الشعب الثقة فى كل شىء واستغلال عملية الاصلاح الاقتصادى لمحاولة نقل اخبار مغلوطة تشكك جميعها فى القيادة وايضا القوات المسلحة لان المعروف ان الجيش المصرى هو السند الحقيقيى للشعب والمعنى بالمحافظة على الامن القومى المصرى وتظهر تلك الحرب وشراستها مع كل تقدم للدولة او للقوات المسلحة واذا نظرنا للهجمة الشرسة لحرب الجيل الرابع ضد مصر فسنجدها جاءت لعدة اسباب اهمها سيطرة القوات المسلحة على الوضع فى سيناء وايضا التحسن الاقتصادى وعودة مصر الى دورها الريادى فى افريقيا والمنطقة العربية

قضية الوعى واختراقة احدثت كثير من المتغيرات الاقليمية والتى تضافرت فيه جميع عوامل التخلف الثقافى والاعلامى وكان هو الركيزة التى تم الاعتماد عليها وها نحن اليوم امام اختبار جديد لمدى نمو هذا الوعى وقدرتة على الصمود عبر ما اكتسبه من خبرات السنوات الماضية فالتحديات والمخاطر والتهديدات تتزايد حدتها وتتعاظم انعكاستها وتتشابك اطرافها ونحن نمر بمرحلة جديدة من الاستهداف الا ان القيادة

السياسية فى مصر وخاصة بعد 30 يونيو بثورتها الشعبية وما افرزتة من نتائج كبيرة ووعيها لما يدورعلى الصعيدين الداخلى والخارجى كان له اثر كبير للعودة الى مركز ثقلها الاقليمى ولعب الدور المؤثر فى جميع المنظمات الاقليمية والدولية والاسهام فى فرض المبادىء الثابتة لسياستها الخارجية فى مختلف قضايا الاقليم حماية للدولة الوطنية وبقاء مؤساستها وعلى راسها جيشها الوطنى واسهاما فى برامج التنمية البشرية المستدامة

ان مايشهدة الاقليم وبالتحديد المحيط الاستراتيجى المباشر فى الدائرتين الرئيستين للامن القومى المصرى ومدا ما يتعرض له من تصعيد غير مسبوق مع مطلع العام الماضى حتى الأن والذى ادركتة الدولة المصرية و بذلت فيه جهودها الكبيرة لمحاولة عدم تدهور الامور والعمل على الحد من تصعيدها سوا على المستوى الداخلى والخارجى وفقا للحسابات السابقة والتى تعاملت معه بوعى ظهرت اثارها الايجابية الكبيرة بوضوح ولكن الاخطر والغائب هنا الوعى الذاتى للموطن والذى لا يدرج التطورات والاحداث الجارية الخطيرة والتى تهدد مستقبل الامن للوطن بسبب التغيب الذى يتعرض له تحت زيف الشعارات الكاذبة والمضلله وهو الهدف الرئيسى من التشويش والتوجية للتحكم فى وعى الشعوب والافراد هو الهدف الاساسى الذى تسعى اليه القوى المالكة للقوة التكنولوجية مستخدمة فى ذلك الوسائل المشروعة والغير مشروعة والهدف الرئيسى من اجل مزيد من التزييف

واشير هنا المشكلة تكمن فى النخبة المزيفة من بعض الكتاب والباحثين والفنانين والأعلاميين ...الخ والتى اسهمت فى المخططات السابقة والتى ساعدت على التزييف ولم يقومون بدورهم المفترض فى تطوير وعى الامة بشتى اتجاهاته ومساراته ولعبو دورا معاكسا للدور المفترض ان يقومو به بالتطوير للوعى نظرا لاهميتة وحساسيتة فى التاثير فى العامه وجر الاغلبية اللمؤثرة لصياغة فكر غالب على الشارع

.وبغض النظر عن التغييب الممنهج التى مارستة النخب الا ان الاكثر خطورة هو تغييبه عن واقعة والتى لعبت فيه وسائل التواصل ومؤسسات اعلامية وثقافية دوركبير فى افقاد الحس بما يدور حولنا من احداث جلل بما جعلة غير مدرك لمعطيات مايدور حوله من تحديات وتهديدات ومخاطر ولا قادر على استخلاص النتائج والدروس ولا توجد لديه القدرة على تحقيق غاياته واهدافة ويصبح شخص مشوها

خلاصة القول ان العنصر البشرى يعد من العوامل المهمة نسبيا فى تكوين عناصر القوة الشاملة للدولة وعلينا ان نبدا ببناء الوعى فى هذه المرحلة المهمة من مراحل التطور الثقافى والمعرفى من هنا تاتى اهمية تحقيق الامن الثقافى الذى يعد جزءا لا يتجزا من الامن الاجتماعى والحضارى لاعادة بناء الوعى ليظل الامن الثقافى فى المرتبة الاولى فى هذه المرحلة المهمة من مراحل التطور الذى بلغتة الثورة المعرفيه و تعاظم التحديات والمخاطر التى تواجة الثقافات المجتمعية .

والوعى الذى نؤكد عليه هو عملية تشمل مكونات وعناصر كثيرة اعقدها الثقافة والاعلام لذلك التركيز كله على تغيب هذا الوعى فصناعة الوعى لن تتتاتى الا بالاستفادة الكاملة من جميع الطاقات والكفاءات والبحث عنها واستثمارها فى جذب الناس الى الفكر الوطنى والثقافة الواعية والكاتب والأعلامى الذى يدرك اهمية دورة الحقيقى . فمعركة بناء الوعى المصيرية قضية حاسمة ومحورية ومصيرية فى معركة البقاء التى يراد لنا ان ننهزم فيها فعلينا ان ندرك ذلك لكونة ضرورة وجودية ونعمل عل بناء الفرد الواعى بذاته وبواقعية للنجاح فى المعركة المصيرية .

كانب المقال :- الكاتب الصحفى مصطفى أمين مدير تحرير وكالة أنباء الشرق الاوسط