بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

باب الشعرية.. سمك.. لبن.. تمر هندي فوضي مرورية باعة جائلين أسواق للخراف.. المنطقة لها تاريخ عريق ضاع وسط الزحام

-

كتب محمود شاكر 
ميدان باب  الشعرية   من اقدم ميادين  القاهرة   ويربط  وسط  العاصمة  بمناطق العتبة  والجمالية والظاهر وغيرها من المناطق التجارية والحيوية  
فجأة تحول الميدان الي أسواق عشوائية من باعة جائلين وسوق للخراف   والاستيلاء علي محاور الميدان من سيارات نقل وكارو وتروسيكلات   ويحدث ذللك في غيبة مسؤولي الحي   وناهيك عن شارع الجيش  والذي يعد من أهم الشوارع بالمنطقة  وأصبح مرتع  المقاهي والميكروباص الذين احتلوا الأرصفة والطرق
 

وباب الشعرية  حي شعبي قديم وعريق من أحياء القاهرةعرفت بهذا الاسم نسبة إلى طائفة من البربر  يقال لهم بنو الشعرية  وباب الشعرية هو أحد بابين كانا في جزء من السور الشمالى الذى شيده بهاء الدين قراقوش وزير السلطان صلاح الدين الأيوبي  وكان ذلك الجزء من السور الشمالى به باب البحر وباب الشعرية  وكان يمتد بين الناصية الشمالية الغربية لحصن القاهرة الفاطمى  وبين قلعة المقس التى بنيت عند ضفة النيل في ذلك الوقت وكان موضعها مجاوراً لجامع أولاد عنان الحالى في مكان جامع المقس  وباب الشعرية تقع بين الجمالية والفجالة والأزبكية وتتميّز بالعراقة والشموخ  

تمّ إزالة باب الشعرية عام 1884 بسبب تصدّع مبانيه فقد كان مسجلاً ضمن كراسة لجنة حفظ الآثار العربية لأن أجزاءً منه كانت باقية لذا اعتبروه أثراً من آثار القاهرة الكبرى منها لوحة كبرى مكتوبة بالخط الكوفي مذكور بها بعض المعلومات الخاصة بالبوابة  كما وُجد بعض الأحجار الضخمة التي بُني منها الباب محفور عليها نسور والتي كان يستخدمها المصريون وقتها للإشارة إلى صلاح الدين الأيوبي تبعاً لشجاعته وبسالته في الحروب وبالرغم من التغيّرات التي طرأت على المنطقة إلا أنها لا تزال تُعرف باسم باب الشعرية
وتنقسم المنطقة إلى عدد من الشياخات منها شياخة البنهاوي والشمبكي والصوابي والعدوي وبركة الرطلي ودرب الاقماعية وسيدي مدين بالإضافة إلى وجود شارع يُسمّى أمير الجيوش وهو متفرّع من ميدان باب الشعرية ويطلق عليه أهل المنطقة شارع النحاسين ويوجد به مجمع مدارس من أشهرها مدرسة أمير الجيوش الإعدادية والثانوية ومن الجهة اليسرى تلازمها مدرسة رمسيس التجريبية وتواجهها مدرسة باب الشعرية ويُعدّ هذا الشارع من أقدم شوارع المنطقة الواقعة بين ميدان باب الشعرية وشارع المعز لدين الله الفاطمي وترجع تسميته إلى أمير الجيوش بدر الدين الجمالي الذي كان قائداً لجيوش الخليفة المستنصر بالله
ويتميّز هذا الشارع باحتوائه على بنايات تُعبّر عن الطراز الفاطمي والمملوكي وبالرغم من قدم هذه البنايات إلا أنها لا تزال مسكناً للكثير من أهالي المنطقة  كما يحتوي على بعض المحال فضلاً عن سبيلين للمياه كانا يحرص السقا قديماً على ملء أحواضهما المصنوعة من الرخام بالماء حتى يشرب منهما المارة وثلاثة كتاتيب أثرية لحفظ ودراسة القرآن مثل كُتّاب سليمان جاويش وكُتّاب حسين الشعيبي وغيرها