بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

أمانى الحداد : تكتب علمتنى الحياة

-

 نحن دائما نخطئ فى الاختيار، كأن نهتم بمن لا يكترث، وننظر لمن يغض طرفه، نحلم ونعيش الوهم ، نكتب لمن لا يقرأ، ونعبر لمن لا يشعر، هكذا نحن دائمًا، ومن بين آلاف البشر، لا نحب إلا من لا يبالي! 
"المأساة ... أننا نكتب لمن لا يقرأ .. نكتب لمن لا يهمه الامر .. ونحكي لمن لا يسمع .. ونبكي لمن لا يرى ، ، ونحب من لا يشعر، ونسهر لمن لا يبالي، ونبادر لمن لا يسأل والمأساة الأكبر أنهم عندما يقرؤون ويسمعون ويرون لايفعلون شيئا . 

لقد أرهقت نفسي بالوفاء وبالغت في الحب والاهتمام، لم أكن أدرك أن جمال الاهتمام في عفويته وبساطته قد يؤذينى، وضعت لهم منزلة عالية في قلبي، ورفعت سقف التوقعات بهم... وتوقعُت منهم الحب،وفعلت ما أستطيع فعله ،وكنت أحاول في كل مرة أن أكون رمزاً في الوفاء والحنان والاحتواء،  ولأنني كنت أسامح باستمرار كانوا لا يشعرون بأخطائهم ، ولأنني أبادر كانوا ينسون ،ولأنني أهتمّ كثيراً كانوا يهملون!

أقول: إن الحياة لا تعطي دروساّ بالمجان، فعندما أقول إن الحياة علمتني،نعم علمتنى و دفعت الثمن!  لكن تجاوزت ندمي، وتجاوزت هزائمي الكثيرة ، بعد إن شعرت أنهم يصرون على خذلاني ووجدت إنهم يريدونى حسب حاجتهم ، فأيقنت أنه لا أحد يستحق أن أغير ملامحي من أجله وأن الاهتمام الزائد يفقد الإنسان كرامته! لقد أدركت أن راحة القلب في قلة الاهتمام وأن أقسى ما مررت به كان خيراً عظيماً