الكاتب الصحفى محمد المصرى : يكتب براءة الماس الكهربائى !
أبصم بأصابعى العشرة ، وأقسم بأغلظ الأيمانات .. أن الماس الكهربائى الذى يسبب الحرائق فى الأسواق والمحلات والمنازل .. ويكون هو المتهم الأول دائمًا عند بداية كل حريق أنه برئ من هذا الأتهام .. وأن الإهمال والتسيب والفساد هو المتهم الأول والأخير وراء كل هذه الحرائق وهذا الخراب .. وكانآخرها حريق سوق توشكى بحلوان ، والذى أتى على أكثر من مائة محل وباكية ومخزن .. وتسبب فى خسائر تصل الى 100 مليون جنيه لاصحاب المحلات والباعة الجائلين .!
والحقيقة ان الإهمال فى التوصيلات الكهربائية ، والأحمال الزائدة ، واستخدام أسلاك وأدوات كهربائية غير مطابقة للمواصفات - يتم صناعتها فى ورش تحت بير السلم - وعدم وجود أى وسائل الأمان أو طفايات لمقاومة الحرائق .. كل ذلك هو المسئول الأول وراء استشراء هذه الحرائق اليومية !
وللأسف الشديد أن غياب الرقابة الصناعية ،وغياب الأمن الصناعى و انعدام الرقابة من المحليات أو وزارة الكهرباء أو وزارة الداخلية على هذه الأسواق او الورش الصناعية او المطاعم وراء تفاقم هذا الإهمال الجسيم .وان العاملين بهذه الأماكن يستهترون بكل وسائل الأمان .!
وشاهدت بعينى رأسى بعض الورش والمحلات فى المناطق الشعبية لاتهتم بوجود أى وسائل للأمان ضد الحرائق .. وأن الاستهتار والتواكل هو سيد الموقف فى هذه الأماكن .. وأذكر اننى نبهت أحد اصحاب الورش لخطورة بعض الأسلاك الكهربائية المكشوفة . والتى يمكن أن تسبب مصيبة للورشة .. فكان رده بكل استخفاف " خليها على الله " منتهى التواكل !
اننى أبرأ الماس الكهربائى من كل هذه الحرائق . وأتهم كل المستهترين بأرواح الناس وممتلكاتهم .. وأظن أن لجان مجلس النواب المتخصصة يجب أن تفتح هذا الملف الخطير .. فالوقاية خير من العلاج .
كاتب المقال الكاتب الصحفى محمد المصرى عميد المحرريين البرلمانيين ومدير تحرير مجلة أكتوبر