بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب : الأقدار لا تناقش

-

في لوح الأقدار كُتبت الحظوظ وتحددت المصائر،وننال من الأقدار ماهو نصيب لنا هذا ما يجب علينا أن نؤمن به وندركه حتى تستمر حياتنا وتخف وطأة وجع الفقد ولوعة الفراق. 

قد يُخلق من صدفة واحدة حياة كاملة تعيشها وكأنك قد عشتها من قبل وتدركها كأنك تفهم كل شيء فيها حتى غيبها. 

هل هي كيمياء الأرواح المجندة ؟ أم أنها اختيارات القلب الذي يسير دائماً عكس اتجاه العقل؟ أو أنها تركيبة العناد الإنساني الذي نحاول معه الهروب من الواقع.! 

دقيقتين قد تصنع ذكرى لا تتكرر، نظرة خاطفة قد تسرقك العمر كله وكلمة عفوية قد تنطق بما عجزت عنه مئات الكلمات المنمقة. 

لذلك كن دائما على أهبة الاستعداد لمواجهة ذلك القدر الذي لن يستأذنك ولن يطرق إلا نبضات قلبك، كن واعياً أنك لن تعترض لن تناقش أو حتى تحاول أن توقف هذا السيل فكل سدود وحواجز الحيطة والحذر لن تنفع. 

الحقيقة الوحيدة التي يجب أن تدركها أنه يجب عليك أن تعيش تفاصيل لحظتك كلها حينها تأكد أنك سوف تولد كل يوم تحمل في داخلك يقيناً أن لكل يوم جديد في حياتك رسالة عنوانها (اللحظة ومافيها). 

من عجائب الأْقدار أنها خزائن الأعمار، ، فتعز  ذليلاً وتذل عزيزاً وتغني فقيرا وتفقر غنيا وتشفى مريضا وتمرض صحيحاً وتأخذ من بيننا حبيباً وتخلف لنا حسوداً ، وتأخذ مخلصاً ، وتبقى خائناً، تخطف من بيننا عالماً وتترك لنا من بعدة رؤوساً جهالة يفتون بغير علم فيضلون ويضلون 

عجيبة هي الاقدار، والاعجب منها  أن المؤمن قد روض نفسة عليها ، فمع المصيبة يردد " إن لله وإنا الية راجعون ، ومع الفرحة يقول " الحمد لله رب العالمين "، وفى كل أحيانة يردد  قدَّر الله، وما شاء فعل.

فالقضاء والقدر  أمران متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر، لأن أحدهما بمنزلة الأساس، والآخر بمنزلة البناء، فمن رأى الفصل بينهما فقد أراد هدم البناء.