بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتبة الصحفية هبة سامى : تكتب الوباء يرسم أبناء الوطن بين التجاهل والعطاء

-

لا يكاد يخلو مجلس من ذكر فيروس كورونا ، فقد اصبح واقعا نحيا معه ونعيشه بل ونتنفسه ايضا ، ذلك الوباء الذي أتي من اقصى الشرق ثم انتشر الي كل ارجاء العالم ، وراح يحصد ارواح آلاف البشر ، وتوقفت الحياة – تقريبا – بالصورة التي نعرفها ، خشية الاصابة بالمرض حال كوننا لم نحصل علي مصل او دواء ناجع له حتي الآن , مما اضطر معظم الدول الي اتخاذ اجراءات الحجر الصحي علي مناطق معينة عند اصابتها بالفيروس ، او منع التجول جزئيا او كليا في احوال اخرى .

 وكان من أثار انتشار هذا الفيروس أن توقفت الاعمال
سواء حكومية او خاصة ، فضلا عن العمالة اليومية ، فضلا عن الحاجة الماسة الي توفير
بعض الاجهزة الطبية والادوات التي تساعد المصابين اثناء فترة الحجر بالمستشفيات التي
اكتظت عن آخرها في بعض الدول ، لدرجة أن البعض منها لجأ الي عمل مستشفيات ميدانية كي
تستوعب تلك الاعداد .

ومن هنا راحت الدول
تخصص مبالغ طائلة لمواجهة  تداعيات تلك الجائحة ، إما بتقديم المساعدات
العينية أو النقدية وفي غالب الاحوال المساعدات الطبية ، و وسط ترنح اقتصاد معظم الدول
، كان لزاما علي ابناء تلك الدول ان تساهم بالمساعدات المادية لتشد من أزر الدولة لمواجهة
تداعيات فيروس كورونا المستجد.

لذلك حينما بدأت
الازمة تتفاقم وتزداد اعداد المصابين ، قام القطاع الخاص بزيادة مشاركته المجتمعة لمواجهة
الآثار السلبية للفيروس , ولعل ابرز تلك المشاركات ما قامت به مجموعة طلعت مصطفى من
حزمة تبرعات للمشاركة في مواجهة أزمة كورونا بلغت قيمتها 62 مليون جنيه، توزعت على
عدة أنشطة ، وشركة راشدين إيجيبت تبرعت بخمسين مليون جنيه لوزارة الصحة و صندوق تحيا
مصر ، الإتحاد المصري للتأمين يتبرع  بعشرة
ملايين لصندوق تحيا مصر و عشرة أخرى مماثلة من شركة إعمار للتنمية ، 12 مليون من شركة
بافارية ، 5 مليون من الجمعية المصرية اللبنانية و 2 مليون  من شركة مصر للأسمنت لصندوق تحيا مصر و شركة قنا
السويس تتبرع ب 20% من قيمة الرواتب لصندوق تحيا مصر ، و تبرع القوات المسلحة الذي
بلغ 100 مليون جنيه لتؤكد على كونها مؤسسة تحمي و تبني في آن واحد ، وأيضاً
المبادرات المجتمعية سواء كانت معنوية او مادية التى قام بها رجل الصناعة "
عيد لبيب" والتى رفض أن يكشف عن حجم تمويلها ، وايضا ما قام بة حزب "
إرادة جيل " والذى  يرأسة رجل الاعمال
والبرلمانى السابق المحاسب " تيسير مطر" ، من مبادرات مجتمعية على مستوى
27 محافظة وتبرعة للجيش الابيض ، والتى قدرت بالملايين من الجنيهات ،وأيضاً مبادرات
القيادات في وزارة الثقافة و العديد من أهل الفن و الرياضة فضلا عن العديد من المبادرات
التي أطلقها الشباب المصري لمساعدة وزارة الصحة من جهة و دعم العمالة الغير منتظمة
و متضرري الوباء في مصر من جانب آخر .

و لكن الكثير من مشاهير الممثلين و أغنيائهم و العديد من رجال الأعمال المعروفة أسمائهم لدى الجميع لم نسمع لهم صوت و لا صدى منذ بدء الأزمة ، ألا يخجل هؤلاء من صمتهم و إدعائهم حب الوطن ؟ لماذا لا يهدي أحدهم لمصر الشرائح المستخدمة في تحاليل ال pcr الخاصة بالفيروس بدلا من إستيرادها بأسعار تقدر بأضعاف ثمنها في بلد المنشأ ؟ أزمة كشفت الجميع أمام نفسه أولا قبل الآخرين ، لذلك توقفوا عن إدعاءاتكم بالتضحية من أجل مصر ، فلن يصدقكم أحد بعد اليوم  .

ثم وجدنا دعوة
من رئيس مجلس النواب المصري الي اعضاء المجلس بالتبرع للمشاركة في جهود مواجهة فيروس
كورونا المستجد بالتبرع الاختياري بمكافأة العضوية لمدة ثلاثة أشهر ، وعلي الفور بادرمن
بادرمن الاعضاء بالموافقة  ، وقام الامين العام
للمجلس باتخاذ الإجراءات اللازمة نحو تحويل مبلغ عشرين مليون جنيه تبرعًا من مجلس النواب
لصالح صندوق تحيا مصر، لجهود مكافحة فيروس كورونا المستجد يتم خصمها من مكافآت السادة
النواب. وقد كان هذا الامر رسالة واضحة في المشاركة الايجابية لمواجهة الوباء ، وعبر
عن مدي تلاحم واحدة من اكبر مؤسسات الدولة مع ابناء الشعب ليحذوا الجميع حذوها ويبادر
المصريين بتقديم يد العون ،الاأننى أجد أن  هذا المبلغ الذي تم التبرع به اختياراً من الاعضاء
لا يتناسب مع عِظَم الخطب ، وهذا ما أكدة وإنتقدة رجل الصناعة المصرى عيد لبيب فى
إحدى حوارتة مع قناة بوابة الدولة الاخبارية التى خصصت لة ثلاث حلقات للتحاور معة
،حول الازمة والحلول والخروج بأقل الخسائر ، حيث أكد " لبيب " فى إحدى
حوارتة مع الاعلامى محمود نفادى ،إن المبلغ الذى تبرع بة نواب الشعب قليل جدا، ولا
يتناسب مع حجم الازمة التى تمر بها البلاد

أخيراً اوجة دعوة الى الشعب المصرى وحكومتة   بأن تكونوا  يد واحدة ، والوقوف صفًا واحد لمواجهة فيروس كورونا من أجل حماية الدولة المصرية التى نحبها ونعشقها، ، لإثبات أن المصريين شعب جدير بالبقاء.