بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

هبة سامى تكتب لبوابة الدولة الاخبارية- هل تنهي أزمة كورونا العولمة و سيطرة الغرب على العالم؟.

-

دول العالم التي كانت متصلة بكل الطرق ، أصبحت منغلقة على نفسها برا و جوا و بحرا ، ڤيروس قاتل لا يرى  كشف العالم على حقيقته ، و أظهر لكل دولة و جها آخر ربما لم يعرفه العالم من قبل ، و كأن خارطة الدول قد تغيرت و ستسطر في كتب التاريخ  الكثير من الحقائق في الأيام القادمة و ترسم صورة مختلفة لعالم آخر جديد كاد ينهار إقتصاد دوله تباعا خوفا من شبح الموت الذي بات يشغل الجميع فتوقفت العديد من الحروب و الصراعات و المؤامرات في جميع الدول حين أيقن العالم أن الموت قادم لا محالة .
العالم الذي ظل قرية واحدة لقرن و أكثر يرسي مبادئ العولمة و اتفاقياتها لم يعد كذلك الآن ، بعد محاولة كل دولة النجاة بنفسها و إختلاف النظرة حول قيمة الدول و اهميتها، و أين أصبحت الدول العظمى من خريطة العالم ، فالأنظار جميعا تتجه للشرق الآن حيث دول كروسيا و الصين قاما بدور الدعم و المساندة لدول أخرى في هذا العالم ، و هكذا بدأت الصين تسحب البساط تدريجيا من تحت أقدام أمريكا التي لم تتخذ الإجراءات الإحترازية الكافية لحماية مواطنيها حسب كلمات رئيسها التي وصفت غلق البلد بالموت أيضا ، خوفها من انهيار إقتصادها و انتهاء زعامتها للعالم ، بل و تستغل الأزمة الحالية حين تطلب من شركة چينرال إلكتريك الأمريكية تصنيع أجهزة تنفس صناعي لتبيعها للعالم ، انه فكر رجل الأعمال الذي يستخدم كل الطرق لبقاء دولته على قيد الحياة مع التضحية بقليل من المواطنين ، و ربما لن تفقد أمريكا قيادتها للعالم لهذا السبب تحديدا ، الفكر المادي البحت حيث الحفاظ على قيمة الدولار في السوق بكل الوسائل والطرق المتاحة و غير المتاحة ، و لسبب آخر قوي و هو تواجد وادي السيليكون على أرضها و الذي يملك وحده معلومات دول العالم بأكمله حفظا و تحكما ...
أوروبا أصبحت خارج المشهد أيضا و بات الوباء فيها و القرارات العشوائية خارجة عن السيطرة تماما كأمريكا ، لم تدعم دول الإتحاد بعضها في أي شيء ، و خشيت بعضها هي الأخرى سقوط إقتصادها و لم تتخذ الإجراءات الإحترازية الكافية لحماية مواطنيها خوفا من غلق تلك المصانع التي لم يتوقف العمل فيها و التي بالمناسبة لا تملك أيا من الموارد الطبيعية و المواد الخام بل تستوردها من دول الشرق العربي و أفريقيا و تصنعها لتبيعها للشرق مرة أخرى بأضعاف أسعارها الشرائية ، و لكن ماذا الآن بعد التوقف المؤقت للحركة التجارية بشكل كبير في العالم ؟ كيف ستنقذ أوروبا إقتصادها بعد فقدانها السيطرة على الوباء و على الإقتصاد و التكنولوجيا ، و أخيرا على العالم ...
ستظهر الأيام القادمة كل الدول التي كانت تحيك المؤامرات في صورة جديدة ، و تلك الصراعات المتداخلة التي عانى منها العالم أعواما كثيرة ربما تنقلب عليهم الآن ، و تتوالى سقطات تلك الدول و تظهر قوى أخرى كامنة أو ربما خلايا نائمة ترسم شكلا جديدا لخريطة العالم إقتصاديا و عسكريا ، وهي تشبهها في أفكار الظلام بإختلاف الطرق و الوسائل المستخدمة في صنع الصراعات و المؤامرات داخل دول العالم على أيدي الجماعات التكفيرية من كل الأديان السماوية و الأرضية و المنقلبة على أنظمة الحكم والتي تترقب الآن في صمت منذ بدء أزمة الڤيروس محور حديث العالم الآن ، و السؤال هنا من سيحكم العالم القادم و من سيسقط عن عرش الحكم ؟ هل أزمة كورونا التي كشفت كل شيء على حقيقته أزمة موسمية ستنتهي قريبا ؟ أم ستستمر و يستمر العالم في هذا الإنكفاء الذي يخشى الجميع  عواقبه؟ هل ستزداد انهيارات العالم بسبب هذا الانكفاء ؟ وحيرة كبيرة حول إختيار بقاء المادة أو بقاء الإنسان....