بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

د. محمد فياض يكتب.. ”مواثيق الشرف 2” الفكرة لن تكون فكرة الا إذا أحدثت تغيير

-

%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6

 
الإيمان بالفكرة والقضية " نظرة للمستقبل " وشروطها " الايمان بها .. والعمل عليها .. والتضحية من أجلها "
لكل انسان منا هدف وغاية والبحث عن اسلوب او طريقة لتحقيق هذه الغاية والهدف مشروع، لكن الامر يتطلب ان تكون الغاية (الهدف) والوسيلة (الطريقة) من نفس الجنس والجوهر، وبهذا فان الهدف السامي يتطلب ان تكون الوسيلة لتحقيقه سامية والعكس صحيح، والاهداف التي يتطلع اليها الانسان متعددة ومنها الهدف السياسي، والهدف السياسي نوعان: الاول يتدنى عند البعض ليكون ارضاء للشهوات الشخصية التي نراها تتجلى في الهوس للوصول الى السلطة، وبالتالي يعطي العمل السياسي مفهوم الدجل ومسايرة الظروف، والثاني يرتقي الى التعبير عن حاجات الشعب وامنيه في التخلص من السياسين الفاسدين واستعادة ثقتة هذا الشعب بنفسه وبأنه اهل لنوع ارقى من هذا النوع من السياسين، ولمستوى ارقى من مستوى خلقهم وفكرهم وكفاءتهم.
* الاحساس والإيمان الحقيقى بالقضية أياً كانت " :- وهذا يعنى أن تجعل كل ما تملكه من قوى ومهارة وأدوات فى خدمة هذه القضية التى تقدمها وذلك ينبع عن مدى إيمانك بها ..ويزيد من تأييد القضية عند من يتلقاها ..
إن الإيمان بالفكرة نظرة للتفاؤل والتخلى عن تحقير الذات الذى صار جزء من ثقافتنا وواجب المثقفين جميعا أن يتكاتفوا جميعا قي إشاعة هذه الفكرة بين الناس وجعلها شاغلهم الشاغل ..إن من يؤمن بالفكرة يجب أن يعمل بها وإلا لم يكن يؤمن بها حقا ..فالإيمان يقتضي العمل والمثابرة والجد فى سبيل مبادئنا ومانؤمن به.
*وإذا نظرنا لواقعنا الاعلامى نجد أن هناك نقص فى هذه النقطة فى معظم القضايا.. سواء عند مقدمى البرامج أو الضيوف من الكتاب والساسة وأصحاب الرأى .. لكن أحيانا أخرى نجد إيمانا كاملا ببعض القضايا .. فمثلا , فى موضوع المصريين بالخارج نجد أن كثير من الاعلاميين وكتاب الرأى وغيرهم يتحدثون عنهم كمرور الكرام عند طلباتهم أو فكرهم وعلمهم  مما يوحى بنقص الإيمان بتلك القضية رغم أهميتها ومن المفترض أن مثل هذه الأمور يكون لها رغبة فى نشرها ورغبة فى الإستفادة منها وتقديمها للقادة عن طريق الإعلام وكل هذا لن يحدث طالما لا إيمان بهذه القضية ..
مجرد نصيحة .. لابد أن تكون على ايمان كامل بقضيتك ..
والنصيحة تعني عند الكبار التضحية والعطاء وإيثار راحة الغير على راحتهم ، فمعلوم أن النصيحة قد تجعل الآخرين يقفون موقف العداوة والبغضاء من الناصح ، خاصة إذا كانت النصيحة تتعلق بكشف المفسدين ، ومحاصرة الفساد المستشري في مجتمعاتهم.

  • ولهذه النقطة تأثير كبير فى إستمرارية وجودها ,لأنها تؤذى إحساس حوالى 13 مليون من المصريين بالخارج وتصيبهم بفقدان الأمل وتوحى لهم بقلة أهميتهم لدى المجتمع وهذا ينبع من سيناريو التجاهل مما يؤدى للإقصاء والبعد عن إتخاذ القرار أو حتى إبداء الرأى .. لكن إذا تم تغيير تلك النظرة وظهر الإيمان بتلك القضية تجد روحا تفاعلية تعاونية بين دولة وثروتها الخارجية فنتعاون للخروج من اى أزمة أيا كانت وكل ذلك بسبب الإيمان الكامل بالقضية .. فهل ستتغير "؟!!..


عوائق إكتساب مهارة الإيمان بالفكرة
*الإستسلام للضمير الجمعي: هل تستسلم لكلام الآخرين سواء من إحباط أو سخرية فترجعك عن طريقك أو توقفك عن فكرة ترى إن آمنت بها من الممكن أن تفعل المستحيل من أجلها كما فعل داسيلفا" فى البرازيل ؟
*التردد:نفذ فكرتك الآن ولا تقف، إذا حصلت على فكرتك فتعلم الآن عنها و ضعها في حيز التنفيذ ولا تلتفت.
*طغيان الذاتية: ما تفعله من أفعال أهو نتاج لفكرة نبيلة أم ذاتك هي المحرك، فتهذب و تتطوع هنا وهناك للسيطرة والشهرة أم أن الفكرة هى المُرحك الأساسي لك؟
**إّنما تنجح الفكرة إذا قوى الإيمان بها، وتوفّر الأخلاص فى سبيلها، وازدادت الحماسة لها، ووجد الإستعداد الّذي يحمل على التّضحية والعمل لتحقيقها.”
نستطيع تحقيق أهدافنا الشخصية والعملية عندما نؤمن بها ونسعى إليها إذ يؤدي وضع الأهداف والتركيز عليها إلى تحقيقها بحذافيرها، فبإمكان الإنسان العادي تحقيق كل مايصبو إليه دون إمتلاكه لكل القدرات والمهارات الأساسية كما نظن ونعتقد فتحديد ما نريده واستعدادنا لدفع ثمن إنجازاتنا يستنفر طاقتنا الداخلية لأن الإستعداد أهم من مجرد إمتلاك المهارة دون الإدارة ولكن كل بداية جديدة تستدعي تصورات جديدة.
**وهذه بعض الأفكار والخطوات التي ستساعدك على تشكيل نظام متكامل لإدارة أهدافك
*دون أهدافك : فالأهداف هي أفكار مكتوبة وكل ما عداها أضغاث أحلام فكتابة الأهداف تعني الإلتزام
*كن دقيقاً : فالأهداف الواضحة تكون محدودة وجامحة أما الرغبات المبهمة فهي أحلام يقظة
*آمن بهدفك : ما الذي سيدفعك لتحمل المشقات ما لم تؤمن فعلاً بما تريد تحقيقه ؟
*ابذل قصارى جهدك : الهدف الفعلي تكتنفه الإثارة وهذا يتطلب المزيد من المثابرة ومواصلة تغيير أساليب الإنجاز والإبتكار في الأداء والعطاء
*وازن بين أهدافك طويلة المدى وأهدافك قصيرة المدي :
تبدو الأهداف بعيدة المدى كالسراب الذي تحجبه الأيام فاستبق الأحداث وحقق بعض الأهداف السريعة لتحافظ على جذور الحماس
*ضع أهدافاً في كافة المجالات ولكل المهمات :
عليك بوضع أهداف جديدة وبعيدة تشمل كافة جوانب حياتك ، أشرك أقرانك والمقربين منك فالمشاركة مباركة
*نقح أهدافك بإنتظام : يجب أن يؤدي تحقيق الأهداف القريبة إلى تحقيق الأهداف البعيدة في نهاية المطاف
*كن مرناً : قد يستدعي وعيك بما يستجد من أمور تغيير بعض أهدافك لتتناسب مع الواقع الجديد
الايمان بالفكرة والقضية .. يقويها
بينما كنت أشاهد التلفاز فإذا بأحد البرامج يعرض التقدم الحضارى المذهل الذي يحدث في اليابان وألمانيا ..هاتان الحضارتان اللتان أذاقتهما الحروب ويلاتها فبعد الحرب العالمية الثانية وجد هذان الشعبان نفسهما تحت الإستعمار والدمار في كل مكان فلم يبق أمامهما سوى الفكرة والإيمان الشديد بها.
فهاهم اليابانيون في أقل من أربعين سنة يحققون ما تعجز عنة شعوب كثيرة لم تعاني نصف ما عانوه لقد كانت فكرتهم تكمن في أن تقديس العمل أمر واجب وإذا أردت أن ترضى بوذا فأخلص في عملك ورسخت هذه الفكرة وتوجه الجيش من ثكناته إلى المصانع ليغيروا التاريخ وينتصروا على العجز ويحققوا أكبر نهضة صناعية فى العالم.
أما الألمان فقد أمنوا أنهم الأفضل وأنهم ليس كباقي الشعوب كما قال هتلر نحن الشعب ذو الدم الأزرق.
**ما أريد قوله هنا أنه لايهم مدى صحة الفكرة إذا أمنت بها واستطعت أن تنجز من خلالها. والغريب حقا أننا أصحاب الفكر السليم والعقيدة الصحيحة لم نستطع نكون مثلهم, ولكن إذا نظرنا للفترة القصيرة التى تستطيع فيها الشعوب أن تنهض لما كان الأمر صعبا فما هي الأربعين سنة في حياة الأمم والحضارات في خلال هذه الفترة من العمل الدؤوب نستطيع أن نلحق بالركب أنسبقه ليس لشىء ولكن للأننا نحن أصحاب الفكرة الصحيحة ولكننا للأسف لا نؤمن بها.
بقلم: ا.د. محمد فياض
أستاذ دكتور بجامعة سان هوزي الأمريكية بكاليفورنيا
البريد الالكتروني:
[email protected]
 
مصادر
١. التغير http://forum.el-wlid.com/t289213.html